إثر خيبة الأمل العالمية في الحكومة المؤقتة التي شكّلتها الحركة
الهند تحذر بشأن أفغانستان بعد دعوة باكستان العالم إلى العمل مع طالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة إنّ أي دولة يجب ألّا تستغل الإضطراب في أفغانستان لصالحها، وذلك بعدما دعا نظيره الباكستاني العالم للعمل مع طالبان.
جاء خطاب مودي بعد أن انتقدت الهند إسلام أباد في واشنطن والأمم المتحدة على خلفية خطاب لعمران خان في وقت متأخر الجمعة اتهم فيه الحكومة الهندية بفرض "عهد من الخوف والعنف" على المسلمين الهنود.
وقال مودي إنّ "من الضروري للغاية ضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية لنشر الإرهاب والهجمات الإرهابية".
وأضاف "نحتاج أيضًا إلى توخّي الحذر والتأكّد من عدم محاولة أي دولة الإستفادة من الوضع الدقيق هناك واستخدامه أداة لمصالحها الأنانية".
مخاوف بشأن باكستان
وكان مودي قد أثار الجمعة مخاوف بشأن باكستان خلال محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن وكذلك خلال قمة رباعية أوسع مع أستراليا واليابان، وفقًا لمسؤولين هنود.
وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا للصحافيين بعد انتهاء المحادثات إنه "كان هناك شعور واضح بأنه ينبغي الإبقاء على نظرة أكثر دقةً وتدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب".
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أنّ طالبان وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، رغم خيبة الأمل العالمية في الحكومة المؤقتة التي شكّلتها الحركة.
وقال خان "إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجّعها على المضي قدمًا في هذا الحوار، سيكون الوضع مربحًا للجميع".
وأضاف "علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني".
كذلك، دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام طالبان بين عامي 1996 و2001 الذي فرض تفسيرها المتشدّد للشريعة الإسلامية وأوى تنظيم القاعدة، ما أدّى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وألقى خان المنتقد الشرس للحرب الأميركية التي استمرت 20 عامًا وأنهاها الرئيس جو بايدن، باللوم على الضربات الأميركية غير الدقيقة بطائرات مسيّرة في تصاعد التطرّف داخل باكستان، وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأميركية.
وأردف في الخطاب الذي سجّل مسبقًا بسبب التدابير الوقائية المرتبطة بمكافحة وباء كوفيد "هناك قلق كبير في الولايات المتحدة إزاء المترجمين الفوريين وكل الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة. ماذا عنا نحن؟".
وتابع "على الأقل كان يجب أن تكون هناك كلمة تقدير. لكن بدلًا من ذلك، تخيّلوا كيف نشعر عندما يلقى باللوم علينا في تحوّل الأحداث في أفغانستان".
إتهامات الولايات المتحدة
ولطالما اتهم مسؤولون أميركيون أجهزة الإستخبارات النافذة في إسلام أباد باستمرارها في دعم طالبان ما دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى خفض المساعدات العسكرية.
بايدن لم يتحدّث إلى خان بعد ولم يدعه إلى واشنطن، رغم أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن التقى الخميس على هامش جمعية الأمم المتحدة نظيره الباكستاني وشكره للمساعدة في إعادة المواطنين الأميركيين من أفغانستان.
وفي خطابه المشحون، اتهم خان العالم بمنح مودي فرصة "الإفلات من العقاب" بسبب وجود مصالح مع الهند.
وقال "إنّ أيديولوجية الهندوتفا (الشكل السائد للقومية الهندوسية في الهند) المليئة بالكراهية والتي روّج لها نظام حزب بهاراتيا جاناتا-منظمة التطوّع الوطنية الفاشي، أطلقت العنان لعهد من الخوف والعنف ضد المجتمع المسلم في الهند الذي يبلغ تعداده 200 مليون نسمة".
في عهد مودي، ألغت الهند الحكم شبه الذاتي في كشمير، المنطقة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة، وأقرّت قانون الجنسية الذي يصفه نقّاد بأنّه تمييزي، وشهدت تصعيدًا متكرّرًا للعنف الديني.
إتهام باكستان
وفيما تتجاهل الهند في كثير من الأحيان تصريحات باكستان، ردّت دبلوماسية هندية شابة من قاعة الجمعية العامة على خان.
واتّهمت السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة سنيها دوبي باكستان بإيواء أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة في العام 2011 في أبوت آباد حيث كان يختبئ.
وقالت إنّ "باكستان ترعى الإرهابيين في حديقتها الخلفية آملة بأن يلحقوا الضرر بجيرانها فقط".
وقالت دوبي "بخلاف باكستان، فإنّ الهند ديموقراطية تعدّدية تضم عددًا كبيرًا من الأقليّات التي تولّت مناصب عليا في البلاد".
وأثار كلامها ردًّا من جانب الدبلوماسية الباكستانية صائمة سليم التي احتجّت على اعتبار كشمير التي تسيطر عليها إسلام أباد جزئيًّا قضية هندية داخلية.