بعد هدوء فرضته التسويات ودام 3 سنوات
في "درعا الثورة".. إنها الحرب من جديد!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من إسطنبول: تخيّم على محافظة درعا جنوبي سوريا أجواء حرب بعد هدوء نسبي فرض نفسه لمدة ثلاثة أعوام، بموجب اتفاق "التسوية" الموقع في أواخر عام 2018.
وبدأ النظام السوري حملة عسكرية مع ساعات صباح الخميس على أحياء "درعا البلد"، حيث نفذت قواته أولا قصفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، ومن ثم حاولت الاقتحام من ثلاثة محاور، بحسب ما قال مصدر إعلامي في تصريحات لموقع "الحرة". ويضيف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية أن "القصف المدفعي والصاروخي وبقذائف الهاون أيضا لا يزال مستمرا على الأحياء التي يقيم فيها قرابة 50 ألف مدني".
ويشير إلى توقف عملية الاقتحام على الأرض بعد الساعة الحادية عشرة ظهرا بسبب استهدافات مسلحة بدأها مقاتلون في قرى وبلدات الريفين الشرقي والغربي لدرعا، لتخفيف الضغط العسكري على "درعا البلد" المحاصرة.
ونشر ناشطون من المحافظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة قالوا إنها توثق سيطرة مسلحين محسوبين على المعارضة السورية على حواجز ونقاط عسكرية تتبع لقوات النظام السوري في بلدات كطفس وأم المياذن واليادودة ومساكن صيدا.
ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من صحة التسجيلات، إلا أن المصدر الإعلامي الذي تحدث إليه أكد صحة بعضها.
ويوضح أنه لا توجد أي سيطرة من قبل مسلحي المعارضة على بلدات بأكملها، ويقتصر الأمر على حواجز ونقاط تستخدمها قوات الأسد للتفتيش والمراقبة. وهناك أيضا سيطرة على بعض الأسلحة والذخائر الثقيلة.
ضحايا القصف
حتى الآن ليس هناك أي تعليق رسمي من جانب النظام السوري بشأن التطورات العسكرية التي تشهدها درعا منذ ساعات الصباح.
في المقابل ذكرت إذاعة "شام أف.أم" التي تبث من العاصمة السورية دمشق أن خمسة أشخاص أصيبوا، جراء سقوط قذيفة صاروخية "أطلقها مسلحو درعا البلد" على المشفى الوطني في مدينة درعا.
وتحدثت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية عن "عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري ضد البؤر التي يتحصن فيها الإرهابيون في درعا البلد".
من جهتها قالت شبكة "نبأ" المحلية التي تغطي أخبار درعا عبر "فيسبوك" إن عمليات القصف التي نفذتها قوات النظام السوري استهدفت منطقة المخيم وطريق السد، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
تأتي ذلك بعد اتفاق تم التوصل إليه بين النظام السوري واللجنة الممثلة عن أحياء درعا البلد"، برعاية روسية.
وقضى الاتفاق بفرض "تسوية جديدة" للمطلوبين أمنيا وتسليم السلاح الخفيف الموجود بيد عدد من الأشخاص، على أن يتم لاحقا إعادة انتشار عناصر من قوات الأسد في 3 مناطق يراها أبناء المحافظة "استراتيجية".
لكن، وبشكل مفاجئ الثلاثاء، تم نقض الاتفاق، وتبادل طرفاه الاتهامات بشأن المسؤولية.
الفرقة الرابعة هناك
وكان قائد شرطة محافظة درعا، العميد ضرار دندل قد أعلن في اليومين الماضيين استقدام قوات "بالآلاف" إلى الجنوب السوري.
وقال لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن التعزيزات العسكرية تأتي تمهيدا "لإطلاق عملية محدودة وضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان".
وتعتبر قوات "الفرقة الرابعة" رأس الحربة على الأرض حاليا، وكان عناصر منها قد نشروا فيديوهات الأربعاء توثق انتشارهم في عدة مناطق بالجنوب السوري.
و"الفرقة الرابعة" وحدة من فرق جيش النظام السوري، تأسست سنة 1982 على يد رفعت الأسد، وتتمتع بتدريبات خاصة وبدعم خاص، وتضم نحو 15 ألف عنصر.
وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، اتهمت هذه الفرقة، بارتكاب جرائم حرب في حق المدنيين، وتتهم أيضا بارتباطها المباشر مع الجانب الإيراني.
ولا يزال الوضع متوترا لغاية اللحظة، بحسب ما قال مصدر إعلامي لموقع "الحرة" والضابط المنشق عن النظام السوري، اسماعيل أيوب المقيم في الأردن، مشيرا إلى أن التطورات الحالية تعيد درعا إلى "المربع الأول".
الجيش مقابل الخلايا
تبدو المعادلة مقعدة في الجنوب السوري، الذي شهد اتفاق "تسوية" في عام 2018، وقضى بعودة السلطة الأمنية والعسكرية للنظام السوري وروسيا، وترحيل من يرغب من المعارضين إلى الشمال السوري.
ومنذ تلك الفترة لم تنقطع أخبار القتل اليومي وحوادث الاغتيال، إلى جانب الاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها قوات النظام السوري وأفراد الشرطة العسكرية الروسية.
وتميزت درعا بوضع خاص عن باقي المناطق السورية التي دخلت في اتفاقيات "التسوية"، من حيث طبيعة القوى العسكرية المسيطرة على قراها وبلداتها، وأيضا طبيعة المقاتلين.
وينقسم المقاتلون بين تشكيلات أنشأت حديثا كـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس"، وأخرى "أصيلة" في المنظومة العسكرية لنظام الأسد كـ"الفرقة الرابعة" و"الأمن العسكري" و"المخابرات الجوية".
هذا التنوع في القوى المسيطرة ألقى بظلاله على الأرض، لتتشكل مناطق نفوذ مقسّمة داخل منطقة النفوذ المعروفة إعلاميا على أنها تخضع بكاملها لسيطرة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
ويقول المحلل العسكري، العقيد إسماعيل أيوب: "هناك تخبط من جانب النظام السوري بشأن درعا. بينما تعقد لجانه الأمنية الاتفاقيات تحاول الفرقة الرابعة بقيادة غياث دلا اقتحام المنطقة".
ويضيف أيوب لموقع "الحرة": "هناك تصعيد خطير للموقف من الفرقة الرابعة التي تحاول الاستيلاء على درعا البلد وأريافها بالقوة. ربما هناك موافقة روسية لكن المعلوم أن الفرقة الرابعة تعمل بأجندة إيرانية".
وعلى المستوى العسكري يرى أيوب أن وضع النظام السوري "حرج بسبب وجود خلايا نائمة من الشبان الذين كانوا سابقا ضمن تشكيلات الجيش الحر".
ويوضح: "الآن الجبهة ليست كلاسيكية جيش مقابل جيش، بل جيش مقابل خلايا نائمة. المشهد بشكل عام فيه تصعيد خطير".
ماذا بقي؟
في سياق ما سبق، وفي حال إحكام النظام السوري سيطرته على درعا البلد، لن يبقى أمامه من مناطق "ساخنة" سوى بلدة طفس في الريف الغربي، ومدينة بصرى الشام ومحيطها التي تنتشر فيها قوات القيادي السابق في فصائل المعارضة، أحمد العودة، وفقًا لـ "الحرة".
ويعرف القيادي العودة بقربه من روسيا، ويندرج عمل قواته ضمن "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس"، وهو التشكيل الذي أسسته موسكو وتدعمه ماليا، منذ سنوات.
وبينما يلتزم العودة الصمت عما يجري من أحداث، تحدثت مواقع سورية محلية عن اجتماعين عقدهما مع الجانب الروسي في بصرى الشام الأربعاء.
ولم يسبق أن تدخل "العودة" الذي يقود مئات العناصر في مواجهات مباشرة مع قوات النظام السوري، بعد اتفاق 2018.
وعلى العكس كان قد أرسل مجموعات إلى منطقة البادية السورية قبل شهرين، للمشاركة في العمليات العسكرية الروسية ضد خلايا "داعش".
التعليقات
بلا ثـــوره بلا زفت
عدنان احسان- امريكا -لا للغه السلاح بعد اليوم ،، واساليب النضال متعدده ،،