إخلاء عشرات القرى.. والنيران تلتهم المنازل
تكثيف الجهود لإخماد حريق مدمر في جزيرة إيفيا اليونانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيفكي: يواصل رجال الإطفاء لليوم السابع على التوالي معركتهم لإخماد حريق جزيرة إيفيا على بعد مئتي كيلومتر شرق أثينا، وهو الأكثر تدميرًا بين الحرائق التي لا تزال مشتعلة في اليونان وتركيا.
رغم أنّ الحرائق بمعظمها مستقرّة أو تضعف منذ أسبوعين في اليونان وتركيا، إلّا أنّ الحريق في شمال إيفيا، ثاني أكبر جزر اليونان، يبقى أكبر مصدر للقلق، ويبدو المشهد فيها مرعبًا.
لفّ دخان كثيف وخانق صباح الإثنين منطقة بيفكي الساحليّة التي تمّ إجلاء مئات القرويّين منها بحرًا فيما يواصل آخرون التجمّع، كما ذكر فريق من وكالة فرانس برس.
العبّارة ملجأ آمن
وأمضى حوالى 300 شخص تمّ إجلاؤهم من القرى المحيطة الليل في عبّارة راسية على الشاطىء الطويل. وكانت سفينة عسكريّة تنتظر قبالة الساحل.
وقال مسؤول عسكري يُدعى بانايوتيس خارالامبوس لوكالة فرانس برس أنّ العبّارة "كانت المكان الوحيد الذي يمكن أن يجد فيه الناس الهدوء والأمان".
وأوضح هذا الكابتن أنّه على غرار الكثير من القرى المجاورة "لم يعد هناك في بيفكي لا كهرباء ولا ماء".
وتابع أنّه في الأيّام الماضية في شمال إيفيا "قام خفر السواحل بعشرات عمليّات الإنقاذ. تمّ إجلاء 2600 شخص منذ بدء الحريق".
إخلاء عشرات القرى
وكانت قريتا كماترياديس وغالاتسادس من أولويّات رجال الإطفاء الإثنين. ونقلت وكالة الأنباء اليونانيّة عن رجال الإطفاء قولهم إنّه "إذا مرّت النيران هناك، فستصل إلى غابة كثيفة وسيصعب إخمادها".
ومن بين 650 إطفائيًّا يعملون في الجزيرة صباح الإثنين، جاء نحو 250 من أوكرانيا ورومانيا وتؤازرهم 11 طائرة قاذفة مياه وطائرة هليكوبتر، حسب إدارة الدفاع المدني.
وتمّ إخلاء عشرات القرى من سكانها الواحدة تلو الأخرى بعدما كانت النيران تلتهم المنازل الأولى.
وقالت لويزا وهي متقاعدة في بيفكي "هنا، الناس يعيشون من المحاصيل والزيتون والسياحة. لم يعد هناك شيء من كل هذا".
مساعدات غير كافية
وأعلن وزير المالية اليوناني خريستوس ستايكوراس على شبكة "إرت" العامة أنّ مساعدة بقيمة ستة آلاف يورو كحد أقصى ستصرف للسكان الذين تضرّرت منازلهم وكذلك مبلغ 4500 يورو للجرحى.
في بلدة إيديبسوس يجري جمع مواد أساسية للقرويّين الذين فقدوا كل شيء في الحريق.
وقال يورغوس ردًّا على أسئلة وكالة فرانس برس في بيفكي غاضبًا "هل رأيتم الدولة تقدّم لنا الماء، أو الطعام للأطفال؟ لا أحد. لقد تركوا التجار والأفراد يتبرّعون بالماء للناس".
أُثير جدل في الأيام الماضية حول نقص الإمكانات التي تؤمّنها اليونان في مواجهة الحرائق لا سيما في إيفيا.
وانتقد يورغوس كيلاتزيديس نائب حاكم إيفيا، على غرار كثر، "عدم كفاية" الموارد فيما يبدو "الوضع حرجًا" في الجزيرة. وقال أنّ النيران أتت على 35 ألف هكتار على الأقل ودُمّرت مئات المنازل.
وقال نائب وزير الحماية المدنيّة اليوناني نيكوس هاردالياس الأحد إنّها كانت "ليلة أخرى صعبة" في جزيرة إيفيا. وقال أنّ الوسائل الجويّة تواجه "صعوبات خطيرة" بسبب تقلّبات الجو والدخان الكثيف ومحدوديّة الرؤية.
وأضاف وزير المالية الإثنين أنّ موازنة الدفاع المدني ستعزز بحوالى 1,76 مليار يورو وأنّه سيتمّ تخصيص 224 مليون يورو لمكافحة التصحّر.
موجة حرائق عنيفة
تواجه اليونان وتركيا منذ حوالى أسبوعين موجة حرائق عنيفة بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، خلّفت حوالى عشرة قتلى فيما أُدخل عشرات الجرحى إلى المستشفيات.
في منطقة موغلا التركية أصيب عاملان بجروح إثر سقوط شجرة مشتعلة عليهما ونُقلا إلى المستشفى كما أفاد التلفزيون التركي الرسمي "تي أر تي" الإثنين.
أتت النيران على عدّة مناطق في محافظة موغلا حيث يواصل رجال الإطفاء الأتراك محاربة النيران.
وعلى مشارف العاصمة أثينا، كان الحريق الذي دمّر عشرات المنازل والأعمال التجارية قد بدأ ينحسر منذ الأحد لكن "هناك خطر كبير من عودة اشتعاله" وفق هاردالياس.
وواصل العديد من الجنود صباح الإثنين مكافحة ألسنة اللّهب عند سفح جبل بارنيس. وتشارك في هذه العمليّات خصوصًا وحدات جاءت من إسرائيل وكذلك من قبرص وفرنسا في إطار الإجراءات الأوروبيّة للمساعدة في الحرائق، كما ذكرت إدارة فرق الإطفاء.
في الوقت نفسه تمّت السيطرة على حريق في جزيرة كريت فيما استقرّ الوضع في بيلوبونيز صباح الإثنين وفقًا للسلطات.