حذر من تحول بلاد الرافدين إلى صحراء قاحلة
برهم صالح يدعو لحوار عراقي - سوري - تركي - ايراني لتقاسم المياه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن: دعا الرئيس العراقي برهم صالح السبت الى حوار عراقي سوري تركي ايراني صريح وبناء حول تقاسم المياه محذرا من ان بناء السدود قد قلل من تدفق المياه الى العراق مهددا بتحويله الى صحراء قاحلة.
وشدد الرئيس صالح في كلمة لمناسبة اليوم العالمي للبيئة تابعتها "ايلاف" على ان ملف المياه يستوجب حوارا صريحاً وبناءً بين العراق وتركيا وإيران وسورية يستند على مبدأ عدم الاضرار بأي طرف، وتحمل المسؤولية المشتركة، والتأسيس لجهد مشترك من أجل ادارة مستدامة للمياه.
واضاف ان هذه السدود تؤدي إلى نقص متزايد في المياه الاروائية يُهدد إنتاجنا الزراعي، بل وحتى تزويد المدن والقرى بمياه الشرب وقد تواجه البلاد عجزًا يصل إلى 10.8 مليار متر مكعب من المياه سنويًا بحلول عام 2035.
واكد ضرورة العمل على إنعاش وادي الرافدين لتنمية مستدامة وحياة أفضل للعراقيين وشعوب المنطقة منوها الى ان رياحا عاتية عصفت بالعراق على مدى الأربعين سنة الماضية حيث هددت الحروب والاضطهاد والعقوبات الاقتصادية والإرهاب والصراعات الداخلية استقراره وعطّلت رفاهية مواطنيه.
اخطر تهديد مستقبلي
واكد ان أخطر تهديد مستقبلي يواجه العراق هو التغير المناخي وآثاره الاقتصادية واضراره البيئية الكبيرة في جميع أنحاء العراقاذ انه وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة فان العراق هو خامس دولة هشاشة من حيث التكيف مع تغيرات المناخ.
واوضح ان التصحر يؤثر على 39٪ من مساحة العراق، 54٪ من أراضينا معرّضة لمخاطر فقدانها زراعيا بسبب التملح، بناء السدود على منابع وروافد دجلة والفرات التاريخيين - شريان الحياة لبلدنا- قلل من تدفق المياه، وأدى لزحف اللسان الملحي نحو اعالي شط العرب".
ونوه الى ان التكاليف البشرية المحتملة للتغيرات المناخية هائلة "فقد تضرر سبعة ملايين عراقي بالفعل من الجفاف والنزوح الاضطراري ومع وجود أعلى معدلات التزايد السكاني في العراق، تُفيد البيانات ان عدد سكان البلد سيتضاعف من 38 مليون اليوم إلى 80 مليون بحلول عام 2050، وهذا يُضاعف المخاطر الاقتصادية والاجتماعية لتغير المناخ إذا تُركت دون معالجة".
خارطة طريق
ونوه الرئيس صالح الى ان التصدي لتغيّرات المناخ يجب ان يكون أولوية وطنية في العراق، ومن الضروري الانطلاق الان، حيث إن مستقبل أجيالنا يعتمد علينا، وامامنا مسؤولية جسيمة لمواجهة التحدي.
ودعا لتأسيس برنامج وطني لإنعاش وادي الرافدين، يتعاطى في جوهره مع الحاجة الملحّة للتكيف المناخي، وجعله فرصة لتحويل الاقتصاد العراقي نحو التنوع ودعم الطاقات المتجددة والآليات النظيفة والدخول في أسواق الكربون ورفع صمود المناطق الهشة والمعرضة إلى التغيرات المُناخية والتقلبات الاقتصادية الحادة، من اجل ظروف معيشية أفضل للمواطنين وأكثر استدامة".
