بعد أيامٍٍ على أداء رئيس الوزراء أبيي أحمد اليمين الدستورية
القوات الإثيوبية تستهدف متمردي تيغراي بضرباتٍ جوية وبرية في أمهرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اديس ابابا: تشنّ القوات الإثيوبية وحلفاؤها ضربات جوية وبرية تستهدف متمردي تيغراي في منطقة أمهرة بشمال البلاد، حسبما قالت مصادر إغاثية ومن المتمردين لوكالة فرانس برس.
وأفاد المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاتشو ريدا عن "تحرّك واسع" تنفّذه أديس أبابا ضد المتمردين. وتخوض الجبهة نزاعاً دامياً ضد القوات الموالية للحكومة في شمال إثيوبيا منذ قرابة 11 شهراً.
ويأتي ذلك بعد أيامٍ على أداء رئيس الوزراء أبيي أحمد اليمين الدستورية لولاية جديدة، متعهدا الدفاع عن "شرف إثيوبيا" رغم تزايد الانتقادات الدولية للنزاع والمخاوف إزاء الأزمة الإنسانية التي تسبب بها.
وأكد غيتاتشو وقوع "قصف غالبيته جوي وبطائرات مسيرة وبالمدفعية" استهدف متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي، إضافة إلى تعزيزات عسكرية كبيرة. وأضاف أنه "تم حشد عشرات الآلاف" في الأجزاء الشمالية من أمهرة بما فيها منطقتي شمال غوندار وشمال وولو.
وقال "نحن على ثقة بأننا سنتصدى للهجوم على جميع الجبهات وأكثر"، مؤكدا "لن نتراجع حتى يُرفع الحصار".
وطال قصف القوات الفدرالية والقوات الإقليمية في أمهرة الخميس والجمعة العديد من المناطق في شمال وولو وغيرها، وفق ما كشفت مصادر إغاثية لفرانس برس.
ولم يرد ممثلون عن أمهرة ولا مسؤولون فدراليون وعسكريون، على استفسارات بشأن العمليات العسكرية المفترضة، ولم تتمكن فرانس برس من تأكيدها من مصادر مستقلة.
جبهة تحرير شعب تيغراي
واندلعت الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر عندما أرسل أبيي أحمد جنودا إلى تيغراي لإزاحة جبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت تحكم المنطقة سابقا، في خطوة قال رئيس الوزراء إنها تأتي ردا على هجمات للجبهة على معسكرات للجيش الفدرالي.
وعلى الرغم من سيطرة القوات الحكومية بسرعة على مدن وبلدات تيغراي، استعادت الجبهة السيطرة على معظم مناطق الإقليم ومنها العاصمة ميكيلي بحلول أواخر حزيران/يونيو، واعلن ابيي لاحقا وقفا أحاديا لإطلاق النار.
لكن مذّاك امتدت المعارك إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة "أزمة إنسانية هائلة" فيما يواجه مئات آلاف الأشخاص ظروفا أشبه بالمجاعة.
وقتل عدد لم يحدد من المدنيين، ونزح قرابة مليونين فيما وردت العديد من التقارير عن فظائع من بينها مجازر وعمليات اغتصاب جماعي.
ولوّحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الأطراف المتحاربين في حال لم ينخرطوا في مفاوضات لتسوية النزاع الذي يهدد استقرار ثاني أكبر بلد في إفريقيا لجهة عدد السكان.
وقال المسؤول الرفيع في الادارة المؤقتة لمنطقة تيغراي الاثيوبية غبريميسكل كاسا السبت لفرانس برس إن المسؤولين الحكوميين لطالما رفضوا المناشدات لواصلة المحادثات بعدما أُبعدت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي من المنطقة.
وأضاف "لقد رفضوا ذلك. قالوا+ لقد تم تدمير جبهة تحرير شعب تيغراي بالكامل+ وقالوا +مع من سنتفاوض؟+".
وخلال الفترة التي أمضاها في تيغراي كان غبريميسكل ينتقد علنا قوات إريتريا التي تقاتل إلى جانب الجنود الإثيوبيين في المنطقة ويدعو إلى انسحابهم.
وقال غبريميسكل السبت إنه فر من البلاد سعيا لطلب اللجوء، مشيرا إلى مخاوف على سلامته.
وسرت تكهنات عن احتمال تفاقم المعارك مع قرب انتهاء موسم تساقط الأمطار، ومع التعبئة الواسعة في أنحاء البلاد وخصوصا في أمهرة.
وكتب المتحدث باسم أمهرة الخميس على تويتر "بما أن شن عملية لتحرير شعبنا الذي يواجه محنة بسبب إرهابيي جبهة تحرير تيغراي يمكن أن يحدث في أي وقت، وعلى كل الجبهات، يجب أن نكون محترسين على مدار الساعة".
وقال أويت ولدميكايل الخبير الأمني في منطقة القرن الإفريقي بجامعة كوين في كندا، في وقت سابق هذا الأسبوع إن حكومة أبيي الجديدة سيكون عليها التعامل مع ما وصفه "مثلث أزمات": الحرب نفسها وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية.
وقال في تصريحات لفرانس برس إن "موجة المعارك القادمة وتدهور الظروف الإنسانية تسدد ضربة أخرى لمكانته الدولية واختبارا لحكومته الجديدة من اليوم الأول".
أثارت حكومة أبيي غضبا دوليا الأسبوع الماضي عندما طردت سبعة مسؤولين رفيعين في الأمم المتحدة اتهمتهم ب"التدخل" في الشؤون الداخلية لإثيوبيا ما فاقم المخاوف إزاء التداعيات الإنسانية في تيغراي.
وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال إن أكثر من خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، السلطات الإثيوبية الأربعاء على السماح للمنظمة الدولية بإيصال المساعدات "من دون عوائق".
وتيغراي في "حالة حصار" بحكم الأمر الواقع يمنع دخول غالبية المساعدات.
ويلقي المسؤولون الإثيوبيون بالمسؤولية على جبهة تحرير شعب تيغراي في عرقلة وصول المساعدات، لكن وزارة الخارجية الأميركية قالت لفرانس برس الشهر الماضي إن وصول المواد الأساسية والخدمات تتم عرقلته من جانب الحكومة الإثيوبية.
وحذرت وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة الأمم المتحدة مؤخرا من أن نقصا في المواد الطبية يتسبب بتداعيات مميتة في تيغراي وتحدثت عن مستويات مقلقة من سوء التغذية بين الأطفال والحوامل.