أخبار

اجتماع استثنائي لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 27 مايو بشأن النزاع

المساعي الدبلوماسية تتكثف من أجل وقف النار بين إسرائيل وحركة حماس

شارع في حي الرمال في غزة بعد ضربة إسرائيلية في 20 مايو 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة (الاراضي الفلسطينية): تتكثّف المساعي الدبلوماسية الخميس علنا وبعيدا عن الأضواء في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف وانطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. واعلنت الأمم المتحدة الخميس أن مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الاسبوع المقبل في جلسة استثنائية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

اجتماع استثنائي
ويأتي الاعلان في حين تنشط الدبلوماسية الدولية على الأرض وفي الكواليس سعيا لوضع حد للتصعيد العسكري الدامي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد عمليات قصف جديدة. والاجتماع المقرر في 27 أيار/مايو سينظم بطلب من باكستان كمنسق لمنظمة التعاون الاسلامي، والسلطات الفلسطينية التي جمعت تواقيع كافية من الدول ال47 الأعضاء في المجلس كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان مقتضب.

وخلال الاجتماع ستدرس الدول "الوضع الخطير لحقوق الإنسان" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.ويعقد مجلس حقوق الإنسان ثلاث جلسات عادية على الأقل سنويا لكن إذا قدم ثلث الأعضاء طلبا يمكنه أن يقرر في أي وقت عقد جلسة استثنائية.

ومنذ تأسيسه في حزيران/يونيو 2006 عقد مجلس حقوق الإنسان 29 جلسة استثنائية ردا على أوضاع طارئة دان العديد منها إسرائيل خصوصا للوضع في غزة. يعود الاجتماع الاستثنائي السابق حول تدهور "حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية" إلى أيار/مايو 2018. وعُقدت الجلسة الاستثنائية الأولى للمجلس في 5 تموز/يوليو 2006 وتناولت أيضا "وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

مساع دبلوماسية للتهدئة
وبعد دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الى خفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار الى التصويت في مجلس الأمن بسبب عرقلة أميركية، بدأ الخميس وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة الى تل أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل الى تهدئة. ولن يلتقي ممثلين عن حركة حماس المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.

وعبر ماس في مؤتمر صحافي عقده صباحا في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلا نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار "حق الدفاع عن النفس". ودعا الى وقف لإطلاق النار.

اجتماع طارئ
ويعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية يتناول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

كما تقوم مصر باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.

وقال مسؤول في حركة حماس لم يود الكشف عن اسمه الخميس لوكالة فرانس برس "توقعاتنا أن يتم الاعلان عن التهدئة خلال ساعات أو يوم غد، وهذا يتوقف على وقف الاحتلال عدوانه على غزة والقدس".

وأضاف "هناك جهود واتصالات مكثفة تجري مع الاحتلال من جهة ومع حماس وفصائل المقاومة من جهة أخرى تبذلها مصر وقطر وأطراف أخرى"، مشيرا الى أن "الفرنسيين والاميركيين يشاركون في هذه الجهود".

لكنه شدّد على أن "لا شيء نهائيا حتى هذه اللحظة. المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات. إذا تواصل العدوان، سيتواصل توجيه الصواريخ في اتجاه الاحتلال وجنوده".

تصعيد وإطلاق للصواريخ
وبدأ التصعيد الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار/مايو، تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي الأربعاء إن بلاده تستغل العمليات العسكرية من أجل "إضعاف قدرات" حماس.

وتقصف إسرائيل منذ عشرة ايام قطاع غزة من دون هوادة، مستخدمة المدفعية والطائرات. وأوقعت الضربات 230 قتيلا بينهم 65 طفلا، و1710 جرحى في القطاع، بالإضافة الى دمار هائل، إذ أسقطت ابنية بكاملها وألحقت أضرارا جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية.

في المقابل، قتل 12 شخصا في الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى من قطاع غزة، وأصيب المئات بجروح. وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الصواريخ التي اعترضت معظمها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية الدفاعية، بلغ أكثر من أربعة آلاف.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيّين الأربعاء "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار"، مضيفا "نحن نقيّم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (...) وما إذا كان هدفنا (المتمثّل) في إضعاف القدرة القتاليّة لحركة حماس في غزة قد تحقّق".

وقال نتانياهو "ما نحاول القيام به بالتحديد هو إضعاف قدراتهم، ووسائلهم الإرهابية وعزيمتهم"، مشيرا الى أنه "مصمّم على المضي بالعملية".

واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية ليل الأربعاء الخميس منازل ستة قياديين في حماس في القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي.

في دير البلح، قتل أفراد عائلة فلسطينية بكاملها. في مدينة غزة، قتل رجل مقعد إياد صالحة (33 عاما) مع زوجته الحامل وطفلتهما البالغة ثلاث سنوات، وفق السلطات المحلية.

وقال عمر صالحة (31 عاما)، شقيق إياد، "كانوا يستعدون لتناول الغداء"، متسائلا "ماذا فعل أخي؟ إنه مقعد على كرسيه المتحرك، كان يعتقد أنه آمن في بيته".

في الصباح الباكر الخميس، دوت صفارات الإنذار مجددا في القرى الجنوبية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان "السكان في غزة وفي إسرائيل في حاجة ماسة الى تهدئة"، مضيفة الى أنها ابلغت إسرائيل وحركة حماس أن فرقها ستبدأ، اعتبارا من الخميس "بالتنقل للتعامل مع الحاجات الملحة. ويتحمّل الطرفان مسؤولية واضحة في تسهيل هذه المهمة".

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الأسبوع المقبل في جلسة استثنائية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وسينظم الاجتماع المقرر في 27 أيار/مايو بطلب من باكستان كمنسق لمنظمة التعاون الاسلامي، والسلطات الفلسطينية التي جمعت تواقيع كافية من الدول ال47 الأعضاء في المجلس، كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان.

وتتواصل منذ عشرة أيام التحركات الاحتجاجية في الضفة الغربية المحتلة تضامنا مع غزة. وتحوّلت تظاهرات خلال الأيّام الماضية إلى مواجهات بين الفلسطينيين والقوى الأمنية الإسرائيلية قتل فيها 25 فلسطينيّاً، في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ سنوات.

كذلك يُسجّل توتر حادّ في القرى والمدن الإسرائيليّة المختلطة اليهودية العربية.

وتشهد مدن وعواصم عدة في العالم تظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف