أخبار

وصل الى محافظة صلاح الدين اثر توتر طائفي

الكاظمي يدعو لتعزيز الانتماء الوطني منعا لتكرار مجازر ومآسي العراق

الكاظمي بموقع جريمة سبايكر في محافظة صلاح الدين الاربعاء
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ايلاف من لندن : بعد يومين من حصول توتر طائفي في محافظة صلاح الدين العراقية الغربية فقد وصلها الاربعاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مؤكدا على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية محملا الفساد وسوء الإدارة والسياسات الخاطئة سبب المآسي والمجازر التي شهدتها البلاد.
وقال الكاظمي خلال زيارته لموقع جريمة سبايكر في المحافظة وقراءة سورة الفاتحة على ارواحهم انه سيتم تحويل الموقع لمشروع ومتحف للذاكرة يمجد ويخلد تضحيات العراقيين ويؤكد تلاحمهم وانه سيشرف بشكل مباشر على هذه الإجراءات.
واضاف ان هذا المكان شهد أحدى أبشع المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية "فالدماء البريئة التي سقطت هنا أيقظت الوجدان العراقي عند كل أطياف الشعب اذ كانت هذه الدماء دافعا لانجاز النصر الكبير الذي حققه العراقيون أمام أعتى قوة إرهابية" في اشارة الى تنظيم داعش.
واكد ان هذه الدماء الطاهرة عززت الهوية الوطنية العراقية ووحدت العراقيين جميعا ولذلك يجب ان "نستذكر هذه الدماء البريئة دائما عبر الحفاظ على الانتصارات التي تحققت على الإرهاب والحفاظ على هويتنا الوطنية وضرورة التعلم من دروس الماضي كي نتجب تكرار هكذا مآسي ومجازر.
واضاف ان الفساد وسوء الإدارة والسياسات الخاطئة هي أسباب هذه المآسي لكن "وحدتنا ومؤسساتنا وانتماؤنا الوطني هو من سيمنع تكرار مثل هذه المجازر".
ونوه الكاظمي الى انه قد وجه الجهات المعنية بالاسراع بتوزيع استحقاقات عوائل ضحايا سبايكر .
معاناة المناطق المحررة
وخلال اجتماعه مع مسؤولي الادارات الخدمية فقد اشار الكاظمي ان العراقيين في مختلف المحافظات العراقية قد عانوا الكثير خلال العقود الماضية بسبب الحروب المستمرة والإرهاب والأزمات المتتالية كما عانت
المناطق المُحررة أكثر من غيرها، بسبب الخراب والدمار الذي خلفته عصابات داعش الإرهابية ولاسباب اخرى ماضون في العمل على معالجتها.
وشدد على المؤسسات الخدمية بضرورة تكثيف نشاطها وتسهّل إجراءاتها كي يشعر المواطن بالتحسن الملموس وينمو التفاؤل بين الجميع.
ونوه الى ان هناك الكثير من العراقيل التي تحصل أحيانا بسبب سوء الإدارة وبسبب العقبات البيروقراطية، وهذا ما عقدنا العزم على إصلاحه. واكد الحاجة الى التكاثف والتعاون والتكامل في العمل، كي نتغلب على المعرقلات ونكون على مستوى طموح الشعب العراقي العظيم وبقدر الثقة وما يتوقعه العراقيون منا كأداء.
واشار الى ان هناك مشاريع متلكئة كثيرة في مختلف مناطق العراق وقد " ركزنا جهودنا على اتمامها واكمالها، وادعو من هنا جميع المؤسسات في محافظة صلاح الدين وسائر انحاء العراق الى إنهاء ملف هذه المشاريع ووضعها أمام المواطن لتحسين واقع الخدمات".. معتبرا خدمة المواطن هي صنو العبادة وهي واجب يقربنا بالعمل الى الله والى الشعب، وشرف وطني ملقى على عاتقنا.

العشائر والحوار الوطني
ولدى لقائه عددا من شيوخ عشائر صلاح الدين فقد اشار الكاظمي الى ان هذه العشائر قامت بدور عظيم في دحر الإرهاب، وما زالت داعمة ومساندة للقوات الامنية من مختلف صنوفها في الوقوف أمام خلايا الارهاب المتبقية.
وقال " ما زلنا نتذكر بطولات الشيخة أمية البطلة التي قادت أبناء عشيرتها ومن عشائر آخرين في القتال ضد داعش".. مضيفا " حققنا جميعا إنجازات كبيرة بالانتصار على الإرهاب وعبور أزمة سياسية كادت أن تطيح بالبلد وأزمة إقتصادية عالمية".
ونوه الى انه " أمامنا اليوم تحديات البناء والعمران وتطوير البلد، وعلينا كعراقيين جميعا أن نشد العزم ونكثف نشاطنا في الزراعة والصناعة والتجارة والبناء ومختلف القطاعات لتطوير البلد، من اجل الدولة القوية المقتدرة التي نطمح لها جميعا".
وخاطب الكاظمي شيوخ العشائر قائلا "نعوّل عليكم في تعزيز مسار الحوار الوطني وتعزيز الهوية الجامعة للعراقيين وكلما توحدنا وتقوينا بعضنا بالآخر سوف تهون العقبات والمشاكل أمامنا.
وكان العراق قد احيا السبت الماضي مجزرة سبايكر لتنظيم داعش في محافظة صلاح الدين في ذكراها السابعة حيث تم الكشف عن وجود 600 من ضحاياها الالفين ومعظمهم من الشيعة مازالوا في عداد المفقودين .
ونفذ تنظيم داعش في مثل هذه الايام من عام 2014 وبعد يومين من احتلال مدينة الموصل الشمالية ومناطق شاسعة من غرب البلاد في العاشر من حزيران يونيو من ذلك العام مجزرة ضد حوالي الفي طالب وعسكري في قاعدة سبايكر العسكرية في المحافظة.
توتر طائفي
وشهد موقع جريمة سبايكر الاثنين الماضي صدامات بين مجموعة من ذوي ضحايا سبايكر من الشيعة ومواطنين من محافظة صلاح الدين السنية في توتر طائفي يعيد الى الاذهان سنوات التوترات الطائفية بين عامي 2006 و2008 فيما حذر محافظ صلاح الدين عمار الجبر من محاولات لإعادة سنوات الطائفية من جديد مشيرا الى ان هذه الظاهرة روجت لها صفحات ومواقع وشخصيات إعلامية.
وقال الجبر في بيان "ظهرت في الآونة الأخيرة صيحات الفتن روجت لها صفحات ومواقع وشخصيات إعلامية تريد أشغال الفتنة الطائفية لاسامح الله تناست تلك الصفحات أن الشعب العراقي حذر وصاحي ولا تنطلي عليه هكذا أكاذيب".
واضاف ان "صلاح الدين هي عراق مصغر يجتمع فيها كل أطياف الشعب العراقي ومنذ الآف السنين وكانت لها وقفة مشرفة في الدفاع عن هويتها وعن اهلها، وقد أعطت هذه المحافظة قوافل من الضحايا منذ عام 2003 ولحد الان وقد رفضت كل أشكال الفكر الظلامي الهدام وعند دخول عصابات داعش المجرمة الى المحافظة في عام 2014 ذبح اغلب شبابها اللذين رفضوا هذا الفكر القاتل على يد تلك العصابات".
وقال ان "داعش الإرهابي لم يفرق في قتله، بل قتلنا جميعا، نكرر مايدور من تداول بعض المواقع من دس السموم في صحن العراق هو يسعى لإحراق البلد لا سامح الله، بلدنا يمر بظروف استثنائية صعبة جدآ يجب علينا أن لا نسير وراء من يريد الفتنة والخراب".
يشار الى ان مجزرة سبايكر التي ارتكبت بعد أسر جنود منتسبين إلى الفرقة 18 في الجيش العراقي المكلفة بواجب حماية انبوب النفط الرابط بين بيجي ومنطقة حقول عين الجحش في الموصل في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في 12 حزيران يونيو 2014 وذلك بعد سيطرة عناصر تنظيم داعش على مدينة تكريت وبعد يوم واحد من احتلالهم مدينة الموصل حيث أسروا الفي جندي وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعضا منهم وهم أحياء.
وقد اثارت المجزرة استنكارا عالميا ومحليا وخرجت عوائل الضحايا في مظاهرات شاركت فيها جمع من المواطنين العراقيين المتعاطفين للمطالبة بالقصاص من المنفذين ومحاكمة القادة الذين سلموا القاعدة الى داعش.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف