أخبار

قرية قادراوا تنتظر أي نبأ عن المفقودين

عائلات كردية في العراق تخشى على مصير أبنائها بعد مأساة المانش

قادر عبد الله، 49 عامًا، وهو أب لرجل يبلغ من العمر 20 عامًا كان يخشى أن يكون قد مات بعد غرق قارب في القناة.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قادراوا: يخشى قادر عبد الله على مصير ابنه محمد الذي اتصل به للمرة الأخيرة عشية الإعلان عن حادث الغرق الذي أودى بـ27 شخصاً على الأقل، ليبلغه أنه سيعبر قناة المانش.

قال قادر عبد الله، الذي بقي في منزله الواقع في قرية قادراوا الصغيرة الواقعة في كردستان شمال العراق "في آخر اتصال معي ليلة الحادثة قال لي إننا سنعبر إلى بريطانيا في رسالة عبر (تطبيق التراسل) مسنجر".

وأضاف الأب البالغ 49 عاماً انه حذر ولده من مخاطر الطريق الذي ينطوي على "مجازفة" ولكن محمد "طمأنني إلى أنه حدثت عمليات عبور كثيرة من الممر ولا يواجه أي مشاكل".

كان ذلك يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر. منذ ذلك التاريخ، لم تسمع عائلات في قرية قادراوا أي نبأ عن مصير أبنائها المفقودين. هل كانوا على متن هذا القارب؟ هل وصلوا إلى بريطانيا؟ أسئلة بقت بدون إجابة، إذ لم يكشف التحقيق بعد عن هوية الضحايا أو جنسياتهم أو أسباب الغرق.

قبل شهر، سافر محمد (20 عاماً) إلى تركيا من مطار أربيل. وعبر من هناك بالإتفاق مع مهربين إلى إيطاليا ثم إلى فرنسا. كان يريد الانضمام إلى شقيقَيه المقيمَين في بريطانيا منذ عامين.

وأقرّ الأب بأنّ العائلة "وافقت على سفره إلى أوروبا".

وأوضح الأب "كل الشباب يسافرون إلى أوروبا لأنّ المعيشة صعبة جداً ولا يرون مستقبلاً أفضل" في كردستان.

وأضاف " في الآونة الأخيرة، تظاهر كثير من شباب الإقليم بسبب سوء الوضع الاقتصادي المتدهور" بحيث يصعب على الشباب "الحصول على عمل والعيش الكريم ".

ويُعد حادث الغرق الأربعاء، الأسوأ في بحر المانش الذي يعبره مهاجرون يوميًّا مستخدمين زوارق هشة في محاولة للوصول إلى السواحل الإنكليزية.

يحاول المهاجرون الوصول إلى الساحل الإنكليزي يوميًّا تقريبًا على متن قوارب متداعية، وارتفع عدد عمليات العبور منذ عام 2018 نتيجة تشديد الرقابة على ميناء كاليه والنفق الرابط بين ضفتي القناة.

زانيار مفقود

بدوره، فقد أبو زانيار الاتصال مع ابنه البالغ 20 عاماً، وقال "ليلة 23 تشرين الثاني/نوفمبر، اتصلت بابني وحتى الآن لم تظهر أي معلومات عن مصيره".

وعلى غرار محمد، استقل زانيار الطائرة إلى تركيا، واتجه منها بشكل غير قانوني إلى إيطاليا ثم فرنسا.

وأضاف "اتفقنا مع مهرب على تهريبه إلى بريطانيا لقاء 3300 دولار" ويحاول منذ ذلك الوقت التواصل مع المهرّب، بدون جدوى.

وقال "لم نتّفق على ذلك، لقد تعهّد لنا إيصال زانيار إلى بر الأمان في بريطانيا" لكنه أكّد "إذا نجا ابني هذه المرة سأرسله إلى اوروبا من جديد لأن لا معنى للحياة في الإقليم، ليس بمقدور الشباب الحصول على عمل بعد تخرجهم".

قبل عامين، حاول زانيار بالفعل الوصول إلى أوروبا عبر بلغاريا، حيث تم اعتقاله ثم ترحيله إلى بلاده.

القوارب الخطرة

وروى أحد المسعفين أنّ المأساة حصلت على "قارب طويل" قابل للنفخ يميل قاعه المرن إلى الطي عندما يمتلئ بالمياه وكان محملاً فوق قدرته الإستيعابية القصوى. وتم انقاذ اثنين، عراقي وصومالي.

وأصبح استخدام هذه القوارب الخطرة وذات النوعية الرديئة أكثر شيوعًا منذ الصيف.

والسؤال: هل الناجي العراقي هو محمد خالد؟ تعتقد والدته شلير أحمد ذلك بعد تلقيها مكالمة هاتفية من ابنها.

سافر الشاب البالغ 22 عاماً إلى بيلاروس قبل شهرين، ثم ذهب إلى فرنسا بمساعدة مهربين.

وقالت "ولدي محمد في وضع صحي سيء بسبب بقائه في مياه البحر، لقد أتصل بي واخبرني بأنه نجا مع أحد المهاجرين الأفارقة" فيما قضى 32 شخصاً كانوا على متن القارب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انها ماساة
صالح -

و لكن من يركب البحر يتوقع الغرق