واكد على ضرورة تطوير خارطة طريق شاملة في مبادرات تُعزز الاستدامة البيئية وتحفظ الموارد الطبيعية المتاحة، وتؤسس للاقتصاد الأخضر، هذا يتطلب مجموعة من تدابير التكيف الملموسة، تُركز على استخدام الأراضي والحفاظ على المياه وكفاءة الطاقة، لتكون منطلقا لبرامج لاحقة أكثر طموحًا وأطول أجلاً.
العراق لصحراء قاحلة
وقال ان "ارض السواد وجنات عدن، أقدم التعريفات التي عرفتها البشرية، كانت اوصافا لبلاد الرافدين، لشدة خضرتها وارضها الخصبة، تتحول الان للأسف الى صحراء قاحلة".
واضاف "المفارقة ان تطلعنا الى مستقبل افضل يُلزمنا بالعودة الى ماضينا الأخضر القريب، عبر حملة وطنية لإعادة تشجير واسعة جنوب البلاد وغربها، واستعادة الغابات في الجبال وحول المناطق الحضرية في اقليم كردستان.
واشار الى انه بالإضافة إلى هذا الجهد، يجب الانطلاق نحو مبادرات جديدة لتحديث طرق إدارة الري والمياه ومعايير البناء، وتحسين وسائل التخلص من النفايات وإعادة تدويرها، والتقاط الغاز المصاحب المشتعل". واوضح ان هذه العناصر مجتمعة ستُحقق منافع اقتصادية ملموسة في العقد القادم، من خلال خلق وظائف جديدة في قطاعات الزراعة والبناء والصناعة الخفيفة، ودعم تطوير صناعة جديدة في مجالات البلاستيك ومستلزمات البناء وتصنيع الأغذية، ودعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار الأجنبي، والتركيز على دعم دور الشباب في التطور الاقتصادي.
العراق منطلق لدول الشرق الاوسط معا
ونوه الرئيس العراقي الى ان بلاده بموقعها الجغرافي في قلب المنطقة، وتنوعها البيئي حيث النخيل والاهوار وجبال كردستان، يُمكّنها ان تكون منطلقا لجمع دول الشرق الأوسط معًا.
وقال "قد نختلف سياسا، ولكن علينا ان نتحد معا في مواجهة التغير المناخي، فهو خطر يهدد الجميع، وهذا يستوجب ربط خططنا الوطنية بالمبادرات الإقليمية، ومواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المشتركة، مثل تواتر العواصف الرملية، وشحة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر وتناقص مواردنا المالية بسبب ضعف الطلب على النفط، من
خلال جهد واسع نحو تخفيف آثار تغير المناخ عبر الحدود وادارة المياه بشكل مشترك وعادل".
واضاف ان مشروع إنعاش بلاد ما بين النهرين يتطلب استنفاراً وطنياً على الصعد كافة، الحكومة وجميع مؤسساتها ودوائرها، ومجلس النواب ودوره التشريعي المهم والداعم كما ان حشد الإرادة السياسية اللازمة أمر حتمي لذلك.
وقال ان العراق سيحتاج أيضًا إلى مساعدة أصدقائه في المجتمع الدولي، للدعم الفني والتخطيطي ونقل التكنولوجيا و"ستكون إحدى مهامنا الأولى التنسيق مع وكالات المناخ المتخصصة لتطوير جهودنا، ونعمل للوصول الى الصناديق الخضراء وأسواق رأس المال والمانحين الدوليين، للمساعدة في تمويل الاستثمارات في هذا الصدد".
وشدد الرئيس العراقي برهم صالح في الختام محذرا بالقول "حان وقت العمل، وأمامنا مهمة شاقة، لا وقت للتراخي في مواجهة تحدي التغير المناخي، الذي يُمثل أيضاً فرصة للعراق والمنطقة لتدابير تضعنا على أسس أكثر صلابة في مواجهة تحديات العقود المقبلة".
التعليقات
طبعاً يتحول العراق الى صحراء جرداء
باسل -عندما تحكمه العصابات والمافيات والجرابيع , ولماذا لم تتحول قبلاً ارض الرافدين الى صحراء جرداء ؟؟!! وانما كانت جنّاتٌ تفيض خيرٌ وعطاء