طرفا النزاع غير معنيين باي عنف جديد
ماذا بعد التصعيد في غزة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: شهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخرا حراكا دبلوماسيا مكثفا وأنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة في أعقاب تصعيد استمر 11 يوما.
يبقى السؤال ماذا بعد؟ وماذا ينتظر الطرفين في المستقبل؟
الخميس الماضي توسطت مصر في اتفاق وقف إطلاق للنار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والذي دخل حيز التنفيذ فجر الجمعة وهو مستمر إلى اليوم إذ أنهى تصعيدا عسكريا دام ومدمر بين الجانبين.
أطلقت حركة حماس الإسلامية التي تدير قطاع غزة في العاشر من أيار/مايو صواريخ في اتجاه القدس ردا على التوترات الدائرة في الشطر الشرقي من المدينة.
واندلعت الصدامات في القدس على أثر الاحتجاجات المستمرة في حي الشيخ جراح حيث خطر الإجلاء يطاول عشرات العائلات فيه لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية قتلت الغارات الجوية وقذائف المدفعية الإسرائيلية منذ العاشر من أيار/مايو، 254 فلسطينيا في قطاع غزة بينهم 66 طفلا وعددا من المقاتلين.
وفي الجانب الإسرائيلي، تسببت صواريخ حماس والفصائل المسلحة في قطاع غزة والتي أطلقت في اتجاه الدولة العبرية، بمقتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي إسرائيلي ومواطن هندي وعاملان تايلنديان.
بالنسبة للمحلل السياسي من قطاع غزة جمال الفاضي فإن الطرفين غير معنيين ب"جولة جديدة من المواجهة".
ويرد الفاضي ذلك إلى "الخسائر السياسية السياسية والاقتصادية والمعنوية التي قد تتسبب بها أي جولة جديدة".
أما المحلل السياسي الإسرائيلي أفرايم عنبار فاعتبر أن وقف إطلاق النار الطويل الأمد يخدم "المصلحة الإسرائيلية" أكثر من أي شيء آخر.
تسبب القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بتدمير منازل وشركات وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي رئيسية في القطاع الخاضع للحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي منذ العام 2007.
بحسب السلطات في القطاع، دمر القصف الإسرائيلي نحو 258 مبنى تضم 1,042 وحدة سكنية وتجارية بالكامل، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أن ستة آلاف فرد باتوا دون مأوى.
وقالت الأمم المتحدة إنها خصصت ملايين الدولارات لمعالجة الوضع الإنساني في القطاع كما تعهدت دول أخرى مثل قطر ومصر والولايات المتحدة بتقديم المزيد من المساعدات المالية.
وسمحت إسرائيل التي تصر على دخول مساعدات إعمار غزة عن طريق السلطة الفلسطينية لا حماس، بدخول شاحنات تحمل مواد إغاثة عن طريق مصر والمعابر التي تسيطر عليها.
وفرضت الدولة العبرية رقابة صارمة على المواد التي تدخل الشريط الساحلي حيث يعيش نحو مليوني نسمة، في محاولة لمنع إعادة تسلح حماس، إذ سمحت للمانحين بتمويل مشاريع تستخدم فيها أنابيب مياه وصرف صحي بلاستيكية خوفا من أن تستخدم حماس المعادن في صناعة الصواريخ.
وكانت قذائف المدفعية الإسرائيلية دمرت مصنعا للأنابيب البلاستيكية يقع في المنطقة الصناعية على الحدود.
وسبق ان خاض الجانبان حروبا في أعوام 2008، 2012، و2014.
وفي بلدة بيت حانون، قال رامز المصري وهو أب لستة أطفال الأسبوع الماضي، إنه احتاج الى ثلاث سنوات لإعادة بناء بيته الذي هدم في الحرب الأخيرة في العام 2014.
وأضاف "هذا الشهر دمر المنزل مرة أخرى وتحول إلى غبار وأنقاض".
وتساءل "هل سأحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى لإعادة بناءه؟".
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أن التوترات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين استمرت.
الثلاثاء وقبل ساعات قليلة من وصول بلينكن إلى القدس، قتل شاب فلسطيني بالرصاص من جانب وحدة اسرائيلية متخفية في الضفة الغربية المحتلة. وقالت عائلته إن ضابطا اسرائيليا اتصل بالعائلة بعد عميلة القتل وقال لهم إن ابنهم لم يكن المقصود.
والإثنين قتلت قوات إسرائيلية في القدس فتى فلسطينيا (17 عاما) بعد طعنه إسرائيليين إثنين احدهما جندي.
وفي رام الله وعقب لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، تعهد وزير الخارجية الأميركي بإصلاح واشنطن لعلاقاتها مع السلطة الفلسطينية وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية التي أغلقت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2019.
وأشار بلينكن إلى "إمكانية استئناف الجهود على المدى الطويل لتحقيق حل الدولتين".
ومن المرجح أن تبقى أي محاولة للعودة إلى محادثات رسمية للسلام بعيدة المنال.
تعود آخر محادثات للسلام إلى العام 2014، خصوصا بعدما أصبحت الأحزاب اليمينية واليمينية المتشددة تسيطر على المشهد السياسي في إسرائيل والتي تعارض بشدة إقامة الدولة الفلسطينية.
وأدى التصعيد الذي دار هذا الشهر إلى جعل أي محاولة لاستئناف المحادثات غير قابلة للتنفيذ.
وساعد النزاع في رفع شعبية حماس في حين تم تهميش دور السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (85 عاما) إلى حد كبير.
ويرى الفاضي أن حماس اليوم تشعر "بالقوة نتيجة أدائها الميداني والتعاطف الشعبي، وستعمل على تعزيز مكانتها من خلال الانفتاح أكثر في علاقاتها الإقليمية والدولية".
وأضاف "هي تشعر بأن هناك رغبة دولية بالانفتاح عليها".
وبحسب المحلل السياسي فإن تصريحات مسؤولي الحركة ورئيسها خصوصا تشي بأنها "ذاهبة نحو الانفتاح السياسي وأنها تعمل على استثمار كل الظروف ومنها حالة الضعف التي تمر بها السلطة الفلسطينية من أجل تعزيز مكانتها ودورها ربما كممثل للفلسطينيين".
من جانبه، لا يتوقع عنبار العودة إلى عملية السلام.
ويقول "السلطة الفلسطينية ليس لها شرعية على الإطلاق (...) ليس لدينا شركاء".