أخبار

مخاوف من إعادة فرض قيود مشدّدة

طالبان: ما حقيقة فيديو لمجموعة نساء يتظاهرن في العاصمة كابل؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

غُمرت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات من العاصمة الأفغانية كابل بعد سيطرة طالبان عليها؛ لا تظهر هذه الصور مشاهد عنف ولا قتل، بل على العكس يظهر في بعضها مقاتلون في مدينة ألعاب أطفال يجربون سيارات التدافع، وأخرى تظهر مقاتلين في غرفة مزودة بمعدات رياضية. كما ظهرت صور لمقاتل مع زملائه يرتدون ثيابا مميزة شبهها البعض بملابس أبطال سينما عندما يؤدون أدوار قراصنة.

كما توجه الانتباه لصور المذيعات التلفزيونيات المحليّات والمراسلات الدوليات، وتفاعل كثيرون مع هذه الصور على وسائل التواصل الاجتماعي وسط تحليلات لنمط البروباغندا التي تديرها الحركة حاليا - خاصة فيما يتعلق بموضوع المرأة - للحصول على تأييد داخلي ودولي لها.

في هذه الأثناء، انتشرت أيضا صور ولقطات فيديو لم تحظ - ربما - بالقدر ذاته من الاهتمام.

تظهر في هذه اللقطات مجموعة صغيرة من النساء يرتدين عباءات سوداء، يغطين شعورهنّ بحجاب أسود أو أخضر، ويحملن لافتات في أحد الشوارع، ويهتفن بأصوات عالية، ويعتقد أن هذه الصور التقطت يوم الاثنين أو الثلاثاء أثناء مظاهرة نسائية في العاصمة كابل.

فما مدى صحّة هذه الصور؟

منذ الإعلان عن سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل يوم 15 أغسطس/آب وهناك مخاوف محليّة ودولية من إعادة فرض قيود مشدّدة على النساء والفتيات على وجه التحديد - علما أن حركة طالبان سيطرت على البلاد منذ عام 1996 وحتى 2001 وهو تاريخ الغزو الأمريكي للبلاد.

التركيز كبير على ما سيحدث لنساء أفغانستان.

كانت بي بي سي قد تواصلت مع ناشطة أفغانية مخضرمة، هي محبوبة سراج، والتي أكدت أنها تنوي البقاء في بلدها من أجل العمل مع حركة طالبان لضمان حقوق النساء والفتيات، في حين قالت إحدى الموظفات الحكوميات لبي بي سي إنها تعتقد أنه لم يعد له مستقبل في بلدها وتود المغادرة وهي الآن بانتظار تأشيرة للسفر.

ويوم الثلاثاء وعد المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحفي لطالبان في كابل، باحترام حقوق المرأة وفق الشريعة الإسلامية. وقال: "ستكون المرأة نشطة للغاية في مجتمعنا" وسيسمح لها بالعمل "في إطار قوانيننا الإسلامية"، لكنه لم يوضح ما يعنيه ذلك عمليا.

Mahbouba Seraj/Twitter محبوبة سراج

"أنا أفغانية. وأريد البقاء في بلدي"

"يوم سقطت كابل فقدتُ الأمل في المستقبل"

يعتقد أنه في يوم انعقاد المؤتمر الصحفي (الثلاثاء) أو قبله بيوم، تظاهرت مجموعة نساء في كابل كما يظهر في هذا الفيديو الذي نشرته منصة "زاوية نيوز":

د کابل په وزیر اکبر خان سيمه کې يو شمېر مېرمنې راغونډې شوي او له طالبانو غواړي، چې ښځې دې نه محوه کوي او په سیاسي مشارکت، حکومتولۍ او اقتصادي برخه کې دې ونډه ورکړل شي.#ZAWIANEWS pic.twitter.com/3o6bzw2zWB

— ZAWIA NEWS (@ZawiaNews) August 17, 2021

وحسب ترجمة الكلمات بالمكتوبة باللغة البشتوية (إحدى اللغات الرسمية في أفغانستان) على موقع غوغل، يقول الوصف المرافق للفيديو: "تجمع عدد من النساء في منطقة وزير أكبر خان في كابل، ودعين طالبان لعدم إقصاء النساء، ولإعطاءهن المجال للمشاركة السياسية والمشاركة في الحكم و(إدارة) الاقتصاد".

ونشر أكثر من فيديو للمظاهرة هذه من زوايا متعددة على ما يبدو.

تظهر النساء في الفيديو، ورجال وصبيان يمرون قربهنّ، كما يظهر مسلح يتجول قربهنّ وهن يهتفن بصوت عالٍ، وإلى جانبهنّ سيّارة فيها مسلحين.

كما يبدو في أحد اللقطات أن هناك كاميرا كبيرة تصوّر المظاهرة - وحركة السيارات في الطريق وراءهن تبدو طبيعية.

يعتقد أحد محللي بي بي سي أن الفيديوهات ليست قديمة، وإنها قد التقطت بالفعل خلال اليومين الماضيين - بعد استخدام عدة أدوات تأكد على الإنترنت وبفضل ظهور بعض الأشخاص الذين يرتدون كمامات الوجه.

These brave women took to the streets in Kabul to protest against Taliban. They simplify asking for their rights, the right to work, the right for education and the right to political participation.The right to live in a safe society. I hope more women and men join them. pic.twitter.com/pK7OnF2wm2

— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) August 17, 2021

زنان افغان وجود دارند
زنان امروز در جاده های کابل ..Bravo ❤️💪🏽 pic.twitter.com/Xzaa2uGTQz

— Shakeela Ebrahimkhil (@shakeela3) August 17, 2021

وقد تمكن من التأكد أن المكان هو فعلا كابل من خلال هذه اللقطة التي تظهر ساحة وعليها لافتة "ساحة الشهيد محمد سالم عز الديار" وهي منطقة في كابل.

وبذلك قد تكون هذه اللقطات المصوّرة تأريخ لما يعتقد أنه "أول" مظاهرة تخرج فيها نساء أفغانيات للمطالبة بحقوقهن في البلد بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف