إخراجهم من أفغانستان مسألة ملحة
هل ستستخدم طالبان بصمات الأصابع للاستدلال على المتعاونين مع القوات الأجنبية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال الضابط المخضرم في قيادة العمليات الخاصة في مشاة البحرية الأمريكية، بيتر كيرنان، متذكراً الفترة التي قضاها في أفغانستان منذ سنوات "كنا نذهب إلى القرى ونأخذ بصمات الأصابع وتسجيل السكان المحليين مستخدمين جهاز نظام البيانات المشفرة (البيومترية) هذا"، مشيراً إلى أحد الأجهزة.
وأضاف "هذا الجهاز يبلغ حجمه حوالي 12 بوصة في ست بوصات. يأخذ بصمات الأصابع، وكذلك بصمة العين، كما يلتقط صورة للشخص أيضاً".
كان الأسبوع الذي قضاه كيرنان في أفغانستان مزدحماً، إذ كان مسؤولاً عن 12 مترجماً محلياً. لا يزال البعض منهم هناك عندما أجرينا هذا اللقاء معه، ويحاول مساعدتهم على المغادرة.
بالنسبة لأولئك الذين عملوا مع القوات الأمريكية، فإن إخراجهم من أفغانستان مسألة ملحة.
تقول وثيقة للأمم المتحدة، اطلعت عليها بي بي سي، إن طالبان تكثف جهودها لمطاردة الأشخاص الذين عملوا وتعاونوا مع الناتو والقوات الأمريكية.
طالبان "تلاحق" المتعاونين مع القوات الأجنبيةمسلحو طالبان "عذبوا وقتلوا" أفرادا من أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستانويجادل البعض بأن المخازن العملاقة للبيانات المشفرة التي جمعت من قبل كل من الجيش الأمريكي والحكومة الأفغانية يمكن أن تشكل خطراً على أولئك الملاحقين بغرض الانتقام.
قال بريان دولي، كبير مستشاري مجموعة الناشطين "هيومن رايتس فيرست" لبي بي سي إنه على الرغم من أننا لا نعرف إلا القليل جداً عما يدور فعلياً هناك في أفغانستان، "إلا أن التخمين الأكثر واقعية يشي بأن طالبان حصلت أو على وشك الحصول على هذا الكم الهائل من البيانات البيومترية المشفرة".
وباستخدام أجهزة محمولة تسمى إتش آي آى دي إي HIIDE (المعدات المحمولة باليد بين الوكالات للكشف عن الهوية)، يستطيع الجنود والضباط مثل كيرنان إضافة البيانات عن الأفغان على مخزن البيانات البيومترية المشفرة في الولايات المتحدة.
قال كيرنان إن هذه البيانات كانت مفيدة في التعرف على صانعي القنابل، إضافة إلى استخدامها أيضاً للتأكد من هويات المتعاقدين والسكان المحليين العاملين مع الجيش الأمريكي.
وكانت القوات العسكرية الأمريكية تطمح في أن تتمكن من تغطية 80 بالمئة من السكان الأفغان (25 مليون شخص) بنظام البيانات المشفرة، إلا أنه يعتقد أن الرقم الفعلي الذي حققته أقل من ذلك بكثير.
يوم الثلاثاء، قال موقع "ذا إنترسبت" الإخباري إن مصادر عسكرية أبلغته أن بعض أجهزة الكشف عن الهوية HIIDE سقطت في أيدي طالبان، بينما أفادت وكالة رويترز أن أحد سكان كابل قال إن طالبان تجري عمليات تفتيش بين المنازل باستخدام جهاز بيومتري.
وصرح مسؤول أفغاني لموقع نيوساينتيست NewScientist الإخباري أن هذه البنية التحتية من البيانات البيومترية أصبحت الآن في أيدي طالبان.
ويعتقد كيرنان أنه من المحتمل أن تكون طالبان قد تمكنت من الوصول إلى بعض البيانات البيومترية للتحالف، لكنه غير متأكد ما إذا كان لديهم القدرة التقنية لاستغلالها.
وتعتقد الصحافية والكاتبة آني جاكوبسن، التي أجرت أبحاثاً في القياسات البيومترية العسكرية، أنه من غير المرجح أن تتمكن طالبان من الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات التي جمعها التحالف، حتى لو كانت بحوزتها أجهزة الكشف عن الهوية.
وأضافت أن الولايات المتحدة لم تشارك كل البيانات التي جمعتها مع شركائها الأفغان، كإجراء احترازي خوفاً من أن يستغلها "مسؤول فاسد".
وأكدت أن البيانات التي في أجهزة الكشف عن الهوية لا تُخزن في أفغانستان، وإنما في نظام التعرف على البيانات البيومترية الآلي التابع للبنتاغون، والذي تسميه جاكوبسن "نظام الأنظمة" بسبب تعقيده.
وتشعر جاكوبسن أنه من الناحية العملية، قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً أسهل للمعلومات بالنسبة لطالبان.
ولا تزال بي بي سي تنتظر من وزارة الدفاع الأمريكية التعليق حول هذا الموضوع.
البيانات المدنيةاستخدمت الحكومة الأفغانية البيانات البيومترية المشفرة أيضاً في تعاملاتها.
وعالجت الهيئة الوطنية للإحصاء والمعلومات في أفغانستان أكثر من ستة ملايين طلب للحصول على بطاقة الهوية البيومترية إي تذكرة)e-Tazkira، والتي تشمل بصمات الأصابع وبصمة العين وصورة فوتوغرافية.
كما استُخدمت البيانات البيومترية، بما في ذلك خاصية التعرف على الوجوه، للتحقق من تسجيل الناخبين في انتخابات 2019.
حتى أن الدولة أطلقت سجلاً للأعمال التجارية وتخطط أيضاً لجمع البيانات البيومترية من الطلاب في المدارس.
وفي عام 2016، أفاد مذيع أفغاني أن طالبان استخدمت قارئًا بيومترياً للتعرف على ركاب الحافلات الذين كانوا أعضاء في الأجهزة الأمنية في كمين عنيف أودى بحياة 12 شخصاً.