دعوات من كل أنحاء العالم لوقف التصعيد
62 قتيلاً في التصعيد المتواصل لليوم الثالث بين إسرائيل وقطاع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تل ابيب: يتواصل التصعيد العسكري بين الفلسطينيين وإسرائيل لليوم الثالث الأربعاء والذي حصد حتى الآن 62 قتيلا، مع ضربات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة وإطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع في اتجاه إسرائيل، ما يثير مخاوف من نزاع جديد.
وعلى الرغم من الدعوات من كل أنحاء العالم لوقف التصعيد، لا مؤشرات تهدئة حتى الآن، وفشل مجلس الأمن في اجتماع ثان مخصص للتطورات في الشرق الأوسط، في الخروج ببيان أو قرار.
وأعلنت إسرائيل اليوم مقتل جندي في صاروخ أطلق من قطاع غزة، ما يرفع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي منذ الاثنين الى ستة، بينما قتل 56 شخصا في قطاع غزة في ضربات إسرائيلية، بينهم 14 طفلا. وأكدت حركة حماس اليوم مقتل عدد من قادتها. كما قتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في مواجهات مع قوى أمن إسرائيلية.
وبعد الغارات العنيفة المدمرة الليلة الماضية، واصلت إسرائيل الأربعاء تنفيذ غارات جوية بتقطع على أهداف مختلفة على القطاع المحاصر الذي يقطنه قرابة مليوني شخص غزة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وتسببت غارة في المساء بتدمير مبنى من 13 طابقا.
في المقابل، استمر أيضا إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وبدأ التصعيد بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة استمرت أياما، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود، وتسببت بإصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطيا إسرائيليا بجروح.
وعلى الرغم من تحذير مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى "حرب شاملة"، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد الأربعاء اجتماعا طارئا هو الثاني خلال ثلاثة أيام حول التصعيد في الشرق الأوسط، مجدداً في تبني إعلان مشترك وسط استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي نص، وفق ما نقل دبلوماسيون.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن ستوفد مبعوثا إلى الشرق الأوسط لحضّ الإسرائيليين والفلسطينيين على "التهدئة". ودعا إسرائيل إلى بذل "كل ما بوسعها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء "الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم (...) يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط"، في إشارة واضحة الى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة الاثنين بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت صباح الأربعاء إن "أكثر من ألف صاروخ" أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان في قطاع غزة.
وقال الجيش إن غاراته خلال الليل "استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس الإرهابية".
وأشارت حماس إلى أن "غارات متتالية" أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة في غزة.
وأطلقت حماس مساء الثلاثاء وابلا من الصوارخ على تل أبيب بعدما دمرت غارة اسرائيلية بالكامل مبنى مكونا من 12 طابقا في وسط مدينة غزة، كانت لقادة في الحركة مكاتب فيه.
وامتد العنف مساء الثلاثاء إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية.
في مدينة اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية موقتا، أعلنت حالة الطوارئ بعد "أعمال شغب" قامت بها الأقلية العربية، على حد قول الشرطة الإسرائيلية. كما أعلنت الشرطة فرض حظر التجوال في المدينة الذي سيدخل حيز التنفيذ الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة فجرا.
وندّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأربعاء بما وصفه بأنه "اعتداء منظم ضد اليهود" نفذته "عصابة عربية متعطشة للدماء" في مدينة اللد المختلطة في وسط إسرائيل.
واستخدم الرئيس الإسرائيلي كلمة "بوغروم"، في إشارة الى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الامبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر.
وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ رجلاً وفتاة قُتلا الأربعاء في المدينة أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة.
وحصلت صدامات عنيفة في المدينة (47 ألف يهودي و23 ألف عربي) بين يهود وعرب الثلاثاء، قتل فيها عربي من سكان اللد.
في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي خلال صدامات منفصلة اندلعت في جنين وقرب مدينة الخليل.
وكان مصدر أمني فلسطيني أفاد الثلاثاء عن مقتل ضابط مخابرات فلسطيني وإصابة آخر برصاص الجيش الإسرائيلي عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس.
ودعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى "وقف فوري" للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية "لتجنب صراع أوسع"، في بيان صدر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل.
وقال بوريل إنّ "الإطلاق العشوائي للقذائف من قبل حماس وجماعات أخرى باتجاه مدنيين اسرائيليين أمر غير مقبول. مع الاعتراف بحاجة إسرائيل المشروعة لحماية سكانها المدنيين، يجب أن يكون الرد متناسبا وخاضعا لأقصى درجات ضبط النفس".
ودعت فرنسا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتجنب "نزاع دام". وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في مجلس الشيوخ "شهد قطاع غزة ثلاثة نزاعات دامية في أقل من 15 سنة. يجب بذل كل الجهود الممكنة لتجنب نزاع رابع".
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى "ضبط النفس"، قائلا إنه "قلق جدا" من "العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين"، وحث على "وقف التصعيد بشكل عاجل".
كذلك، دعا الرئيسان الروسي والتركي إلى "خفض التصعيد"، وفق ما أفاد الكرملين بعد اتصال هاتفي بينهما.
ونظمت احتجاجات كبيرة تضامنا مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بينها لندن والكويت ولبنان وعمان وباكستان وتونس وتركيا.
وتظاهر في عمان الأربعاء نحو ثلاثة آلاف شخص تضامنا مع الفلسطينيين، مشيدين بصواريخ "المقاومة" التي تطلق ضد إسرائيل. ورفع هؤلاء وبينهم أنصار لجماعة الاخوان المسلمين ويساريون لافتات كتب عليها "لا سبيل سوى المقاومة" و"غزة رمز العزة".