زيادة غير مسبوقة في مبيعات السلاح في 2021
الأميركيون يتسلّحون!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: أعرب ناشطون ومتابعون لقضايا حمل السلاح في الولايات المتحدة عن قلقهم من زيادة حوادث إطلاق النار في البلاد، خلال الشهور الماضية، وقال ناشط إنه يتوقع أن يشهد عام 2021 حصيلة "قياسية" للضحايا.
في نهاية الأسبوع الماضي وحده، لقي أكثر من 120 شخصا مصرعهم في حوادث لإطلاق النار، وفقا لمنظمة "أرشيف العنف المسلح"، وهي مؤسسة غير ربحية توثق حوادث العنف المسلح في البلاد.
وقبل أسابيع، فتح موظف يعمل في شركة للنقل النار في موقع تابع لشركته بولاية كاليفورنيا فقتل تسعة أشخاص على الأقل ثم انتحر، وأسفرت عملية تفتيش منزله عن ضبط 12 بندقية ونحو 22 ألف طلقة ذخيرة وعبوات مولوتوف، وفقًا لموقع "الحرة".
وكان هذا واحدا من بين عدد كبير من عمليات إطلاق نار جماعي، وقعت في الأسابيع الماضية، في فلوريدا وإنديانا وكاليفورنيا وكولورادو وجورجيا وغيرها، في حوادث وصفها الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ"الوباء".
وبعد سلسلة من عمليات إطلاق نار في ميامي، ظهر رئيس شرطة المدينة، آرت أسيفيدو، على التلفزيون الوطني للتحذير من المزيد من "إراقة الدماء" خلال الأشهر المقبلة "ما لم نبدأ جميعا في التحدث علنا ومطالبة مسؤولينا المنتخبين باتخاذ إجراءات".
صحيفة واشنطن بوست التي نشرت أرقاما تعبر عن زيادة كبيرة في عدد حوادث العنف المسلح وعدد الضحايا، في عامي 2020 و2021، قالت إن حوادث إطلاق النار "تمّت بوتيرة لا هوادة فيها، وحصد العنف المسلح، هذا العام، أرواح الضحايا في احتفالات وجنازات وأماكن عمل ودور عبادة، وفي ممر للوجبات السريعة، في شوارع المدن، وفي منازل العائلات بعيدا عن الكاميرات وبعيدا عن الأضواء".
"من سيء لأسوأ"
وتقول الصحيفة إن 2021 هو عام سيء بالفعل، وهناك مخاوف من أن يزداد الأمر سوءا في هذا العام، ورغم أن 2020 هو العام "الأكثر دموية في أحداث العنف المسلح خلال عقدين على الأقل" لكن 2021 هو "الأسوأ حتى الآن".
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من 2021، أدى إطلاق النار إلى مقتل أكثر من 8100 شخص، ما يعني مقتل حوالي 54 شخصا يوميا، وفقا لتحليل واشنطن بوست لبيانات "أرشيف العنف المسلح"، بحسب تقرير "الحرة".
وهذا الرقم يمثل 14 حالة وفاة أكثر من المتوسط اليومي لعدد القتلى خلال الفترة ذاتها في السنوات الخمس الماضية، إذ أنه بين عامي 2015 و 2019، قُتل حوالي 40 شخصا يوميا في حوادث عنف مسلح.
وهذا العام، تجاوز عدد الضحايا، إلى جانب العدد الإجمالي لحوادث إطلاق النار التي أدت إلى مقتل أو إصابة شخص واحد على الأقل، الأرقام المسجلة في الأشهر الخمسة الأولى من 2020.
ووجدت واشنطن بوست أن عدد حوادث إطلاق النار المميتة زاد بأكثر من 40 في المئة في 2020 عن العام الذي سبقه. وفي 2020، زاد عدد الحوادث المميتة التي تشمل الأطفال (الذين قد يحصلون على مسدسات من البالغين الذين لا يخزنونها بشكل صحيح) أيضا بنسبة 45 في المئة.
وفي عاصمة البلاد، واشنطن، سجل عام 2020 رقما قياسيا جديدا لجرائم القتل، غالبيتها بسبب عنف السلاح، وفي عام 2021، قتل 79 شخصا خلال الأشهر الخمسة الأولى، بزيادة قدرها 23 في المئة عن العام الذي سبقه.
