ذبيح الله مجاهد: لا نسعلا للانتقام
حركة طالبان تلتقي مسؤولين سابقين كباراً في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: التقى مسؤولون في حركة طالبان الأربعاء الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي في كابول غداة وعود قطعها المتمردون الذين سيطروا على أفغانستان بالعمل على المصالحة الوطنية والصفح عن خصومهم وبعدما حذر الغربيون من أنهم سيحكمون "على أفعال" الحركة المتطرفة.
ونقل موقع "سايت" الأميركي المتخصص في رصد الحركات المتطرفة أن قادة طالبان الذين يسعون إلى تشكيل حكومة "قالوا إنهم أصدروا عفوا عن جميع المسؤولين الحكوميين السابقين وبالتالي ليست هناك حاجة لمغادرة أي شخص البلاد".
ونشرت الحركة صورة لكرزاي إلى جانب عضو فريق التفاوض عن الحركة أنس حقاني.
وأشار موقع سايت إلى أنهم التقوا أيضا نائب الرئيس الأفغاني السابق عبد الله عبدالله.
وبدأت الحياة تعود تدريجا إلى كابول رغم استمرار الشعور بالخوف. وساد الهدوء العاصمة الأفغانية الأربعاء فيما ظلت معظم الإدارات والشركات مغلقة في ذكرى عاشوراء التي يحييها الشيعة.
واستمرت حشود كبيرة في التجمع أمام السفارات الأجنبية وسط شائعات عن إمكان الحصول على تأشيرة وعلى اللجوء.
وبعد فراره من أفغانستان خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلِن الأربعاء أن الرئيس أشرف غني لجأ مع أفراد عائلته إلى الإمارات العربية المتحدة حيث توجه بكلمة مصورة ليلا "إلى الأمة".
وأعلن غني مساندته المحادثات بين الحركة ومسؤولين حكوميين سابقين كبار وإنه "يجري محادثات" للعودة إلى أفغانستان.
وحاولت حركة طالبان الثلاثاء طمأنة الأسرة الدولية في أول مؤتمر صحافي لها في كابول بعد يومين على استيلائها على السلطة فيما عاد الملا عبد الغني برادر الرجل الثاني في الحركة والذي يتوقع أن يتولى مناصب عالية، إلى أفغانستان.
ويذكر العالم سجل الحركة القاتم جدا في مجال حقوق الانسان عندما حكمت البلاد بين العامين 1996 و2001.
عفو عام
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "كل من هم في المعسكر المعارض تم العفو عنهم بشكل تام... نحن لا نسعى للانتقام".
وتابع أن الحركة استخلصت العبر من فترة حكمها الأولى وستكون طريقة إدارتها للبلاد "مختلفة جدا (..) مع أن لا فرق" على الصعيد العقائدي.
لكن هذه الرسالة لم تطمئن المعنيين الرئيسيين. وقال أفعاني عمره 30 عامًا عمل مع منظمة غير حكومية ألمانية "أحاول يائسًا المغادرة... طالبان تكره كل من عمل في منظمات أخرى غير حركتهم... بالأمس ذهبت إلى المطار مع أطفالي وعائلتي، كان مقاتلو طالبان والأميركيون يطلقون النار على الناس ولكنهم على الرغم من ذلك استمروا في التقدم لأنهم يعلمون أن الوضع الذي ينتظرهم في الخارج أسوأ من الموت".
وفي هذا الإطار قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الأربعاء "لقد رأينا تقارير تفيد بأن طالبان، خلافا لتصريحاتها العلنية والتزاماتها تجاه حكومتنا، تمنع الأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد من الوصول إلى المطار".
وخلال فترة حكم طالبان الأولى حُظرت الألعاب الرياضية والموسيقى والتصوير والتلفزيون. وفرض حدّ قطع اليد على اللصوص وأعدم المدانون بالقتل في الساحات العامة وقُتل المثليون جنسياً. كذلك مُنعت النساء من الخروج من دون محرم ومن العمل، والفتيات من الذهاب إلى المدرسة. وتعرضت النساء المتهمات بجرائم مثل الزنا للجلد والرجم حتى الموت.
وقال مجاهد "نتعهد السماح للمرأة بالعمل مع احترام مبادئ الإسلام".
وقال متحدث آخر باسم طالبان في الدوحة سهيل شاهين لشبكة سكاي نيوز إن ارتداء البرقع لن يكون إلزاميًا.
الحكم على الأفعال
أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بيان أنهما "قلقان جدًا" بشأن وضع النساء والفتيات مرأة في أفغانستان.
وجاء في النصّ الذي وقعت عليه أيضاً 18 دولة أخرى "نحن قلقون للغاية على النساء والفتيات في أفغانستان، حيال حقوقهنّ في التعليم والعمل وحرية التنقل".
وقالت منظمة يونسكو "نحن قلقون خصوصا من تأثير الصراع على النساء والفتيات. التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وضروري لممارسة حقوق الإنسان الأخرى ولتنمية أفغانستان".
وقالت الصين إنها مستعدة لإقامة "علاقات ودية" مع حركة طالبان. ورأت روسيا في تأكيدات الحركة بشأن حرية الرأي "إشارة إيجابية". كذلك رحبت تركيا بما وصفته "رسائل إيجابية" صدرت عن طالبان، فيما أبدت إيران بوادر انفتاح.
لكن الرد الغربي لم يكن موحدًا. إذ قالت الولايات المتحدة إنها قد تعترف بحكومة طالبان إذا "حافظت على الحقوق الأساسية لشعبها"، لا سيما النساء.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء إن لندن لن تتعامل مع الحركة الإسلامية المتطرفة التي سيُحكم عليها من خلال "أفعالها وليس أقوالها".
وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيف بوريل أن على الاتحاد الأوروبي أن يتحاور مع طالبان "في أسرع وقت" لأنها انتصرت في الحرب، وذلك "لتفادي كارثة إنسانية وربما على صعيد الهجرة".
ويعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الجمعة بهدف "الإبقاء على تنسيق وثيق ومناقشة مقاربة مشتركة حول أفغانستان".
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من توقف المساعدات الصحية والإنسانية إلى أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان، مشيرة إلى استمرار الهجمات على المرافق الصحية.
لكن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية رأى أن جرائم وعمليات إعدام تحت ستار الرد والانتقام ارتُكبت في البلاد، وأنها قد ترقى إلى مستوى انتهاكات القانون الإنساني الدولي.
في مدينة جلال أباد في شرق البلاد أطلق مقاتلون من طالبان النار في الهواء عندما احتج مواطنون على استبدال العلم الأفغاني بعلم الحركة المتطرفة على ما أفادت وسيلة إعلام محلية.
ويواصل الأميركيون ودول غربية أخرى عمليات الإجلاء الأربعاء في ظروف صعبة.
ودعت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الاوروبي ايلفا جوهانسون إلى استقبال الأفغان المعرّضين ل"تهديد وشيك"، خصوصا النساء منهم، وحضّت الدول الأعضاء على "تسريع" عملياتها لاستضافة لاجئين على أراضيها.
وطلبت النمسا أن يقيم الاتحاد الأوروبي مراكز استقبال في دول مجاورة لأفغانستان للمهاجرين الأفغان الذين سيرحّلون من أوروبا.