بن عيسى عده أحد الفاعلين المجددين في مجال الصحافة والإعلام
"منتدى أصيلة" يكرم الصحافي المغربي محمد البريني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من أصيلة: احتفى موسم أصيلة الثقافي الدولي الثاني والأربعين،أخيرا ، بتجربة محمد البريني، أحد رواد الصحافة الحزبية والمستقلة وأحد الصحافيين المجددين للمشهد الإعلامي المغربي، وذلك في اطار فعالية" خيمة الابداع".
وقال محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، المنظم لموسم أصيلة الثقافي الدولي المنعقد تحت رعاية الملك محمد السادس، إن افتتاح خيمة الإبداع لسنة 2021 خصصت لتكريم البريني، أحد الفاعلين المجددين في مجال الصحافة والإعلام، والذي عرف بمواقفه المستقلة وصرامته المهنية والشجاعة في الرأي، موضحا أن هذا الاختيار أملته “اعتبارات موضوعية تتعدى الشخص الذي يستحق وحده التنويه بشمائله وصفاته الإنسانية، ليشمل التكريم أسرة ورموز الصحافة والإعلام بالمغرب، باعتبارها ركيزة لازمة لأي نهضة مجتمعية”.
محمد البريني يتوسط محمد الاشعري ومحمد بن عيسى
ممارسة الصحافة مسؤولية اخلاقية
وتابع بن عيسى قائلا إن ممارسة الصحافة، بمعناها العام، تعني عند البريني، مسؤولية أخلاقية وتكملة الرسالة التربوية، معتبرا أن تجربة المحتفى به “متفردة في سجل وتاريخ الصحافة المغربية، اعتمد فيها على إمكانياته الذاتية مستفيدا من نجاحات وإخفاقات الذين ساروا قبله في درب الصحافة الحزبية،حيث تتعارض المواقف والانضباط الحزبي مع الضمير المهني،ويجد الصحافي نفسه حائرا بين إرضاء القارئ والحقيقة أو الدفاع بل التستر على موقف المؤسسة الحزبية”.
شخصية قوية .. وثقافة الجنوب
بدوره، اعتبر خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، في مداخلة بعنوان “محمد البريني .. الإطار المشترك”، أن للمحتفى به “شخصية قوية مبنية على ثقافة الجنوب الشرقي للمغرب، متزن في مواقفه وفي تعامله مع الأحداث، معروف عنه الثبات في المواقف والالتزام بالمبادئ، متشبع بثقافة ديموقراطية وبحس الحوار وحسن تبادل الأفكار واختيار توقيت التعبير عنها”.
وأشار الهاشمي الإدريسي إلى أن البريني مناضل يساري اشتراكي له فكر تقدمي يعبر عنه بطريقة منفتحة، موضحا أن المحتفى به كان “مستقلا فكريا ومنضبطا حزبيا في إطار تقدمي، لكن الصحافي المهني انتصر على المناضل الحزبي في تجربة محمد البريني، ما حدا به للخروج من الصحافة الحزبية والانخراط في تجربة لا تقل مخاطرة تتمثل في دخول المؤسسة الصحافية المستقلة عبر تأسيس صحيفة (الأحداث المغربية)”.
وبعد أن أكد على أن البريني نجح في رفع رهانات تحديات الصحافة المستقلة (الخط التحريري، المبيعات، المداخيل …)، توقف الهاشمي الإدريسي عند جهود البريني، رفقة ثلة من الناشرين والمسؤولين بالصحف الوطنية، في هيكلة قطاع الصحافة والإعلام والتي بذل فيها “مجهودا كبيرا لا يمكن نسيانه، مؤمنا بالتدرج في تحقيق المكتسبات وفي بناء الثقة المتبادلة”، معتبرا أن النموذج المغربي في تأطير المهنة كان فريدا وناجحا، بل حقق الريادة المغربية إقليميا وقاريا.