ورصد تحليل الصحيفة زيادة في حوادث إطلاق النار خلال الصيف تحديدا، خاصة العام الماضي، وحذر من أنه مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، وانتهاء الفصول الدراسية، وتراجع القيود المتعلقة بكورونا، تزداد المخاوف من "موسم أكثر فتكا".
مارك براينت مؤسسة منظمة "أرشيف العنف المسلح" قال: "أخشى (حدوث) الوفيات في الصيف... أتوقع أن يكون هذا عاما قياسيا".
زيادة غير مسبوقة
وعزا الخبراء الزيادة في حوادث العنف إلى عدة أسباب، منها عدم المساواة، والارتفاع الكبير في مبيعات الأسلحة، والعلاقات المتوترة بين الشرطة والمجتمعات، وكلها أمور زادت خلال جائحة كورونا والاحتجاجات من أجل العدالة العرقية.
ويشير التقرير إلى الارتفاع غير المسبوق في مبيعات الأسلحة، في عام 2020، "عام الوباء والاحتجاجات والانتخابات"، إذ تم شراء أكثر من 23 مليون قطعة سلاح، بزيادة 66 في المئة عن 2019، وفقا لتحليل واشنطن بوست لبيانات حكومية فيدرالية.
وفي شهري يناير وفبراير من عام 2021، تم شراء عدد من الأسلحة أكبر مما تم شراؤه خلال أي شهر من أي عام سابق. في يناير وحده، بيعت حوالي 2.5 مليون قطعة سلاح، وهو ثالث أعلى إجمالي مبيعات للأسلحة في شهر واحد، بعد شهري يونيو ويوليو من عام 2020.
وتشير الأرقام الأولية إلى أن نحو "خُمس" من اشتروا أسلحة في 2020 كانوا ضمن شريحة المشترين للمرة الأولى.
الوباء زاد الأمر سوءا
وتماما مثل فيروس كورونا، يزداد عنف السلاح بشكل خاص بين الملونين، وفق تحليل واشنطن بوست، ما يعني زيادة الأزمات. شاني باجز، الأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا في برنامج أبحاث الوقاية من العنف: "ما لدينا هو صدمة مضاعفة... لقد أدى الوباء إلى تفاقم جميع أوجه عدم المساواة التي كانت لدينا في بلدنا. جميع دوافع العنف باستخدام الأسلحة النارية قبل انتشار الوباء تفاقمت في العام الماضي".
كاساندرا كريفاسي، نائبة مدير مركز "جونز هوبكنز للسياسة والوقاية من العنف المسلح" أشارت إلى تدفق للأسلحة، والركود والبطالة خاصة في مجتمعات السود، ثم قتل ضابط شرطة لرجل أسود في مينيابوليس، ما أدى إلى تآكل ثقة الجمهور في إنفاذ القانون. ويشير الخبراء إلى تزايد أعمال العنف كما حدث بعد حوادث للشرطة في فيرجسون وشيكاغو في عام 2014، وفقًا لتقرير "الحرة".
كما أدى الوباء والاحتجاجات إلى إرسال عناصر الشرطة إلى أماكن الاحتجاجات بدلا من مواقف السيارات والشوارع.
وفي أجواء الوباء، كان الشباب أكثر عرضة للخطر مع غياب الأنشطة التي توفر الدعم مثل المدرسة، والرياضة، والعمل الاجتماعي، بينما كانت برامج منع العنف على مستوى المجتمع لا تعمل.
العنف في المدن الكبيرة والصغيرة
وشهدت جميع أنحاء البلاد زيادة في الوفيات الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية، في عام 2020. وكانت المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية الأكثر تضررا من سكان الضواحي والمناطق الريفية الذين عانوا أيضا لكن الضرر أقل بسبب قلة عدد السكان.
وزادت عمليات إطلاق النار في مدن كبيرة مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وكولومبوس. وفي فيلادلفيا، يستعد المسؤولون "لما قد يكون العام الأكثر دموية في تاريخ المدينة"، ويقوم عمدة المدينة بإجراء إحاطات منتظمة عن العنف المسلح فيها، تشبه الإحاطات الأسبوعية عن فيروس كورونا.