بعد الاطلاع على رسائله بموجب قوانين حرية الوصول للمعلومات
البيت الأبيض يدافع عن موقف فاوتشي بشأن منشأ كورونا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دافع البيت الأبيض عن كبير مستشاري الرئيس الطبيين في حملة مواجهة فيروس كورونا، الدكتور أنتوني فاوتشي بعد الكشف عن بعض رسائله الإليكترونية بشأن منشأ فيروس كورونا.
ويمثل فاوتشي واجهة الولايات المتحدة في جهود مكافحة الفيروس، وانقسمت الآراء بخصوص أدائه.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن فاوتشي كان دوما "دعما لا يمكن الاستغناء عنه".
لكن رسائل البريد الإليكتروني الخاصة بفاوتشي والتي سربت، تثير التساؤلات حول مدى دعمه الموقف الصيني، الرافض لنظرية تسرب فيروس كورونا، من مختبر الفيروسات في مدينة ووهان.
وسُمح لوسائل الإعلام الأسبوع الجاري بالاطلاع على مجموعة من الرسائل الإليكترونية لفاوتشي بخصوص تفشي وباء كورونا، بموجب قوانين حرية الوصول للمعلومات.
وفي إحدى الرسائل المؤرخة في شهر أبريل / نيسان الماضي، وجه المدير التنفيذي لمنظمة صحية خيرية الشكر لفاوتشي لأنه نفى علنا وجود أي دليل على صحة نظرية تسرب الفيروس من أحد المختبرات.
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية، أكد فاوتشي أن الرسالة تم اقتطاعها من السياق من قبل منتقديه، وأنه يتمتع بعقلية منفتحة تجاه منشأ الفيروس.
وفي معرض دفاعها عن فاوتشي، قالت ساكي، خلال الإيجاز الصحفي اليومي، إن "الرئيس وإدارته يشعران بأن دكتور فاوتشي، لعب دورا بارزا في السيطرة على الوباء،وأنه كان بمثابة الصوت الموجه للشعب طوال الأزمة".
ورغم عدم وجود دليل يؤكد تسرب الفيروس من مختبر ووهان الصيني للفيروسات، أمر الرئيس جو بايدن بإعادة التحقيق في ذلك، وهو ما أثار غضب الصين، التي تنفي ذلك تماما.
وقالت الصين إن الفيروس نشأ في سوق للحيوانات البرية والأسماك في المدينة، ما قاد العلماء إلى نظريات ترجح أنه انتقل إلى البشر من الحيوانات.
لكن وسائل إعلام أمريكية تحدثت مؤخرا عن وجود أدلة تشير إلى احتمالية أن الفيروس ربما يكون قد تسرب من معمل الفيروسات في ووهان بشكل عرضي.
وقال فاوتشي لسي إن إن خلال المقابلة التي بثت الخميس إنه ليس هناك أي شيء مخبأ في المراسلات بينه وبين مدير المنظمة الصحية غير الربحية، التي مولت بحثا حول منشأ الفيروس في مدينة ووهان.
وتبرعت منظمة (إن أي إتش) وهي منظمة صحية أمريكية عامة، بمبلغ 600 ألف دولار لمعهد ووهان للفيروسات بين عامي 2014 و 2019 عبر مؤسسة إيكوهيلث غير الربحية، وذلك بهدف دعم الأبحاث على فيروس كورونا في الخفافيش.
وأرسل مدير مؤسسة إيكوهيلث بريدا إليكترونيا لفاوتشي قبل شهرين، وصفه فيه "بالشجاع" لأنه فضح زيف نظرية تسرب الفيروس من المختبر في ووهان.
وفي معرض رده على الرسالة، قال فاوتشي "شكرا جزيلا لكلامك اللطيف"، واستنكر فاوتشي في مقابلته مع سي إن إن، "الهراء" وسعى البعض لاستنتاج أي علاقة سيئة بينه وبين المسؤولين، في مختبر ووهان، من الرسائل.
وأضاف "يمكنك أن تفهم ما تريد، هذه الرسالة كانت ردا مني على شخص وجه الشكر إلي قائلا شكرا لك لأي شيء كان يظن أني قلته، وأنا قلت إنني أظن أن أصل الفيروس في الغالب هو طفرة نوعية، ولازلت أتبنى نفس الظن، لكن في الوقت نفسه أبقى عقلي مفتوحا لاحتمال أنه تسرب من المعمل".
حسب تحقيق أجرته مجلة (فانيتي فاير) ونشرته الخميس، فقد ناقش مسؤولون في الخارجية الأمريكية، أصل الفيروس خلال اجتماع في نهاية العام الماضي.
وحسب التقرير، فقد تم إخبارهم بتجنب اختبار الدعاوى الخاصة بتجارب تعديل الفيروس، وإضافة الخصائص في مختبر ووهان، لتحاشي لفت الانتباه غير المرغوب فيه لتمويل الحكومة الأمريكية هذه الأبحاث.
وتتضمن تجارب إضافة الخصائص تعديل سلاسل القواعد لجعل الفيروسات أكثر قابلية للانتقال بين البشر، لبحث كيفية تصرف الفيروسات حال طرأت عليها أي طفرات جديدة.
وقالت جريدة وول ستريت جورنال، الشهر الماضي، إن 3 من العاملين في مختبر ووهان للفيروسات تعرضوا للمرض، ونقلوا للمستشفى في شهر نوفمبر / تشرين الثاني، عام 2019 قبل قليل من ظهور أول حالة إصابة بالفيروس في المدينة.
وبعد أيام من التقرير، طالب بايدن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، بالبحث لمدة 90 يوما لتقدير إمكانية تسرب الفيروس من المختبر الصيني.
واختلفت إدارة بايدن مع منظمة الصحة العالمية حول المعلومات المطلوبة بخصوص كيفية بدء الوباء.
وقال فاوتشي لجريدة فاينانشال تايمز "أريد الاطلاع على السجلات الطبية لهؤلاء العاملين الثلاثة، الذين قيل إنهم مرضوا ودخلوا المستشفى في ووهان عام 2019"، مضيفا "هل فعلا تعرضوا للمرض، ولو كان ذلك صحيحا، فما سبب مرضهم"؟.
وطالب فاوتشي أيضا الصين بكشف السجلات الطبية لستة مراهقين مرضوا بعد دخولهم كهف خفافيش، في مقاطعة يونان الصينية عام 2012.
وكان فاوتشي قد أكد أمام لجنة في الكونغرس، الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة، لم تشارك أبدا، في تمويل تجارب تغيير الصفات الفيروسية المثيرة للجدل.
وعندما سئل فاوتشي كيف يكون متأكدا من أن التمويل الأمريكي لمختبرات صينية لا يتم استخدامه في تجارب تغيير الصفات، أجاب قائلا "لا يمكن التأكد من ذلك، لكن أعتقد أن الباحثين الصينيين جديرون بالثقة".
وقال الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تعرض لانتقادات العام الماضي بسبب إثارة الشكوك حول أن الفيروس تسرب من مختبر ووهان إن فاوتشي يجب أن يرد على الكثير من الأسئلة.
وقال ترامب في بيان "ماذا عرف فاوتشي عن تجارب تغيير الصفات، ومتى عرف ذلك"؟
وأضاف "يجب على الصين أن تدفع تريليون دولار للولايات المتحدة، وبقية العالم، بسبب الموت والخراب اللذين تسببت بهما".
وطالب زعيم المعارضة الجمهورية في مجلس النواب، ستيف سالايس في خطاب، باستدعاء فاوتشي للشهادة أمام الكونغرس، حول "دور الولايات المتحدة في تمويل الأبحاث، التي ربما تكون قد ساهمت في تطور فيروس كورونا الجديد".
وكانت الخارجية الصينية قد استنكرت الأسبوع الماضي نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان للفيروسات، واعتبرته أمرا "مستحيل الحدوث".
وتسبب فيروس كورونا في وفاة 3.5 مليون شخص من بين أكثر من 172 مليون مصاب حول العالم.