زعيم مسيحيي العراق يدعو لمواجهة تهميش الاقليات
برهم صالح لرئيسي: المنطقة بحاجة لحوارات تُحقق استقرارها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن: أكد الرئيس العراقي برهم صالح الخميس لنظيره الايراني رئيسي حاجة المنطقة لحوارات تحقق الاستقرار الاقليمي.. فيما دعا كاردينال العراق الى مواجهة تهميش الاقليات في البلاد.
وبحث الرئيس صالح خلال اجتماعه مع نظيره الايراني ابراهيم رئيسي في طهران اليوم بحضور وزيري خارجية البلدين وعددٍ من كبار المسؤولين الملفات المشتركة بين البلدين "بما يعزز العلاقات الراسخة بينهما فضلاً عن بحث تطورات الأوضاع في المنطقة" كما قال بيان رئاسي عراقي.
واشار الى ان "الرئيس صالح قد هنأ الرئيسَ إبراهيم رئيسي بمناسبة تسنّمه منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران، متمنياً له التوفيق في أداء مهامه وتحقيق مزيدٍ من التقدم والرفعة والازدهار للشعب الإيراني الصديق كما اعرب عن شكره لدعوته للمشاركة في حفل تنصيبه ".
كما بحث الرئيسان "العلاقات الاخوية الثنائية بين البلدين الجارين وأهميتها، وهي علاقات راسخة في التاريخ تجمعها أواصرُ اجتماعية ودينية وثقافية وجغرافية وثيقة مشتركة، تعود بالمنفعة على البلدين وكل المنطقة".. بحسب البيان .. موضحا انه تم "التأكيد على ضرورة تنميتها في مختلف المجالات، وتفعيل التفاهمات والاتفاقات المبرمة بين الجانبين في القطاعات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري".
وقال البيان ان الرئيس صالح اشاد "بدور إيران الداعم للعراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ومخططاته في زعزعة أمن واستقرار المنطقة".. لافتا الى أن "العراق يدعم بقوة استقرار المنطقة وسلامها وإنهاء التوترات التي تشوبها ويعمل على أن يكون ساحة لتلاقي مصالح شعوبها".
يُشار الى ان العراق نظم لقاءات في بغداد بين السعودية وايران في محاولة لحلحلة المشاكل بين البلدين كما يسعى الى تهدئة الصراع الاميركي الايراني في المنطقة.
وأكّد صالح "حاجة المنطقة إلى التفاهمات وتنسيق الجهود والركون الى المشتركات عبر حوارات بنّاءة لتثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة العديد من التحديات التي تتقاسمها دول المنطقة في مواجهة الإرهاب والأزمات الصحية المتمثلة في جائحة كورونا ومخاطر التغيّر المناخي وحماية البيئة".. مشدداً على أن "العراق الآمن والمستقر ذا السيادة هو عنصرٌ أساسي للأمن والاستقرار الإقليمي وعامل للترابط الاقتصادي".
من جانبه أكد رئيسي على "تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع العراق في مختلف القطاعات، وهي علاقات مهمة ومميزة اجتماعية ودينية وثقافية"، مشددا على "دعم الجمهورية الإسلامية في إيران لأمن واستقرار العراق وشعبه". واشاد رئيسي بـ"الجهود الكبيرة التي يبذلها العراق من أجل إرساء الاستقرار والأمن في دول المنطقة".
وكان الوفد العراقي برئاسة صالح قد وصل الى طهران في وقت سابق اليوم للمشاركة بمراسيم اداء الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي اليمين الدستوري بحضور وفود من 80 دولة .
تهميش الاقليات
على صعيد آخر فقد دعا الكاردينال لويس ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الى مواجهة تهميش الاقليات في البلاد.
