"إيلاف" تنشر نص البيان الختامي للقمة العراقية-المصرية-الاردنية
تنسيق أمني واستخباري وتكامل كهربائي وخطين لنقل الغاز والنفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن : قررت القمة العراقية المصرية الاردنية في ختام اعمالها في بغداد الاحد على تنسيق امني واستخباري لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات وتعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز والنفط بين العراق ومصر عبر الأردن وتنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة الكهربائية ولمتجددة والبتروكيمياويات.
وكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في ختام القمة عصر اليوم تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" قائلا "ودعت بغداد بالحفاوة والمحبة الأشقاء، جلالة الملك عبد الله الثاني وسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد عقد قمة ناجحة تم خلالها الاتفاق على تفعيل المشاريع التنموية بين الدول الثلاث وتوسيع نطاق التعاون على كل المستويات، خدمة لشعوبنا وتعزيزاً لمنهج العمل المشترك".
البيان الختامي المشترك للقمة
وقال البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية التي شهدتها بغداد اليوم وترأسها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وحصلت "ايلاف" على نسخة منه انه في إطار الحرص على توثيق علاقات الشراكة التي تجمع العراق والاردن ومصرضمن آلية التعاون الثلاثي بينهم، وإنطلاقاً من الرغبة الصادقة لدى الدول الشقيقة الثلاث في تعزيز سبل التعاون وزيادة آليات التنسيق ضمن المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والصناعية والأمنية وغيرها وبهدف الإستمرار بإرساء عوامل الإزدهار ومقومات التنمية، والإرتقاء بالجهود المشتركة سعياً لتحقيق التكامل الإستراتيجي فيما بينهم فقد انعقدت قمة ثلاثية في بغداد اليوم الاحد لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الإستراتيجي بين البلدان الثلاثة ضمن آلية التعاون الثلاثي بين العراق والإردن ومصر.
واشارت الدول الثلاث في بيانها الى ان هذه القمة جاءت "إستكمالاً لجهود القادة الثلاثة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الثلاثة في المجالات كافة، وعبر البناء على ما تم الإتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة، وآخرها قمة عمان التي إستضافتها الأردن في 25 آب أغسطس عام 2020 ".
جهود دبلوماسية متوازنة للعراق
واوضح البيان المشترك ان قادة الأردن ومصر قد اشادوا بالجهود الدبلوماسية المتوازنة التي بذلتها الحكومة العراقية على صعيد تدعيم الأمن والإستقرار الإقليمي ومحاولاتها في تقريب وجهات النظر لحل الخلافات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة.
كما ثمنوا بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم داعش الإرهابي، وبتضحيات الشعب العراقي وقدرات قواته المسلحة في هزيمة التنظيم الإرهابي، والتي ساهمت في درء الأخطار التي كان يمثلها وإرساء الأمن في العراق ودعم الإستقرار في المنطقة وكذلك اجراءاتها وخطواتها نحو تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت بشكل فعّال في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن إنخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا، وأرست قواعد النمو والإزدهار للإقتصاد العراقي.
دعم لانتخابات العراق ومنع التدخل في شؤونه
واكد قادة الأردن ومصر دعمهم لاستعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للإنتخابات البرلمانية المقررة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وإنجاز جميع مراحلها ومتطلباتها، بما يساهم في إنجاح سير العملية الإنتخابية وضمان شفافيتها في أجواء التنافس العادل لإختيار ممثلي الشعب.
كما شددوا على دعم جهود الحكومة العراقية في ترسيخ أمن العراق وفرض السيادة الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية.
دعم مصر والسودان في قضية سد النهضة
واضاف البيان ان قادة العراق والأردن قد اكدوا على مواقف مصر والسودان في قضية سد النهضة، وأكدوا على ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الإستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لإتفاق عادل وشامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل السد وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية فقد أكد قادة الدول الثلاث ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونيل مطالبه المشروعة للحصول على دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
كما شددوا على ان حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وعلى ضرورة وقف اسرائيل جميع الاجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التأريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وأكدوا على أهمية دور الوصاية الهاشمية التأريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية.
