وقف النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة دخل حيز التنفيذ ولا خروقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غزة (الاراضي الفلسطينية): توقفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ولم يسجل إطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار قبل ساعات بعد أحد عشر يوما من التصعيد بين قطاع غزة وإسرائيل تسبب بمقتل وجرح مئات الأشخاص.
وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجرا (23,00 ت غ الخميس). وبعد دقائق من بدء سريان الهدنة، عمّت الاحتفالات قطاع غزة وأُطلقت أعيرة نارية في الهواء ابتهاجاً، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. كما خرجت حشود في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة الى الشوارع لتعبر عن ابتهاجها.
وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية في كلمة ألقاها أمام آلاف المتظاهرين في غزة، "هذه نشوة النصر، نتانياهو الذي يقول سيدمر غزة ها هم جنود المقاومة يخرجونه من كل مكان".
وأضاف "نقول للعدو الذي يدعي الانتصار، أيها العدو انتصرت على أشلاء الأطفال والنساء. نقول لأهلنا الذين دمرت بيوتهم والذين شردوا سنبني البيوت التي دمرها الاحتلال وسنعيد البسمة".
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي التي شاركت في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة أنها "تمكنت من إذلال" إسرائيل.
ووسط الهدوء الصباحي، كانت سحب ضبابية وعمود رقيق من الدخان لا تزال تغطي سماء مدينة غزة. وكذلك، ساد الهدوء معظم أنحاء إسرائيل بعد أيام عاشت فيها مناطق كثيرة على وقع صفارات الإنذار المنبئة بقدوم صواريخ من قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه "اعتبارا من الساعة الثانية، لم يطلق أي صاروخ، وعادت الطائرات الى قواعدها".
وحصلت مساع دبلوماسية كثيفة لإقرار وقف إطلاق النار الذي رحّب به الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال من البيت الأبيض "أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم"، نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، "وأنا ملتزم بالعمل من أجل ذلك"، مشيدا بدور مصر في التوسط في الاتفاق.
وأضاف "أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديموقراطية".
وسيتوجه وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الى المنطقة "خلال الأيام المقبلة" للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين و"مناقشة جهود التعافي والعمل معا لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين"، وفق ما أعلنت واشنطن.
وقتل في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 232 شخصا بينهم 65 طفلا ومقاتلون من حركة حماس والفصائل الفلسطينية، كما أصيب 1900 شخص بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وتسببت الصواريخ التي أطلقتها حماس والفصائل من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية بمقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندي، فيما أصيب 355 آخرون بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن وقف إطلاق النار الذي "وافق عليه بالإجماع" المجلس الوزاري المصغر، و"من دون شروط مسبقة".
وأكدت حماس والجهاد الإسلامي أيضا وقف إطلاق النار. وقال مسؤول في حماس إن "المقاومة ستلتزم به ما التزم الاحتلال".
وانسحبت إسرائيل من قطاع غزة في 2005 بعد أكثر من أربعين سنة من الاحتلال، وهي تحاصر القطاع الفقير الذي تسيطر عليه حركة حماس ويقطنه أكثر من مليوني شخص، منذ حوالى 15 عاما.
واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار/مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وقال بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس إن حملتها الجوية حققت إنجازات "غير مسبوقة". وكانت الدولة العبرية قالت إن هدف حملتها العسكرية إضعاف قدرات حماس العسكرية.
وأعلنت قتل 25 "مسؤولا كبيرا في حماس"، وتدمير أكثر من مئة كيلومتر من الأنفاق وعشرات الأبنية التي تضمّ "بنى تحتية لنشاطات حماس الإرهابية".
وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين الاسلحة وإقامة مواقع عسكرية في مناطق مكتظة بالسكان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها.
وقالت حركة حماس إن مناطق شاسعة تحولت إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي وتشرّد نحو 120 ألف شخص.
وأعلنت الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة أنّ الخسائر المادية الأوليّة بلغت 150 مليون دولار أميركي.
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس في القاهرة إن وفدين مصريين سيرسلان الى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار والإجراءات للحفاظ على استقرار الظروف بشكل دائم".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي رحّب أيضا بالاتفاق إن على إسرائيل والفلسطينيين الآن مسؤولية إجراء "حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع".
كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل مع الأمم المتحدة على "حزمة قوية من الدعم لإعادة الإعمار والتعافي السريع والمستدام".
ورحبت باريس وبرلين أيضا بوقف النار، ودعتا الى استئناف العملية السياسية.
ورغم الهدنة، تبقى هناك مخاوف من تجدّد التوترات بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي حيث حصلت أعمال عنف هي الأولى بهذا الحجم منذ سنوات، وفي الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية حيث قتل 25 فلسطينيا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.