حلم الدخول إلى أوروبا ينتهي بالموت بردًا
المهاجرون العرب على حدود بولندا وبيلاروسيا ضحايا سماسرة الهجرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تحدثت مصادر أوروبية مطلعة على ملف أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وكل من بولندا وليتوانيا، مؤكدة أن المهاجرين وقعوا ضحية سماسرة ومهرّبين في الأسواق العربية.
إيلاف من وارسو: فيما تتوالى الأنباء حول أزمة المهاجرين العرب على الحدود بين بيلاروسيا وكل من بولندا وليتوانيا، تحدثت مصادر أوروبية مطلعة على ملف الأزمة لـ"إيلاف" عما تعتقد أنه سبب الأزمة الحالية، مشيرة بشكل واضح إلى أن المهاجرين وقعوا ضحية سماسرة ومهرّبين في الأسواق العربية يعملون تحت غطاء وكالات السفر، وقاموا بعملية "بيع حلم الهجرة إلى أوروبا" لهؤلاء الضحايا.
وكانت بولندا وليتوانيا عبرتا عن مخاوف من زيادة عدد المهاجرين بعد إعلان بيلاروسيا أنها لن تمنع الراغبين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي من عبور حدودها كردة فعل على تشديد الغرب العقوبات المفروضة عليها.
ضمانات تنتهي بالموت بردًا
تقول المصادر الأوروبية لـ"إيلاف" إن "أعداد الناس الذين يحاولون عبور حدود الإتحاد الأوروبي ترتفع بشكل كبير"، مضيفة: "هناك وكالات سياحة وسفر من بلدان عديدة في الشرق الأوسط تقوم بالتعاون مع وكالات مماثلة في بيلاروسيا بتقديم عروض السفر إلى مينسك من دول عديدة في المنطقة، ويتراوح السعر بين 700 إلى 1800 دولار بحسب بلد المغادرة والباقة التي يتم اختيارها، لكن هذا السعر هو للعرض فقط إذ يتغير لاحقًا ويكتشف المسافر أن السعر أعلى من ذلك".
تابعت المصادر: "الباقة تتضمن رسالة الدعوة، فيزا سياحية، بطاقة الطائرة، استقبال في المطار، وإقامة فندقية في مينسك، وأحيانًا تأمين. التحضير للرحلة يستغرق بين 20 و35 يومًا، لكن بعض الوكالات تقول إنها تنجز الرحلة في 7 أيام وتضيف جملة (نضمن لكم الدخول إلى الإتحاد الأوروبي)".
أضافت المصادر: "الوجهة الأخيرة لمعظم المهاجرين هي الإتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية، ورصدنا وجود إعلانات عديدة على الإنترنت تتضمن خدمات السفر من بيلاروسيا إلى الإتحاد الأوروبي ونفترض أن بعضها إعلانات احتيال، فيما بعضها الأخر خاصة على فيسبوك وتيلغرام يوفر ما يسمونه التاكسي الدولي".
وبحسب المصادر، "يعرضون خدمات التاكسي الدولي لنقل المهاجرين من منطقة خاصة محددة على الخارطة وهي الغابات على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا لتنقلهم مباشرة بعد ذلك إلى ألمانيا ودول غربية أخرى بكلفة 2000 دولار، ويستخدم القائمون على عمليات التهريب وسائل اتصال مشفرّة، ومعظمهم يقيم في برلين أو تركيا، وثمة جهات أخرى تقوم بعرض إعلانات بيع جوازات أوروبية، إقامات، شهادات قيادة سيارة وغيرها، عند عبور الحدود الأوروبية".
ضحايا من العراق
أوضحت المصادر أن الجهات التي تهرب المهاجرين لا تعلمهم أبدًا بطبيعة الطقس البارد في دول أوروبا الشرقية خاصة في تلك المنطقة الحدودية حيث يبقون في العراء من دون ثياب تقيهم البرد القارس، وحتى من دون حاجات أساسية للبقاء على قيد الحياة، ولا معلومات لديهم حول إجراءات الحجر بسبب كوفيد- 19، مشيرة مثلًا إلى العثور على أربعة عراقيين على الحدود من جهة بولندا وعلى بعد 10 كم من ليتوانيا وقد توفي أحدهم بسبب انخفاض درجة الحرارة في الجسم، وقام الجانب البولندي بتقديم العناية الطبية لهم.
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية البولندية الجمعة 24 سبتمبر أن مهاجرًا آخر، يعتقد أنه عراقي، توفي أثناء عبوره إلى بولندا من بيلاروسيا. أضافت: "كان جزءًا من مجموعة من المهاجرين وقد توفي إثر أزمة قلبية رغم جهود دورية حدودية وسيارات إسعاف لإنقاذه، وهناك عضو آخر في المجموعة تم نقله إلى المستشفى بعد اختبار إيجابي لـ Covid-19".
وردًا على حالة الوفاة الأخيرة، قال رئيس الوزراء البولندي إن "بولندا ستحاول مساعدة جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين تم العثور عليهم وهم يعبرون الحدود ونحن نحاول إنقاذ حياتهم ونريد أن يتم التعامل مع كل شخص فيهم بكرامة".
يبدو أن ثمة اعتقاد سائد في الأوساط الأوروبية حول وجود دعاية من الجانب البيلاروسي بمجموعة واسعة من الأخبار والقصص غير الدقيقة تلقي باللائمة على السلطات البولندية بخصوص معاناة المهاجرين، فيما هؤلاء المهاجرون بأوضاعهم القاسية عبروا أولًا بيلاروسيا، قادمين من الشرق الأوسط، قبل محاولتهم الدخول إلى الدول الأوروبية.
متورطة بشدة
ونقلت وسائل إعلام بولندية عن المتحدث باسم جهاز "الخدمات البولندية الخاصة" أن الجهاز حصل على أدلة تفيد بأن جهات حكومية بيلاروسية "متورطة بشدة" في نقل مجموعات من المهاجرين إلى الحدود البولندية البيلاروسية.
وقال المتحدث أيضًا أن "بولندا تشهد حاليًا حوالي 200 محاولة لعبور حدودها بشكل غير قانوني من بيلاروسيا يوميًا وهذه الأرقام تظهر بوضوح أننا نتعامل مع ضغط هجرة مصطنع على بولندا".
منذ بداية سبتمبر، أبلغ حرس الحدود في بولندا عن ما يقرب من 5000 محاولة دخول غير شرعي من بيلاروسيا. وأشارت بولندا إلى أنه كانت هناك أكثر من 8000 محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني في عام 2021، بما في ذلك 3500 في أغسطس، تمكن حرس الحدود البولنديون من إحباط 6750 محاولة من هذا القبيل، بينما تمكن 1500 شخص من عبور الحدود البولندية بشكل غير قانوني من بيلاروسيا.
واتهمت بولندا ودول البلطيق الحكومة البيلاروسية بدفع المهاجرين، ومعظمهم من الشرق الأوسط عبر حدودها في محاولة لزعزعة استقرار كل من جيرانها والاتحاد الأوروبي.
ولوقف تدفق المهاجرين إلى البلاد، أقامت بولندا مؤخرًا سياجًا على طول حدودها مع بيلاروسيا وأعلنت حالة الطوارئ في بعض المناطق الحدودية.