من أجل بناء صحافة صلبة
من جانبه، اعتبر الكاتب الصحافي والروائي ووزير الثقافة والاتصال سابقا،محمد الأشعري، أن “الروح الإنسانية المستلهمة من بيئته الصحراوية ظلت لصيقة بالبريني حتى وهو يخوض في صراعات المدينة العملاقة، الدار البيضاء، ويتميز بوفاء منقطع النظير لأفكاره السياسية ولصداقاته، وبأسلوبه الهادئ في الحوار والعمل المشترك”، لافتا إلى أنه في سياق “التصادم بين الصحافة كبنية حديثة والسياسة كبنية تقليدية، كانت تجربة البريني كنوع من مقاومة أجيال من الصحافيين لبناء صحافة صلبة فوق أرض سبخة”.
وأضاف “نتوفر في المغرب على عدد كبير من الصحافيين المدهشين بشغفهم، لكننا لا نتوفر على منابر مرجعية تتحول مع الزمن إلى مدارس، لا تلقن فقط قواعد المهنية، ولكن أيضا القواعد الأخلاقية المرتبطة بها”، مستحضرا تجربة البريني في المشروع الضخم المتمثل في “تحديث الجوانب التقنية والتحريرية والخطاب وأساليب العمل والتسيير وتنويع العرض وخوض غمار المنافسة في سوق الصحافة.
أما بالنسبة لرئيس فيدرالية ناشري الصحف بالمغرب، نور الدين مفتاح، فمحمد البريني، عدا عن كونه صاحب انتقال صحافي فريد من نوعه بالمغرب، كان ضمير الفيدرالية الذي ساهم في عدة أوراش مؤسسة ومهيكلة لحقل الصحافة بالمغرب، كما كانت له بصمات على القوانين والتشريعات التي ساهمت الفيدرالية في صياغتها، مبرزا الحاجة إلى استلهام قيمه وتجربته لرفع التحديات التي تواجهها الصحافة في الوقت الراهن، في ظل تراجع المقروئية وتأثير الثورة التكنولوجية على أنماط التواصل.
جرأة الملتزم
من جهته، اعتبر محمد برادة، الإعلامي والرئيس المدير العام لشركة سابريس سابقا، أن المحتفى به تميز على طول مساره المهني ب “رفع التحديات بجرأة الملتزم بقضايا الوطن”، منوها بخوض البريني مغامرة الانتقال من الصحافة الحزبية إلى الصحافة المهنية بقوة وجدية وإخلاص ومصداقية، وذلك بفضل ما يتميز به من مصداقية وخبرة وحكمة.
من جهته ، عد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف بنصفية،محمد البريني بأنه فارس المعارك الإعلامية، الذي خاض تحديات التحول من أستاذ إلى صحافي، ومن الكتابة بالفرنسية إلى العربية، والانتقال من الصحافة الحزبية إلى المستقلة، محتفظا بأسلوبه البيداغوجي ( التربوي) والتزامه السياسي بحنكة لتصريف مهامه كمناضل حزبي ووظيفته كصحافي مهني، منوها بمغامرته في سبيل استقلالية الصحافة حيث أطلق مشروعا إعلاميا خاصا بروح نضالية ونهج مهني ينتصر للخبر وحرية الصحافة.
صورة انسان شهم وصادق
اما عبد الاله التهاني مدير التواصل والعلاقات العامة في وزارة الاتصال سابقا ، فقال انه مازال يحتفظ عن هذا الرجل ، في ذاكرته وفِي مشاعره" بالصورة الطيبة التي رسخها بأخلاقه وخصاله، في قلوب الأصدقاء والزملاء، ولدى من خبروه عن قرب، صورة إنسان شهم وصادق ومتواضع ، قليل الكلام ، كثير العمل .ورغم شجاعته، وصبره على المحن والشدائد، إلا أن بداخله إنسانا يتأثر كثيرا، وقد يبكي بعفوية وتلقائية، وهو يحكي عن مظلمة أو غدر أو خذلان" .
واضاف التهاني"لقد روى بنفسه ما جرى، وكيف جرى . وإني أحييه وأكبر فيه، ما أعطى وما بذل من أجل مهنة الصحافة في وطنه، رغم ما قد يكون هناك من رأي أو نظر أو نقد، بشأن بعض اجتهاداته الصحفية".
وعاد التهاني الى بداية تعرفه على البريني،وقال إنه بدأ يسمع عنه في وقت مبكر، وهو ابن السابعة عشرة من عمره. وذكر " كان ذلك في العام 1976، حين بدأت أنشر نصوصي الشعرية الاولى في يومية (المحرر )، بعد أن كنت قد نشرت أولى محاولاتي الشعرية المبكرة في جريدة (العلم)".
وقال التهاني انه يذكر كيف انه واظب أيضا بحماس، وهو دون سن العشرين، على نشر مقالات ثقافية انطباعية، وتغطيات موسعة لندوات أدبية وفكرية وسياسية، وذلك على أعمدة جريدة "المحرر"، التي كان محمد اليازغي، قد أصبح مديرا لها، خلفا لمؤسسها الراحل عمر بنجلون. وواصل ذلك حتى عام 1981، قبل انتقاله للكتابة بانتظام، في صحيفة "العلم" وملحقها الثقافي،باحتضان كريم من الكاتب الالمعي الراحل عبدالجبار السحيمي.
وقتها كان البريني ، يضيف التهاني، مسؤولا عن التحرير في جريدة "Libération"، التي كانت تصدر بالفرنسية، وتوجد مكاتبها في نفس البناية مع جريدة "المحرر"، بزنقة "الجندي روش" في الدارالبيضاء .
وذكر التهاني ان البريني كان له " دور محوري ومركزي في Libération ، ومنذ ذلك الحين، وما سيتلوه من حقب، لم يكن يصلنا عن الرجل، سوى كلام عن هيامه بالعمل دون كلل، كأنه منذور للتضحية والإيثار . بعدها،بدأت صورته تترسخ في أذهاننا، باعتباره رجل الظل الذي يصنع في صمت، ما يخرج إلى الاضواء .وستكتمل هذه الصورة وتزداد وضوحا ولمعانا، حين عين في مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي ، بقرار من الزعيم الراحل عبد الرحيم بوعبيد، مديرا ليومية "الاتحاد الاشتراكي"،بعد إيقاف جريدة"المحرر" عن الصدور، جراء تصاعد التوتر السياسي بين الحزب والسلطات" .
واشار التهاني الى انه طيلة فترة إشرافه على الجريدة الجديدة، تحقق لها نجاح مبهر، وبكيفية غير مسبوقة، حيث بلغت قمة انتشارها، وتبوأت موقع الريادة في قائمة اليوميات المغربية، سواء منها الصادرة بالعربية أو الفرنسية. واستمرت لسنوات، تستأثر بالمرتبة الاولى، من حيث حجم التوزيع ونسبة المبيعات، بفعل التوليفة التي اهتدى إليها البريني بذكائه المهني، ساعيا إلى الموازنة بين متطلبات الانضباط للخط السياسي للجريدة باعتبارها منبرا للحزب، وبين شروط المهنية والاستقلالية التحريرية التي كان يدافع عنها، ومعها الطريقة التي يراها أنسب، من أجل تصريف الخط السياسي المذكور.
الانتقال الى نظام الشركة
بدوره، اعتبر عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ومدير جريدة " العلم" أن البريني شكل أول نموذج ينتقل من الصحافة الحزبية في إطار هش إلى صحافة المقاولة بمقاربة شاملة، وهي عملية ليست سهلة في إطار الظروف التي شهدتها البلاد، وبالتالي نقل المقاولة الإعلامية لنظام الشركة لا تسمح لطرف أو جهة بالاحتكار، فضلا عن صناعة جيل جديد من الصحافيين المتشبعين بمغرب آخر بأفق أوسع.
وقال البقالي:"إننا كنا في أمس الحاجة لأزمة كورونا لأن التطبيع معها كان طبيعيا، وأيضا لرؤية المشهد والدولة وردود أفعالها تجاهها، علما أن المغرب كان من أكبر الدول التي دعمت الصحافة في زمن كورونا بمبلغ مالي مهم جدا ناهز 40 مليار سنتيم، وهو ما يفيد بوجود حاجة ملحة لدعم منظم من طرف الدولة".