وقال الكاردينال ساكو في كلمة خلال مؤتمر افتراضي لمناسبة الذكرى السابعة للمجزرة الجماعية التي تعرض لها ايزيديو العراق على يد تنظيم داعش ووزعها مكتبه الاعلامي اليوم وحصلت "ايلاف" على نصها انه " في نظرة إلى العقدين الاخيرين، لابد من الملاحظة كم عانت الاقليات في العراق من الضغوطات التعسفية والاضطهادات والاستحواذ على ممتلكاتهم والتهجير والتهديد والقتل وسبي النساء، يكفي ان نذكر ما حصل لمكونات وطنية أصيلة مثل الايزيديين والمسيحيين".
وأوضح ان عدد المسيحيين في العراق قبل سقوط النظام السابق عام 2003 كان مليونا ونصف المليون شخص واليوم عددهم اقل من خمسمائة ألف نسمة.
وشدد على ان القضية المركزية للأقليات هي "كيف البقاء والتواصل أمام التحديات التي تهدد وجودها وبصراحة ان لم تبادر الدولة الى عمل شيء ملموس لحماية الاقليات فمصيرها الهجرة وهذه تكون علامة استفهام، أمام المحفل الدولي".
واعتبر ان الدولة في هذا المجال هي الأساس عندما تكون دولة قوية دولة المواطنين جميعاً من خلال مسؤوليتها هي الحفاظ على الفسيفساء العراقي الرائع من دون النظر الى العدد، ولا الى الدين الذي هو مسألة شخصية خاصة بين الإنسان والله.
واضاف ان على الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه جميع المواطنين وتحتضنهم كأشخاص متساوين، وتستعيد حقوقهم وتحميهم، وتؤمّن كرامتهم من خلال بناء دولة مدنية وديمقراطية وايجاد آليات لإدارة التعددية لكي يغدو هذا التنوع ثراء وإضافة لإدامة العيش المشترك المتناغم والثقافة العراقية وذلك من خلال إقرار القوانين والعمل الجاد على تنفيذها، على أرض الواقع وليس على الورق، وصد كل محاولات الإقصاء والتهميش والتهجير.
وحذر الزعيم المسيحي قائلا "نحن امام تراجع الأخلاق ببعدها الروحي والاجتماعي واعتقد انها السبب في تدهور المنظومة بكاملها ولو الأخلاق الحميدة باقية فما كان هناك فساد ولا تفجيرات ولا قتل للأبرياء ولا خطف ولذلك فان العراقيين بحاجة ماسّة الى استعادة القيم الأخلاقية وثقافة مجتمعية سليمة، والا سنشهد المزيد من الأزمات.
واضاف "بكل الم اقول: ان المكوِّنات قليلة العدد وتسمى ظلماً "بالاقليات" كونها تسمية عددية نسبية، وليست نوعية، فالمكوَّن لا يقاس بالعدد، إذ نجد فيه طاقات وقابليات كبيرة.
وبيّن انه أمام قسوة التطرف الديني والطائفي الذي يهمّشها، والإرهاب الذي يلغيها، والقوانين والتشريعات التي تظلمها… أصبحت الأقليات للأسف حلقة ضعيفة ومستغلة، حتى ان بعض الجهات الإعلامية، وخلافاً للمناقبية الإعلامية، تنقّص عدد المسيحيين والإيزيديين والصابئة والأقليات الاخرى للضغط على نفسيّتِها بهدف دفعها الى الهجرة و إفراغ البلاد منها.
وطالب هذه المكوّنات بان تتضامن وتتكاتف وتعمل بكل جرأة مع شركائها في الوطن .. واكد انه "لا يقدر المواطنون المسلمون بغالبيتهم العددية ان يستغنوا عن الاقليات وهناك تغيير يحصل في العقلية، خصوصاً بعد زيارة قداسة البابا فرنسيس الاخيرة للعراق وخطاباته عن الاخوَّة والتنوع، وايضاً قول المرجع الشيعي الاعلى سماحة السيد علي السيستاني (انتم جزء منا ونحن جزء منكم) ، لكن على الحكومة دعم هذا التغيير مادياً ومعنويّاً عبر مؤسساتها التربوية والثقافية والاعلامية وبنحو ملموس.