اللاجئون السوريون: كيف يندمج أطفالهم في مدارس أيرلندا الشمالية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استقبلت المدارس في أيرلندا الشمالية الكثير من التلاميذ السوريين، الذي اندمجوا وأصبحوا يشعرون بالاستقرار فيها.
لكن آخرين ما زالوا يواجهون صعوبات كبرى في تعلم اللغة الانجليزية وتكوين صداقات. وتبين ذلك في نتائج بحث عن دعم التلاميذ من اللاجئين السوريين، أجراه خبراء في جامعة سترانميليس.
واستقر نحو 1900 لاجئ سوري في أيرلندا الشمالية منذ عام 2015، من بينهم حوالي 700 من الأطفال والشباب في عمر الدراسة.
وطلبت هيئة التعليم من الباحثين في جامعة سترانميليس تقييم خبرات هؤلاء الصغار وتحديد الدعم الذي يحتاجون إليه.
وتعتمد النتائج على إجابات 67 من الآباء والأمهات السوريين لمئة من التلاميذ، بجانب 25 من التلاميذ، ونقاشات في مجموعات مع 16 من المعلمين.
لاجئون سوريون يروون لبي بي سي معاناتهم في مخيمات اليونان
وكان الآباء راضين بشكل عام عن استقبال ابنائهم، وعبر عدد منهم عن عرفانهم للمدارس والمدرسين.
وقال أحد والدي طفلة في عمر الثامنة: "هي سعيدة جدا في المدرسة، وتريد الذهاب كل يوم. ونشكر المدرسين كذلك على الدعم الذي قدموه".
وقال آخرون إن أبناءهم يواجهون مصاعب في اللغة والتواصل، وهو ما حال دون تكوين صداقات.
ويقول الباحثون في تقريرهم إن المدارس والمعلمين بحاجة لمزيد من الدعم لمساعدة الأطفال السوريين على تعلم اللغة.
"خوف من الطائرات والصواريخ"وذكر نحو ثلث الآباء والأمهات المشاركين إن الأطفال عانوا من صدمة قبل مجيئهم إلى أيرلندا الشمالية بسبب الحرب في سوريا.
ويعرف الباحثون في التقرير حالة الصدمة على أنها "حدث مخيف وخطر وعنيف ويهدد الحياة، يؤثر على قدرة الفرد على التأقلم ويؤثر على إحساسه بالأمان والسكينة".
وقال أحد والدي شاب في السابعة عشرة إنه "يعاني من الخوف من القتل وقصف الطائرات والصواريخ كل يوم".
في حين قال أحد والدي فتاة في الخامسة عشرة إنها افترقت عن أخيها وأبنائه قبل عامين، "وتفكر فيهم باستمرار وتخاف عليهم".
ويخشى بعض الآباء من أن أطفالهم أصبحوا شديدي الخوف والانطواء "بسبب ما مروا به من عنف وفقد وفرقة عن أفراد العائلة، بجانب تعطل مسيرتهم التعليمية".
لكن الدراسة أظهرت قدرة العديد من الطلاب السوريين على الصمود واستعادة الحياة على الرغم من ما مروا به.
ما مصير اللاجئين السوريين في الدنمارك؟
"سعادة وأمان وفخر"قالت شابة بعمر الثامنة عشرة إن الحرب علمتها أن تكون أكثر صبرا، "حتى أنها علمتني الصبر على أداء فروضي المنزلية".
وأضافت: "كنت قوية عندما شرحت رحلتي شديدة القسوة من سوريا إلى هنا، وما رأيته من جثث وتفجيرات واشتباكات أمام زملائي والمعلمين".
وأكملت: "أشعر بالسعادة والأمان والفخر لكوني شرحت كل ذلك أمام التلاميذ الآخرين بهذا الثبات".
إلا أن المعلمين أبدوا بعض المخاوف بشأن التلاميذ السوريين "الذين مروا بمجموعة كبيرة من الأحداث الصادمة نتيجة الحياة في منطقة حرب والتشتت والحياة في المخيمات".
وقال المعلمون إنه رغم الدعم الذي قدمته السلطات التعليمية، إلا أن هناك الحاجة للمزيد من المساعدة للتلاميذ والمدارس. ويشمل ذلك الحاجة لدعم الطلاب الذين يعانون من آثار الصدمة وتقديم إجراءات "لمعالجة الآثار السلبية لحاجز اللغة على قدراتهم التعليمية وحالتهم النفسية".
وباء فيروس كورونا "يتفاقم في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط" وبريطانيا تمر "بنقطة حرجة"
وبدأت السلطات التعليمية تجربة نظام إحالة جديد في المدارس لدعم الأطفال الذين يعانون من الصدمة، يُعرف بخدمة الإرشاد والإحالة نتيجة الصدمة. ونُشر البحث مؤخرا بعنوان "الدعم المدرسي لأطفال اللاجئين السوريين في أيرلندا الشمالية". وطلبت السلطات التعليمية إجراء هذا البحث للوقوف على تطورات خدمة الإرشاد والإحالة.