خلافات وتصدعات واستقالات
تونس: هل يغادر الغنوشي "النهضة" لوقف انهيارها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من أبوظبي: يبدو أن قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، لم تتوقف عند عزل حركة النهضة في الشارع التونسي فقط، لكنها ألقت بظلالها على البيت الداخلي للنهضة، وأدت لتفجر الخلافات والانشقاقات داخل الحركة الإخوانية التي تعاني من التأزم والخلاف على مدار السنوات الماضية.
وبحسب تقرير نشره موقع "سكاي نيوز عربية"، طالب بيان صادر عن عدد من شباب حركة النهضة، بينهم نواب بالبرلمان، بحل المكتب التنفيذي للحركة لاتهامه بالفشل والتسبب بتدهور الأوضاع في البلاد، وكذلك تحمل راشد الغنوشي مسؤوليته أمام الشعب والالتزام بالمسار التصحيحي والاعتراف بالأخطاء.
وقال 130 شابا ومن بينهم عدد من النواب، إن "تونس تمر بمنعطف تاريخي أفضى إلى اتخاذ رئيس الجمهورية إجراءات استثنائية، قوبلت بترحيب شعبي كما أثارت تحفظ جزء من النخبة السياسية والقانونية".
وتابع البيان أن "هذه الوضعية الحرجة، والتي لا يخفى على أحد منا أن حزبنا كان عنصرا أساسيا فيها، تضعنا أمام حتمية المرور إلى خيارات موجعة لا مفر منها، سواء كان ذلك من منطلق تحمل المسؤولية وتجنب أخطاء الماضي، أو استجابة للضغط الشعبي".
اعتراف بالفشل
وطالب البيان مجلس الشورى الوطني بتحمل مسؤوليته وحل المكتب التنفيذي للحزب فورا وتكليف خلية أزمة قادرة على التعاطي مع الوضعية الحادة التي تعيشها تونس لتأمين العودة السريعة لنشاط المؤسسات الدستورية.
ويرى الباحث المختص بالإسلام السياسي، أحمد سلطان، أن النهضة "في أزمة حقيقية وما يحدث داخلياً وعبر عنه البيان بشكل واضح، يدل على حجم المعضلة والتأزم الذي تعاني منه خلال الفترة الماضية والذي وصل إلى ذروته بالتزامن مع قرارات الرئيس قيس سعيد".
وأوضح سلطان في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن النهضة تعاني أيضا من أزمة أكثر تعقيداً على المستوى الداخلي تتعلق بـ"الفجوة الجيلية"، بين القيادات والعناصر الشبابية، ظهرت في العديد من المواقف والممارسات على مدار السنوات العشر الماضية.
وأشار إلى أن تيار القيادات أكثر تشددا وهو التيار الذي عارض بشدة مقترح فصل الدعوي عن السياسي في عام 2019، وانحياز الغنوشي لهذا التيار يعمق ويزيد من جراح النهضة في الوقت الراهن.
وأكد سلطان أن بيان الشباب يكشف عن مدى عمق الفجوة بين تيار الشباب والقيادات، والأزمة الحالية تؤكد أنها باتت مرفوضة شعبيا وفشلت في مسألة الحشد، بينما ذهبت لاستجداء دعم بعض القوى الإقليمية لتصل مع اتفاق للرئيس قيس سعيد مثل تركيا.
عقدة الأزمة
وأوضح سلطان أن شباب النهضة على علم تام أن راشد الغنوشي هو أحد أهم أسباب الأزمة، التي تسببت بتدهور وتردي غير مسبوق في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلاد.
وأشار إلى أن الغنوشي يناور في الوقت الحالي ويحاول إبداء موقف متصلب من الأحداث، لكنه أمام مسؤولية مباشرة عن تردي الأوضاع وانهيار الأزمة في البلاد، وهو ما يدركه شباب النهضة جيداً لذلك فإنهم يطالبونه بضرورة تحمل مسؤوليته والانسحاب من المشهد لحلحلة الأزمة وتجاوز التأزم الحالي.
وعبّر سلطان عن اعتقاده أن الأزمة لن تمر مرور الكرام وستنتج عنها انشقاقات حادة داخل الشباب كما ستؤدي لتفاقم الوضع الداخلي المشتعل منذ سنوات على وقع خلافات حادة حول رئاسة الحركة تسببت باستقالة عدد كبير من قياداتها.
وقال سلطان إن النهضة تلجأ لشيطنة كل المعارضين وتمارس أسلوب الاغتيال المعنوي ضد كل من يخالفها، فضلا عن اللجوء للعنف.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تطور كبير للأحداث على مستوى الساحة التونسية، بدأت الأحد 25 يوليو بعد أن أعلن، قيس سعيد تجميد كل سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
كما قرر الرئيس التونسي تولي رئاسة النيابة العمومية للوقوف على كل الملفات والجرائم التي ترتكب في حق تونس، وتولي السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة جديد ويعينه رئيس الجمهورية.
وفي كلمة له عقب اجتماع طارئ مع قيادات أمنية وعسكرية، قال الرئيس التونسي: "لن نسكت على أي شخص يتطاول على الدولة ورموزها ومن يطلق رصاصة واحدة سيطلق عليه الجيش وابلا من الرصاص."