أما محتات الرقاص، مدير نشر صحيفتي "البيان" و"بيان اليوم"، فقال إن البريني "يعد أحد قيدومي المهنة وأساتذتها، عاش زمن الصحافة الحزبية المتألقة فضلا عن عمله كمسير لها، صنع زخمها الإعلامي والثقافي، فهو يمثل سيرة صحفي عاش زمنا يمنح تجارب ودروس، وتخرج على يديه عدد من الصحفيين، مما يجسد زخما معرفيا مهما، إلى جانب أنه يمتلك علاقة حميمية بالوطن والإنسان المغربي.
نزعة الانزياح عن الخط
من جهته، اعتبر الكاتب الصحافي محمد بوخزار أن البريني كانت دائما لديه نزعة الانزياح عن الخط الحزبي مع الانفتاح على الصحافة الوطنية، وهو ما ترجم إصداره لجريدة مع خط مرن ومنفتح.
أما الصحفي مصطفى العراقي، فاشار إلى ظروف الاشتغال الصحفي التي تميزت بالرقابة سياسيا من سنة 1985 إلى 1992 حيث كان وزير الداخلية هو ذاته وزير الإعلام، لكن ذلك لم يمنع البريني من العمل رفقة باقي الزملاء بنفس مهني، ودعوته لهم بالاجتهاد والإبداع في جريدة الاتحاد الاشتراكي، خاصة في ظل التبويب التقليدي للجريدة والأعداد اليومية التي كانت متشابهة، علما أنه قام ببناء المنصة الأساسية لانطلاق هذه الجريدة.
شهادات تلامذة البريني
اما جلسة المساء فعرفت مشاركة عدد من تلاميذ البريني، من ضمنهم عبد الحكيم بلمداحي، مدير تحرير صحيفة "الأحداث المغربية"، الذي لفت إلى أنه يشكل جزءا مهما من تاريخ الصحافة المغربية.
وميز بلمداحي بين الصحافة في المغرب التي ظهرت في القرن التاسع عشر والصحافة المغربية التي ارتبط ظهورها بالمصلحة الحزبية، مشيرا إلى أن الصحافة الوطنية المغربية ارتبطت بالعمل السياسي الحزبي.
واعتبر المداحي أن العلاقة بين العمل الحزبي والصحفي متكاملة، فالعمل الحزبي شكل ضرورة لتحقيق مطالب محددة كانت ترتكز على إنهاء الحماية وإقرار الاستقلال فيما شكلت الصحافة وسيلة لنشر هذه المطالب والوعي بالقضية.
الاب والاستاذ الكبير
بدوره، قال المختار لغزيوي، مدير نشر جريدة "الأحداث المغربية":"البريني هو الأب والأستاذ وكبيرنا الذي علمنا كل شيء، وأنا ممتن للغاية لهذه المدينة التي جمعتنا به، هو يكره التكريم والمدح وأنا أعرف أنه يعاني في صمت في هذه اللحظات، يكره أن تقول له أحسنت ويحب من ينتقده، وهو من علمنا النقد".
وأضاف لغزيوي:"أحسسنا بحدوث زلزال وكأن الأرض اهتزت بنا حينما أخبرنا محمد البريني بمغادرته لإدارة الجريدة فالأحداث المغربية تعني فقط البريني، وأتذكر حينها أنه قال لنا جملة ينبغي أن تدرس على مستوى المؤسسات التعليمية والمدارس الصحفية ومراكز القرار مفادها أنه من الضروري وجود خلف فالحياة ليست دائمة.
النجاح في فك رموز المعادلة
وتحدثت نادية المهيدي ، الأستاذة الباحثة في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عن رحلتها مع البريني ، وقالت انها بدأت وهي طالبة في المعهد، مسجلة ضرورة الإلمام بالأقلام الرصينة والمتزنة، من ضمنهم البريني، الذي كان يقوي ويزكي القلم الهش المبتدئ في اكتساب أدبيات المهنة.
وقالت المهيدي :"البريني نجح في فك رموز معادلة كيف تكون صحفيا مهنيا وتنتصر لقيمها من داخل يومية حزبية بكل ما تحمله من مسؤولية وثقل في صياغة خبر. وجدت نفسي في حضرة مهمة ، وإنسان استشرافي استباقي وجد لجريدة الاتحاد الاشتراكي نموذجا اقتصاديا وخلف فائضا ماليا حينما غادرها وهي التي تعاني اليوم وكل الجرائد من انخفاض المبيعات".
أما سعيد خمري، الأستاذ الجامعي والصحافي السابق ب"الاحداث المغربية" ، فلفت إلى قوة تجربة البريني الصحافية، والتي تكمن في مهنيته وتواضعه، والتزامه بالقواعد المهنية، وتبني خط تحريري واضح للصحيفة ، من دون اعتماد ثقل إيديولوجي، أو خطوط حمراء، بحضور ثوابت للبلاد والمرتكزة أساسا على النظام الملكي والوحدة الترابية والديمقراطية.
وقال خمري إن الجريدة استطاعت بجهد مهني مواكبة الأحداث بمجهود كبير جعل قاعدة قرائها تتسع رغم الثقل السياسي والحزبي الذي طغى عليها من ناحية أخرى.
وفي ختام خيمة الابداع ، أعرب البريني، عن اعتزازه بالتكريم الذي حظي به في مدينة أصيلة، وقال إنه أروع ما يمكن أن يحلم به.
وأضاف متأثرا:"أتمنى التوفيق لمؤسسة منتدى أصيلة ، وكلي ثقة أنها ستظل متألقة ومنارة عالية يشيع منها الجمال والثقافة، بالغ امتناني للأحبة والأصدقاء والزملاء الذين قدموا شهاداتهم بحقي، كلامكم أسعدني كثيرا وأخجلني أكثر أدرك أنه نابع من كرمكم، ولكم علي الكثير من الأفضال تعلمت منكم الكثير، وكل ما حصل ما كان ليحدث لو لم ألتقي بكم سواء داخل المنشآت الصحفية أو خارجها، هو زمن مهني وإنساني مفعم بالمودة والصدق والمشحون بالهم المشترك لخدمة الصحافة والوطن".
زمن الاخطاء
وذكر البريني :"ارتكبت أخطاء كثيرة منها اثنان، أحدهما أخلاقي والآخر مهني، يهم منع تغطية جريدة الاتحاد الاشتراكي لمظاهرات شهدتها البلاد سنة 1984، أقر أن الشجاعة خانتني، حيث كان علي حينها ترك المنصب بالجريدة، أما الخطأ الأخلاقي، يضيف البريني، فيشمل نشر قراءة نقدية لمختص في علم الاجتماع لبرنامج تلفزيوني، بشكل غير لائق تجاه مقدميه، وهو ما أشعره بالخجل رغم تقديمه لاعتذار أمام المحكمة، إلا أنه لم يكن كافيا بالنسبة له.
محمد البريني
قاعة باسم "محمد البريني" في مركز الحسن الثاني
من جهته ، اقترح محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة تسمية القاعة التي احتضنت التكريم بقاعة محمد البريني.
وقال بن عيسى:"هي الفضاء الوحيد في مركز الحسن الثاني الذي افتتحه الملك محمد السادس وهو وولي للعهد سنة 1987 ، الذي يتم اطلاق اسم عليه" ،
يذكر أن البريني، الذي رأى النور سنة 1943 بزاكورة(جنوب شرق المغرب) ، عمل أستاذا للأدب الفرنسي قبل خوض غمار الصحافة ابتداء من سنة 1974 بصحيفة "المحرر"، ثم "الاتحاد الاشتراكي"، التي اصبح رئيسا لتحريرها سنة 1983 واستمر في منصبه الى غاية سنة 1995، قبل أن يشرف على إطلاق صحيفة “الأحداث المغربية” سنة 1998 .