"إيلاف" تستفتي الرأي العام العربي
أوميكرون ليست السلالة الأخيرة.. وكوفيد باقٍ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: في منتصف العام الجاري، ومع انخفاض أعداد الإصابات الجديدة وزيادة انتشار اللقاحات، بدأ بعضهم يتحدث عن نهاية جائحة "كوفيد-19". لكنّ تبين أن هذا الخطاب سابقٌ لأوانه؛ فاستنادًا إلى ما حصل، ومع ظهور دلتا، ثم أوميكرون، ربما تمتد الجائحة لسنوات إن لم تكن عقودًا، لذا حريٌّ بالعالم أن نُعد العُدّة.
ليست الأخيرة
سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تعتقد أن أوميكرون هو السلالة الأخيرة التي تنهي خطورة كوفيد 19؟". أجاب 21 في المئة بأنها الأخيرة، بينما يظن 79 في المئة أنها ليست الأخيرة.
بحسب تقرير ألفه ويليام هاسلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد، ونشره موقع "سايانتيفيك أميركيان"، تعيش الفيروسات لتنمو وتتكاثر، والفيروسات التي تصيب الإنسان تجد نفسها أمام ترسانة دفاعية قوية لا تقتصر على أجهزتنا المناعية الطبيعية فحسب، بل تمتد إلى خطوط الدفاع التي نطوّرها بحنكة مثل اللقاحات والأدوية والتدابير الاجتماعية.
وكي يتمكّن الفيروس من البقاء، لا بدّ من تكيّفه مع الوسَط البيئي الذي يعيش فيه، أي البشر، وأن تكون لديه القدرة على تطوير آليات تكيّف أخرى معقّدة، حتى يتغلّب على جهودنا الحثيثة في مقاومته وعلاجه.
أقل استقرارًا
في بداية الجائحة، ظنّ الكثيرون أن الفيروسات التاجية بوجه عام، وفيروس كوفيد-19 تحديدًا، أكثر استقرارًا وأقل تعرُّضًا للتكيّف، لكن ثبت خطأ هذه الفرضية إذ لاحظ أحد الباحثين في ولاية تكساس أن نسخةً متحورة من الفيروس فيها تغيرٌ في البروتين الشوكي قد تغلّبت على النسخ السابقة وأصبحت هي السلالة السائدة.
ظهرت عدة سلالات جديدة تحتوي على طفرات من شأنها أن تجعل الفيروس أكثر انتشارًا وأكثر ضراوةً وأكثر قدرةً على تفادي آليات الدفاع المناعية لدى البشر.
يضيف هاسلتين: "كنا نعتقد أن الفيروسات التاجية المسببة لنزلات البرد مستقرة، بمعنى أنها لا تخضع للانجراف المستضدّي، غير أنها تعود للظهور في كل عام بسبب تلاشي الحماية المناعية، لكننا على مدار العام الماضي، زاد فهمُنا للفيروسات التاجية، وأصبحنا نعرف الآن أن واحدًا على الأقل من الفيروسات التاجية المسببة للبرد، يخضع لانجراف مستضدّي مشابه لما يحدث في فيروسات الأنفلونزا".
خاضع للانجراف
أثبت الفيروس أنه يخضع للانجراف، "لكنه أظهر قدرةً على إحداث تغييرات كبيرة ومفاجئة تمامًا مثل فيروس الأنفلونزا، وتحدث هذه التغيرات الكبرى عندما ينتقل الفيروس من فصيلة إلى أخرى، على سبيل المثال من الحيوانات إلى البشر أو العكس مرةً أخرى؛ فحدوث هذه النقلة يكون متبوعًا بتبعات كبرى عادةً ما تكون وخيمة"، بحسب هاسلتين.
ويؤكد هاسلتين أنه "يجب أن نتقبّل الحقيقة القاسية عن هذا الفيروس وسلالاته المختلفة، وأن نتوقّع عودته، ربما لعدّة سنوات مقبلة، وأن نُعدّ أنفسنا لاحتمالية أنه ربما يعود في صورةٍ أشد فتكًا، بل أكثر قدرةً على الانتشار من السلالات المعروفة اليوم، وعلينا أن نغيّر عمليات تطوير اللقاحات الحالية وإجراءات الصحّة العامّة تحسُّبًا لظهور سلالات مستقبلية جديدة، ومثلما حدث مع الأنفلونزا، لا بدّ أن نطوّر مجموعةً من أدوات تقييم المخاطر ذات الصلة بمرض "كوفيد-19"، والتي يمكن استخدامها في تحديد السمات الفيروسية للسلالات السائدة -مثل المدى الذي قد تصل إليه من حيث سرعة الانتشار والمقاومة للعقاقير أو اللقاحات الحالية- وهو ما سيساعدنا في مواءمة استجابة منظومة الصحّة العامّة مع مستوى الخطورة، وإذا لم نفعل ذلك، فإننا نعرّض أنفسنا للإخفاق مرةً أخرى".