أخبار

قضية شخصية.. لن تزيد البلاد إلا خرابًا

تقرير: بوتين يريد إحياء جماهيرية القذافي بليبيا

العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في صورة من الأرشيف
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من دبي: بينما يعول على الانتخابات الرئاسية المُقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل في ليبيا، لتكون مؤشراً على عودة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والغنية بالنفط للاستقرار بعد سنوات من الحرب الأهلية، تتصاعد المخاوف من أن تشهد البلاد المزيد من الفوضى، بسبب محاولات القوى الخارجية دعم مرشحين يشكلون امتداداً لحكم القذافي للوصول إلى السلطة، وذلك كما نسب تقرير نشره موقع "الشرق" الإخباري لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

بعد مرور عقد من الزمن على تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا في مارس 2011 للإطاحة بالرئيس السابق مُعمر القذافي، أسفر تنصيب حكومة وحدة وطنية جديدة عن اتفاق هش لوقف إطلاق النار في ليبيا. وتُمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة الخطوة التالية في عملية تحقيق الاستقرار.

موازاة مع ذلك يحاول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الآن تحدي الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا، ودعم نجل الدكتاتور السابق، سيف الإسلام القذافي، للوصول إلى السلطة، حسبما قالت ثلاثة مصادر مُطلعة على الأمر لـ"بلومبرغ".

حفتر والقذافي

أشار التقرير إلى تحذير وزارة الخارجية الأميركية من "التهديدات الخطيرة للاستقرار الإقليمي والتجارة العالمية" التي تُشكلها الجهات الأجنبية التي تستغل الصراع. وخص البيان بالذكر روسيا، التي أعرب عن قلق الولايات المتحدة إزاء نفوذها "المُزعزع للاستقرار"، مؤكداً أن الشعب الليبي يجب أن يختار قادته.

وبحسب "الشرق"، قالت المصادر المُطلعة للوكالة إن روسيا تضغط على "الرجل العسكري القوي" خليفة حفتر لدعم منافسه سيف الإسلام، الذي كان خصمه في الماضي، في ما قد يكون "تحالفاً انتخابياً لا يُمكن هزيمته". بينما قالت مصادر ليبية رفضت الكشف عن هويتها إن حفتر، الذي يبلغ من العمر 77 عاماً ويُسيطر على شرق البلاد، يريد الترشح بنفسه للرئاسة.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري: "لم نُقرر بعد. الوضع يعتمد على القواعد الدستورية التي ستُقام على أساسها الانتخابات وقانون الانتخابات، وكلاهما لم يُصدر بعد". ورفض المسماري أي إشارة إلى تعرض حفتر لضغوط من سيف الإسلام، وقال إنه لا معلومات لديه بهذا الشأن".

قضية شخصية لبوتين

أشار تقرير بلومبرغ إلى الانتخابات الرئاسية في ليبيا "تسير على خط رفيع بين استعادة الاستقرار وإعادة إشعال العنف"، وأن المخاطر تتجاوز الصراع السياسي، لافتاً إلى أن ليبيا تمتلك أكبر كمية من احتياطي النفط الخام في إفريقيا، وقد كافحت أثناء سنوات الاقتتال التي وضعت حقول النفط، والموانئ، والعاملين، في مواجهة الخطر، للاستمرار في الإنتاج كما كان على عهد القذافي.

وانخفض الانتاج اليومي للنفط الليبي إلى 1.17 مليون برميل في يوليو الماضي، من 1.6 مليون برميل يومياً قبل ثورة 2011، و3 ملايين برميل يومياً في عام 1970.

وتمتلك شركات "إيني" الإيطالية، و"توتال" الفرنسية، "و"ريبسول" الإسبانية حصصاً في النفط الليبي، على الرغم من سحب موظفيها من البلاد بعد تصعيد الصراع إثر محاولة إجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2014. كما تعمل شركة "جازبروم" الروسية أيضاً على إنتاج النفط الليبي.

وبحسب "الشرق"، قال مصدر مقرب من الكرملين إن ليبيا تُمثل "قضية شخصية بالنسبة لبوتين، الذي شعر بالرعب من الطريقة الوحشية التي قُتل بها القذافي"، لذا فهو يشعر بالمسؤولية تجاه سيف الإسلام.

دعم مصري

أشار التقرير إلى أن خطة الكرملين "ستعزز في حال نجاحها نفوذ روسيا في الشرق الأوسط"، بعد نجاح بوتين في التدخل في سوريا لدعم رئيسها بشار الأسد، معتبراً أن إعادة حكم القذافي إلى ليبيا ستُمثل "الخطوة الأجرأ لبوتين حتى الآن، في الوقت الذي يدعم فيه قادة الاستبداد في فنزويلا وبيلاروسيا".

وقال المستشار السياسي للكرملين سيرجي ماركوف، إن هذا سيعني أن روسيا "قادرة على تدمير ما فعله الغرب"، فيما لم يرد المتحدث باسم الكرملين على طلب للتعليق على سياسة روسيا تجاه الانتخابات الليبية.

وأشار مصدران في موسكو إلى أن روسيا "واثقة من دعم مصر لخطتها"، رغم وجود آراء في القاهرة تقول إن الوقت ما زال مبكراً للغاية بالنسبة لمصر لتحديد موقفها. وأضاف مصدر مطلع في موسكو أن روسيا "تحظى أيضاً بموافقة ضمنية من إيطاليا المؤيدة لحكومة طرابلس"، لافتاً إلى أن الإمارات العربية المتحدة وفرنسا عارضتا الخطة.

وقالت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط، إيرينا زفياغلسكايا، إنه "يجب على القوى الأخرى العمل مع موسكو، لأن روسيا مهتمة بتحقيق الاستقرار في ليبيا"، مضيفة أن القذافي "نجح في الحفاظ على تماسك البلاد وتجنب الفوضى والحرب الأهلية، مثل صدام حسين في العراق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف