تعذّّر الاتفاق بين الرئيس وحكام الولايات الاتحادية
الصومال: إرجاءٌ جديد لانتخابات مجلس الشيوخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: أرجأت الصومال انتخابات مجلس الشيوخ التي كانت مقرّرة الأحد، والتي تأجلت طويلاً في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي الذي يشهد اضطرابات كبيرة، وفق ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس.
وكان من المقرر أن ينطلق الأحد مسار انتخابي طويل يبدأ بانتخاب مجلس الشيوخ ومن المقرر أن ينتهي في 10 تشرين الاول/أكتوبر مع الانتخابات الرئاسية وفقًا للجدول الزمني الرسمي.
وصرّح عضو في اللجنة الانتخابية لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته أنه "على الرغم من أن انتخابات مجلس الشيوخ كان يفترض أن تبدأ اليوم في مختلف الولايات، هناك تأخير وقد لا تجرى الانتخابات وفق الجدول المحدد".
قوائم المرشحين
وأوضح المصدر أن التأخير مردّه عدم تمكّن مناطق اتحادية من تقديم قائمة المرشحين في الموعد المحدد للمشاركة في الاقتراع أو تشكيل اللجان المحلية التي يتعين عليها التصويت.
وقال المتحدث باسم الحكومة الاتحادية محمد ابراهيم معلمو لفرانس برس الاحد إن الانتخابات "تأجلت" لكن العملية ستستمر.
تحذيرات
والأسبوع الماضي حذّرت حركة الشباب المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة في رسالة صوتية السياسيين من المشاركة في الانتخابات التي كانت قد تأجلت طويلا.
ومنذ العام 2007 تشن حركة الشباب هجمات بهدف إطاحة الحكومة الاتحادية، وغالبا ما تستهدف المقار الحكومية والأمنية والمدنيين.
أزمة دستورية
وشهدت الصومال هذا العام أزمة دستورية غير مسبوقة بعدما تعذّر التوصل لاتفاق بين الرئيس محمد عبدالله محمد وحكام الولايات الاتحادية الخمس بشأن تنظيم الانتخابات.
وفي حزيران/يونيو أعلنت الحكومة بعد مشاورات مع مسؤولي المناطق في البلد الفدرالي، أن الانتخابات ستجرى في 25 تموز/يوليو بدءا باختيار اعضاء مجلس الشيوخ ثم انتخاب مجلس الشعب.
وينص النظام الانتخابي الصومالي المعقد على ان ينتخب مفوضون خاصون تختارهم العشائر والقبائل في الولايات الاتحادية الخمس، البرلمانيين الذين يختارون الرئيس. وكان من المفترض أن يبدأ هذا المسار الانتخابي الأحد.
وبحسب مصادر عدة، فإن الولاية الوحيدة التي يمكن إجراء الاقتراع فيها "خلال الأسبوع" هي جوبالاند. وأفاد أحد هذه المصادر بأن اللجنة قد تشكلت فيها وقد ينشر رئيس المنطقة قائمة المرشحين "في بحر الأسبوع".
وقال محمد عدن المسؤول الحكومي في جوبالاند "نتوقع أن تبدأ الانتخابات قريبا" فيما أشار مصدر آخر إلى احتمال بدء الاقتراع الأحد.
مشكلاتٌ فنية
وأكدت مصادر في بونتلاند لوكالة فرانس برس تأجيل الاقتراع هناك بسبب "مشكلات فنية". ووفقًا لمصادر في جنوب غرب البلاد، فإن رئيس المنطقة موجود حاليًا في الخارج ما يعرقل العملية.
منتصف نيسان/ابريل، أدى تمديد ولاية الرئيس محمد عبدالله محمد لعامين بعدما انتهت في الثامن من شباط/فبراير من دون التمكن من اجراء انتخابات، الى مواجهات عنيفة في مقديشو هددت الاستقرار الامني الهش في البلد الذي سبق أن شهد حربا اهلية.
وبداية ايار/مايو، وفي بادرة تهدئة، كلف الرئيس المعروف باسم فرماجو رئيس الوزراء تنظيم انتخابات في اقرب الآجال.
وكانت الأمم المتحدة قد اعتبرت في السابق أن تبنّي نظام الاقتراع المباشر "شخص واحد، صوت واحد" ضروري لاستعادة الديموقراطية في البلاد بعد عقود من الفوضى وانعدام الاستقرار.
لكن البلاد التي تشهد صراعات سياسية ومشاكل لوجستية وتمردا مسلّحا لحركة الشباب الإسلامية، تعجز عن بلوغ هذا الهدف.
ومن المفترض أن تلي انتخابات مجلس الشيوخ انتخابات مجلس الشعب المقرر أن تجرى بين 12 أيلول/سبتمبر والثاني من تشرين الأول/أكتوبر، وفق جدول زمني محدّث صدر الأسبوع الماضي.
وكان بيان صادر في حزيران/يونيو قد حدد يوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر موعدا لجلسة انتخاب الرئيس، إلا أن أي موعد لم يحدد لهذا الاستحقاق في الجدول الزمني المحدّث.
ولم تشهد الصومال انتخابات مباشرة وشاملة منذ 1969، العام الذي تولى فيه سياد بري السلطة بانقلاب.
وفي العام 1991 انهار نظام بري وغرقت الصومال في فوضى عارمة.