أخبار

متمسكين بذويهم وبإيمانهم

الناجون من إعصار الفيليبين يطلبون مسكناً ومأكلاً لعيد الميلاد

أحد السكان يبحث عن ممتلكاته الشخصية تحت الأنقاض بعد أن ضرب إعصار "راي" مدينة سوريجاو الفلبينية في 17 كانون الأول/ديسمبر 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أليغريا (الفيليبين): وسط بركة صغيرة من المياه، يحيي الأب ريكاردو فيرتودازو قداس الميلاد مع بضعة عشرات المؤمنين الذين يتمنّون بمناسبة العيد هذه السنة مسكناً ومأكلاً... وطقساً جميلاً.

بعد أكثر من أسبوع على إعصار ضرب الأرخبيل في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر وأودى بحياة نحو 400 شخص وشرّد مئات الآلاف، يتمسّك الناجون بذويهم وبإيمانهم، خصوصاً إثر انهيار منازلهم وإلغاء الاحتفالات.

وتقول جوي باريرا التي أتت لحضور قداس العيد مع زوجها في كنيسة القديس إيسيدرو لابرادور في مدينة أليغريا في أقصى شمال جزيرة مينداناو "المهمّ هو أن نكون كلّنا بأمان".

وقد بلّلت أمطار خفيفة المقاعد والأرضية في الكنيسة التي أدّى الإعصار إلى حدوث ثقب كبير في سقفها.

وصلّى المؤمنون المتكمّمون على نيّة سنة أفضل.

ويقول الأب فيرتودازو في تصريحات لوكالة فرانس برس "ما زال الأمل يحدونا، وما زال الفيليبيون يتمسّكون بإيمانهم بالله بالرغم من كلّ المشقّات التي يقاسونها".

وتجتمع عادة العائلات حول مأدبة طعام لإحياء عيد الميلاد في الفيليبين ذات الغالبية الكاثوليكية. غير أنّ الدمار الواسع الذي خلّفه الإعصار "راي" في جنوب البلد ووسطه انعكس سلباً على الاحتفالات، في حين ينشد الكثير من الناجين المساعدة للحصول على مياه شرب وطعام.

وكانت جزر مينداناو وسيارغاو وديناجات وبوهول من الأكثر تأثّراً بالعاصفة التي أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي وأطاحت السطوح وقوّضت المساكن الخشبية وأسقطت الأعمدة الكهربائية واقتلعت الأشجار.

وأدّت هذه الأضرار الجسيمة، مقرونة بانقطاع إرسال الهواتف وشبكة الإنترنت في عدّة مناطق واستنفاد موارد الدولة بسبب جائجة كوفيد-19، إلى عرقلة وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

أمنيات متواضعة

وجلّ ما يريده ناردل فيسنتي (38 عاماً) لعيد الميلاد هذه السنة هو الحصول على مساعدة لشراء سقف جديد لمنزله في أليغريا الذي دمّره الإعصار.

لا يخفى على الرجل العاطل عن العمل والفقير أنه يتعذّر على عائلته دفع تكلفة مأدبة عيد. ويقول "في الأعوام الماضية، كنّا نأكل المعكرونة ولحم الخنزير والدجاج وكلّ ما تسنّى لنا شراؤه".

غير أنه يضيف "لكنه ليس بالأمر المهمّ، جلّ ما يهمّ هو أننا على قيد الحياة".

تحضّر ماريتيس سوتيس عادة اللحم ولفائف الأرز والسلطة لعائلتها بمناسبة العيد. لكن الحال غير ذلك هذه السنة.

وتكشف السيّدة البالغة من العمر 53 عاماً التي تعيش في منطقة بلاسير الساحلية حيث أتت العاصفة على أغلبية أشجار جوز الهند الذي يشكّل مصدر رزق العائلة "سنكتفي بالمعكرونة هذه السنة ونستغني عن كلّ المأكولات الأخرى لأنها مكلفة جدّاً".

ويفترش بعض الناجين من الإعصار في مدينة سوريغاو سيتي المجاورة الطريق منذ أيّام لاستجداء القوت والمال من المارة. وهم لم يتلقوا أيّ مساعدة من الحكومة.

وجلّ ما تأمل إيناغا إدولزورا (41 عاماً) الحصول عليه هو علبة من المعكرونة تسدّ بها جوع العائلة، وإلا "سيكتفون بقطع خبز".

وهي تقول لوكالة فرانس برس "أمنيتنا الوحيدة لعيد الميلاد هو أن يكون الطقس جميلاً لنشعر ببعض من الفرح. هذا طبعاً بالإضافة إلى تأمين مأكل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف