أخبار

خصمه يندد بالتزوير.. وقلق من العنف

باشينيان يعلن فوزه في الانتخابات التشريعية في أرمينيا

رئيس وزراء أرمينيا بالإنابة نيكول باشينيان يدلي بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة في يريفان بتاريخ 20 حزيران/ يونيو 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يريفان: أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان فوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في أرمينيا، بعد ان حلّ حزبه في المقدمة وفق ما أظهرت نتائج جزئية.

وقال باشينيان في كلمة بُثت مباشرة على صفحته في فيسبوك "الشعب الأرميني أعطى حزبنا (العَقْد المدني) التفويض لحكم البلاد ولي أنا شخصيّاً كي أقوده بصفة رئيس للحكومة".

وأضاف: "نعلم أنّنا حقّقنا نصراً مُقنِعاً في الانتخابات وأنّنا سنحظى بغالبيّة مقنِعة في البرلمان. منحَنا الشعب تفويضاً (...) ويجب أن نستخدمه على الفور".

وأحرز باشينيان تقدّماً كبيراً في الانتخابات المبكرة وفق ما أظهرت نتائج جزئيّة نشرتها لجنة الانتخابات المركزيّة في هذه الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة.

وحصل حزب باشينيان "العَقْد المدني" على 57,1% من الأصوات، مقابل 19,3% لحزب منافسه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان، وذلك بعد فرز الأصوات في 61% من مراكز الاقتراع.

كوتشاريان يندد بالتزوير

واعترض خصمه روبرت كوتشاريان مندّداً بحصول تزوير. واعترض على هذه النتائج الجزئية. وقال في بيان إنّ هناك "مئات الإشارات من مراكز الاقتراع تشهد على تزوير مُنَظّم ومُخطّط له"، معتبراً ذلك "بمثابة سبب خطير لانعدام الثقة"، ومشدّداً على أنّه لن "يعترف" بالنتائج حتّى يتمّ النظر في "الانتهاكات".

وكانت السلطات الانتخابيّة في أرمينيا باشرت الأحد فرز الأصوات بعد الانتخابات التي كانت محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى باشينيان الذي تدهورت شعبيّته إلى حدّ كبير بعد الهزيمة العسكرية الأخيرة لبلاده في النزاع مع أذربيجان.

أجواء ساخنة

وكانت الحملة الانتخابيّة حامية، في وقت تسود مخاوف من تشنّج الأجواء بعد أن صدرت النتائج.

وتنافس باشينيان (46 عاما)، الصحافي السابق الذي أصبح رئيسا للحكومة في 2018 بعد ثورة سلمية ضد النخب الفاسدة القديمة، مع خصمه كوتشاريان (66 عاما)، الرئيس السابق الذي يَتّهم منافسه بعدم الكفاءة ويطرح نفسه على أنه قيادي يتمتع بخبرة.

وكان كوتشاريان استُقبل بالتصفيق لدى وصوله إلى مركز الاقتراع. وقال بعد تجاوز صف انتظار "أدليتُ بصوتي باسم السلام الكريم والنمو الاقتصادي".

انتخابات مبكرة

وانهارت شعبية باشينيان إثر هزيمة أرمينيا في حرب ضد جارتها أذربيجان في خريف 2020.

وبعد معارك استمرت ستة أسابيع وخلفت أكثر من 6500 قتيل، اضطرت يريفان إلى التنازل عن أراضٍ مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت في أوائل تسعينات القرن الماضي للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية الانفصالية التي تقطنها غالبية من الأرمن.

أثارت هذه الهزيمة التي اعتُبرت إهانة وطنية، أزمة سياسية في أرمينيا، ما اضطر باشينيان الى الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته وسط خشيته من خسارة منصبه.

ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء، تخلى كثيرون من أنصاره عنه بعد النزاع في ناغورني قره باغ وانتقلوا إلى صفوف خصمه رغم ارتباطه بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.

وبعد حصوله على أكثر من سبعين بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 2018، سعى باشينيان في هذه الانتخابات إلى الحصول على نسبة ستين بالمئة.

وفي محاولة منه لتجنّب هزيمة انتخابيّة أو نتيجة غير محسومة للاقتراع، دعا باشينيان مواطنيه الى التصويت لمنحه "تفويضا فولاذيا". وقال الخميس إن "الارمينيين يرون أن هناك قوى تثير مواجهات سياسية، حربا أهلية".

قلق من العنف

في المقابل، قال كوتشاريان أمام مناصريه الجمعة إنه "على عكس الإدارة السياسية الحالية، نحن فريق لديه خبرة ومعرفة وقوة وإرادة"، محذّراً من محاولات "سرقة أصواتنا".

وقاد كوتشاريان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من 1998 إلى 2008، ويَشتبه منتقدوه في أنه ضالع بالفساد.

وصرّح المحلل الأرميني الأميركي ريتشارد غيراغوسيان لفرانس برس أنّ "باشينيان قد يحصد مزيداً من المقاعد" بفضل دعم الناخبين في المناطق الريفية وأولئك الذين لم يحسموا قرارهم والذين قد يُصوّتون لمصلحته "ليس دعماً له وإنّما بسبب خوفهم من كوتشاريان وكراهيتهم له".

وصرح الموسيقي فاردان هوفانيسيان (41 عاما) لفرانس برس "صوّتُ من أجل حدود آمنة وجيش قوي" و"تعزيز العلاقات مع روسيا".

أما أناهيت سركيسيان المدرّسة السابقة التي تبلغ 63 عاما، فأكدت أنها صوتَتْ "ضد الأساليب القديمة" عندما كانت "الطُرق تُبنى على الورق فقط، والأموال العامّة تُسرق"، وضدّ "الأشخاص الذين سُمح لهم بكل شيء".

وقالت "إذا غادر نيكول، ستعود كلّ هذه الأمور".

وأظهرت الحملة الانتخابية وجود انقسام كبير بين المعسكرين يتوقّع خبراء أن يؤدّي إلى احتجاجات وربما إلى أعمال عنف بعد الانتخابات.

وجرت الانتخابات الأحد بهدوء، لكنّ جهتَين إحداهما المعسكر المؤيّد لكوتشاريان ندّدتا بحصول تجاوزات.

وبلغت نسبة المشاركة 49,4 بالمئة، مقابل 48,6 بالمئة في العام 2018.

ومن المقرّر أن يقدّم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المكلّفون مراقبة شفافية الاقتراع تقريرهم الأوّلي الاثنين الساعة 11,00 ت غ.

ودُعي إلى الاقتراع نحو 2,6 مليون ناخب أرميني لاختيار أكثر من مئة نائب لولاية مدّتها خمس سنوات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف