سعيًا لوقف مبادرة ميريدا
الولايات المتحدة والمكسيك تناقشان إطارًا جديدًا لمكافحة تهريب المخدرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكسيكو: ستناقش الولايات المتحدة والمكسيك إطارًا جديدًا لحربهما المشتركة على كارتيلات المخدّرات وذلك خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الدولة المجاورة.
وكان الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد أعلن أنّ المكسيك لم تعد تريد مروحيات مقاتلة وأسلحة أخرى لمحاربة مهرّبي المخدرات، وحضّ في المقابل الولايات المتحدة على الإستثمار في تعاون إقتصادي في المنطقة.
قُبيل زيارة بلينكن، وهي الأولى له إلى المكسيك بوصفه أرفع دبلوماسي أميركي، أشارت واشنطن إلى استعدادها لتحديث برنامج عمره 13 عامًا معروف باسم "مبادرة ميريدا" يوفّر القوة العسكرية الأميركية والمساعدة الفنية والتدريب الأمني.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين "نعتقد أننا سنرى تحديثًا لتعاوننا الأمني الثنائي".
وأضاف أنّ واشنطن تريد "الإحتفاظ ... بالمكاسب المهمة" التي حقّقتها مبادرة ميريدا و"أن يتعمّق هذا التعاون وأن يكون لدينا نهج محدّث يراعي تهديدات اليوم".
وقف مبادرة ميريدا
غير أنّ الحكومة المكسيكية ذهبت أبعد من ذلك وطالبت بوقف مبادرة ميريدا.
وقال لوبيز أوبرادور في حزيران/يونيو "لا نريد أن يكون الأمر كالسابق عندما أحضروا لنا مروحية مقاتلة والتُقطت صورة للسفير الأميركي مع الرئيس".
ويرى أنه ينبغي الاستثمار في مشاريع تنمية في المنطقة، تسهم ليس فقط في مكافحة تهريب المخدّرات بل في وقف تدفّق المهاجرين، وهذا تحدٍّ آخر كبير تواجهه الدولتان.
بموجب مبادرة ميريدا، أعطت الولايات المتحدة للمكسيك نحو ثلاثة مليارات دولار منذ 2008 لتدريب قوات تطبيق القانون، ومعدات مثل مروحيات بلاك هوك.
وفي الوقت نفسه ركّزت السلطات الأميركية على مساعدة المكسيك في اعتقال كبار تجار المخدّرات مثل خواكين "إل تشابو" غوزمان، وإرسالهم إلى الولايات المتحدة للمثول أمام قضائها.
محادثات
سيعقد بلينكن الذي يرافقه وزير الداخلية الأميركي أليخاندرو مايوركاس، محادثات مع لوبيز أوبرادور ومسؤولين مكسيكيين كبار آخرين من بينهم نظيره مارسيلو إبرارد، خلال الزيارة التي تستمر يومًا واحدًا.
وستغتنم المكسيك فرصة المحادثات للدفع نحو خطوات لتسريع عمليّات تسليم مطلوبين بين البلدين وخفض تدفّق السلاح من الولايات المتحدة، كما قال إبرارد هذا الأسبوع.
في آب/أغسطس، رفعت المكسيك دعوى قضائية غير مسبوقة بحق شركات أميركية كبرى لتصنيع السلاح أمام محكمة في بوسطن، على خلفية تدفّق السلاح بشكل غير قانوني عبر الحدود والذي تقول إنّه يؤجّج أعمال العنف المرتبطة بالمخدّرات.
تشهد المكسيك أعمال عنف دامية مرتبطة بعصابات المخدرات، أدّت إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ أن نشرت الحكومة الجيش في الحرب على المخدّرات عام 2006.
ويعتقد العديد من الخبراء أنّ استراتيجية نشر الجيش فشلت لأنها تسبّبت في تشرذم الكارتيلات لتصبح خلايا أصغر أكثر عنفًا، فيما استمر تدفّق المخدّرات إلى الولايات المتحدة.
الإطار الأمني الجديد
والإطار الأمني الجديد سيركز "ليس فقط على الجريمة، بل أيضًا على الأسباب الكامنة وراء الجريمة" وفق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية.
وقال "سوف ننظر في طرق يمكننا معها زيادة الجهود المشتركة لخفض الطلب على المخدّرات".
وسيستمر البلدان في ملاحقة الكارتيلات ومختبراتها وسلاسل إمداداتها، وفق المسؤول.
ولن يكون التوصّل لاستراتيجية مشتركة جديدة سهلًا، وفق مايكل شيفتر رئيس مركز الحوار الأميركي للأبحاث ومقرّه الولايات المتحدة.
وقال إنّ "مبادرة ميريدا ماتت بالفعل".
ورأى أنه "من المتوقّع أن تضغط المكسيك من أجل مساعدة أميركية كبيرة واستثمارات في الجزء الجنوبي للبلاد، لكن مع ضغوط الميزانية والأولويات الأخرى في واشنطن، من غير المرجّح أن يلقى ذلك قبولًا لدى المسؤولين الأميركيين".