تثمين لدور مصر في وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية بغزة
وقد ثمن قادة العراق والأردن الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على إستدامة التهدئة، كما رحب القادة بالإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة باعتبارها مبادرة مصرية تهدف لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد، وثمّن القادة أيضا الدور المصري الفاعل في المصالحة الفلسطينية باعتبارها مسألة لا غنى عنها في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن جانبهم أعرب قادة العراق ومصر عن تقديرهم لجهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الإنتهاكات والإعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار وإستعادة التهدئة.
مناقشة القضايا الاقليمية والدولية
وايضا ناقش القادة المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة ، وخصوصاً في سورية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وفي هذا السياق قرر القادة ضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة السورية بناءً على قرار مجلس الامن 2245 على ان يحفظ امن واستقرار سوريا و تماسكها ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين.
خروج القوات الاجنبية من ليبيا
وقد رحب القادة بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأعربوا عن تمنياتهم للمجلس الرئاسي المؤقت وللحكومة المؤقتة بالتوفيق في إدارة المرحلة الانتقالية ودعمهم لجهود عقد الانتخابات في موعدها المقرر في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وأكد القادة على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يسهم في إستعادة سيادتها ووحدة أراضيها وإستقرارها، كما ثمن قادة العراق والأردن الجهود المصرية الحثيثة في دعم الأشقاء الليبيين وتقريب وجهات النظر بينهم، وضمان أمن وإستقرار الأوضاع في ليبيا.
حل سلمي في اليمن
وأستعرض القادة المستجدات وجهود التوصل الى حلول سياسية للازمة في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الامم المتحدة للتوصل الى حل سياسي يحقق الامن والاستقرار بهذا البلد الشقيق.
وأكد القادة على التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.. وعلى أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.
تكامل استراتيجي بين الدول الثلاث
وايضا شددواعلى ضرورة إعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الإستراتيجية بين البلدان الثلاثة على أرض الواقع، وخاصة الإقتصادية والحيوية، والسعي لتكامل الموارد وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لزيادة حجم التبادل التجاري بينها، وتعزيز الجهود في المجالات الصحية والصناعية والدوائية، لا سيما في ظل التبعات العالمية لجائحة فايروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والإقتصادي.
تنسيق أمني واستخباري ثلاثي
وأكد القادة على أهمية التنسيق الأمني والإستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.
ربط كهربائي ومشاريع مشتركة
وكذلك شددوا على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة وإستكمال المتطلبات اللازمة لذلك وإعطاء الأولوية للشركات من الدول الثلاث للمشاركة بعطاءات إنشائها.
واتفق القادة على ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي بإستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام ( البصرة-العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيمياويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الإستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث.
وأعرب القادة عن ضرورة التعاون في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية ذات الأولوية لتعزيز أوجه التعاون والتكامل الصناعي بين الدول الثلاث في شتى الميادين الإنتاجية، والعمل على إعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة بينهم وإقامة معارض دائمة مشتركة على أراضيهم وتذليل العوائق الفنية غير الجمركية التي تواجه حركة التبادل التجاري، وتنسيق الجهود لإتمام إنشاء بوابة تجارة إلكترونية.
كما إتفق القادة على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال إستكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.
واشار القادة الى أهمية تشجيع الإستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والإستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.
تفعيل حركة النقل والشحن
وفي ضوء إنحسار وباء فايروس كورونا المستجد، شدد القادة على أهمية إستمرار الجهود المشتركة للبلدان الثلاثة في إعادة تفعيل حركة النقل والشحن عبر ميناء نويبع/ العقبة مروراً حتى معبر الكرامة/ طريبيل.
ووجّه القادة، في إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الإقتصادي بين البلدان الثلاثة إلى عقد ملتقى أعمال على هامش أول إجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث، وذلك بعد تعذر عقده خلال العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا.
واتفقوا على التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الإتفاق عليه مسبقاً حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم. كما أتفقوا على توأمة الاكاديميات البحرية بين الدول الثلاث.
وإتساقاً مع قرار القادة في قمة عمان 2020 حول آلية التناوب للسكرتارية التنفيذية لآلية التعاون الثلاثي، أقر القادة تسليم مهام السكرتارية إلى وزارة الخارجية العراقية من شهر آب/ أغسطس المقبل ولمدة عام واحد، خلفاً لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية.. وفي الختام ثمّن قادة الأردن ومصر جهود العراق في تنظيم أعمال القمة الثلاثية وبحسن الاستقبال وكرم الضيافة.