الأمم المتحدة تحذّر من كارثة إنسانيّة
ماذا ينتظر أفغانستان بعد عودتها إلى حكم طالبان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: بعد انسحاب الولايات المتحدة، فُتحت صفحة جديدة يسودها الغموض في أفغانستان حيث لم تقنع بعد وعود نظام طالبان الجديد قسماً من الشعب الأفغاني الذي لا يزال يتذكّر جيّداً وحشيّة حكمها السابق بين 1996 و2001.
في الواقع، يخشى عدد كبير من الأفغان أن تفرض الحركة الإسلامية كما فعلت خلال فترة حكمها الأول، رؤيتها المتشدّدة للشريعة الإسلامية التي كانت تقضي بمحو دور النساء في الحياة العامة واضطهاد المعارضين.
وهناك مخاوف أيضاً حول الوضع الإقتصادي والإنساني في البلد، وهو من أفقر دول العالم ويعتمد إقتصاده بشكل كبير على المساعدات الدولية المعلّقة حالياً.
Watch: Afghans queue outside banks as a cash crisis deepens after #Taliban takeover.https://t.co/yvm3vvXs1R pic.twitter.com/v0mCtuIjO8
— Al Arabiya English (@AlArabiya_Eng) August 31, 2021
إظهار صورة معتدلة
منذ سيطرتها على كابول في 15 آب/ أغسطس، تسعى حركة طالبان جاهدةً لإظهار نفسها بصورة معتدلة، بعيدًا عن الذكرى التي تركتها في نفوس الأفغان أثناء حكمها الأول، وقد كثّفت وعودها مؤخّراً.
فقد أعلن المتحدّث الرئيسي باسمها ذبيح الله مجاهد "عفواً عاماً" عن المعارضين وأنّه سيُسمح للنساء بالعمل في بعض القطاعات، خصوصاً قطاع الصحة.
وأكّد النظام الجديد أيضاً أنّه سيكون بإمكان النساء الإلتحاق بالدراسة في الجامعة، لكن في صفوف غير مختلطة مع الرجال، مشيراً إلى أنّه سيُطرح عليهنّ برنامج تعليم "إسلامي وعقلاني".
ووعد أيضاً بتشكيل "حكومة جامعة". وأُجريت اتصالات مع معارضين سابقين على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي أو شخصيّات من وادي بانشير الذي تقطنه أغلبيّة من إتنيّة الطاجيك.
وأرسلت الحركة أيضاً ممثّلين عنها للقاء أفراد من أقليّة الهزارة الشيعية التي اضطهدتها طالبان في تسعينات القرن الماضي.
لم تُقنع تصريحات الحركة بعد الشعب الأفغاني ولم تطمئنه. حاول آلاف الأشخاص يائسين مغادرة البلاد عبر الجسر الجوي الضخم الذي أُقيم في مطار كابول في الأسابيع الأخيرة، ما يُظهر استمرار وجود مشاعر الريبة والخشية إزاء طالبان.
وكتبت رئيسة اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان شهرزاد أكبر في تغريدة أن طالبان "ستفعل كل ما في وسعها لحرمان النساء من حقوقهنّ الأساسيّة. ينبغي ألّا يغضّ العالم نظره... وألّا تكون لديه أوهام حول هذا الموضوع".
"It's over!" The return of the Taliban chilled Afghans who think they will be targeted by its harsh brand of Islamic law. Female rights campaigners see women and girls as among those who have most to lose.#Kabul #Afghanistan #Taliban https://t.co/7hzQvjUV4g
— Nikkei Asia (@NikkeiAsia) August 16, 2021
علاقات مع قوى إقليميّة
أقامت طالبان علاقات مع قوى إقليميّة عدّة سواء كانت باكستان أو إيران أو روسيا أو الصين وحتى قطر. لكن الطريق من أجل اعتراف المجتمع الدولي بنظام كابول الجديد سيكون طويلاً.
كانت الولايات المتحدة ودول غربية عدّة واضحة جدّاً في هذا الشأن. على الحركة أن "تستحقّ" شرعيتها، لذلك فإنّها ستتابع عن كثب مسألة احترام حقوق الإنسان وخصوصاً حقوق النساء، كما إمكان سفر الأفغان بحرية إلى الخارج.
علّقت الجهات المانحة الغربية والدولية الأساسية مساعداتها للبلاد. وتمّ تجميد الوصول إلى احتياطات المصرف المركزي الأفغاني في الولايات المتحدة.
من غير المتوقَّع أن يُستأنف تدفّق المساعدة الدولية التي كانت قيمتها أكثر من 40% من إجمالي الناتج المحلّي الأفغاني عام 2020، قبل الإعتراف بالنظام الجديد من جانب المجتمع الدولي.
في هذا السياق، تحذّر الأمم المتحدة من كارثة إنسانيّة قد تؤثّر على الأفغان اعتباراً من فصل الشتاء.
يشير البنك الدولي إلى أنّ "اقتصاد أفغانستان يتّصف بضعفه واعتماده على المساعدات" الدولية.
مع تعليق هذه المساعدات، سيشكّل الوضع الإقتصادي الأفغاني إذاً تحدّياً كبيراً للنظام الجديد، الذي سيترتّب عليه تأمين أموال لدفع أجور الموظّفين الحكوميّين ومواصلة تشغيل مرافق البنى التحتيّة الحيويّة من مياه وكهرباء واتصالات.
يرى محلّلون كثرٌ أنّ الضغط الإقتصادي قد يغذّي استياء قسم من الشعب الذي تمكّن خلال العشرين عاماً الماضية من الإستفادة من مستوى معيشي مرتفع، على الأقل في بعض المدن.
#IslamicEmarateofAfghanistan:-#Al-Qaeda has no place in #Afghanistan . The #Taliban are committed to bringing peace and stability to the country. Sohail Shaheen. pic.twitter.com/aU8kc5C1uU
— IDTV (@IDTV13) September 1, 2021
تهديد الدولة الإسلاميّة
يبدو واضحاً أنّ طالبان هي في وضع مريح أكثر ممّا كانت عندما تسلّمت الحكم في 1996، إذ إنّ بعضاً من خصومها أو أعدائها الرئيسيّين فرّوا أو اعتُقلوا.
يقع الجيب الأخير للمقاومة ضد النظام الجديد في وادي بانشير. لكن تصريحات حديثة تلمّح إلى أنّ التوصّل لاتفاق ليس مستبعداً بشكل تام.
في المقابل، قد تشكّل الخصومة بين طالبان وتنظيم الدولة الإسلاميّة تهديداً حقيقيّاً. فالجماعتان تتنافسان لتطبيق الجهاد وقد انتقد الفرع المحلّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة الإتفاق الذي توصّلت إليه طالبان مع واشنطن وأدّى إلى انسحاب آخر القوات الأميركية من البلاد الإثنين.
تُضاف إلى هذا المشهد ميليشيات محليّة عديدة منتشرة في أنحاء البلاد ويمكن أن تنقلب ضد طالبان.