السكان يحاولون إنقاذ ما في وسعهم من منازلهم المغطاة بالطين
فيضانات البرازيل تخلف أضراراً هائلة ومآسي إنسانية في غياب الرئيس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيتابيتينغا (البرازيل): سببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في ولاية باهيا شمال شرق البرازيل أضرارا هائلة فيما يحاول سكانها إنقاذ ما في وسعهم من منازلهم المتواضعة المغطاة بالطين تحت تهديد فيضانات جديدة.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى 21 منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعد وفاة شاب يبلغ 19 عامًا غرقا في بلدة إيلهيوس الثلاثاء.
ووفق السلطات المحلية، يعد هذا أعلى معدل هطول أمطار منذ 32 عاما في باهيا في شهر كانون الأول/ديسمبر. في بعض المدن، تهاطل ما يعادل شهرا من الأمطار في غضون ساعات قليلة.
(منظر جوي للفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في إيتابيتنجا، ولاية باهيا، البرازيل. في 26 كانون الأول/ديسمبر 2021)
تشرد
شملت الفيضانات 136 بلدية، أي ثلث بلديات باهيا، ما أثر على ما يقرب من نصف مليون شخص وشرد أكثر من 77 ألفًا.
ويخشى خبراء الأرصاد الجوية أن تصل العواصف الرعدية العنيفة المحملة بالأمطار إلى الولايات المكتظة بالسكان في جنوب شرق البرازيل في الأيام المقبلة، لا سيما ولايات ميناس غيرايس وريو دي جانيرو وساو باولو.
في إيتابيتينغا، إحدى أكثر المدن تضررا في جنوب باهيا، يشير كارلوس باتيستا دا سيلفا إلى علامة على الحائط فوق رأسه تُظهر مقدار ارتفاع منسوب المياه.
ويقول لوكالة فرانس برس "حاولنا إبعاد الأثاث لكن الوقت لم يسعفنا. تمكنا فقط من انقاذ التلفزيون".
ولم يتمكن جواو فيتور غوميز دوس سانتوس، وهو أيضا من سكان إيتابيتينغا، إلا من معاينة الضرر. ويقول بحزن "دخلت المياه إلى المنزل وأغرقت الخزانات والسرير... فقدنا كل شيء".
في المدن التي بدأ فيها منسوب المياه في الانخفاض، تظهر جبال من الأنقاض في مشهد خراب. وصار الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا يتم حصرا عن طريق القوارب المطاطية أو طائرات الهليكوبتر.
وهناك مناطق أخرى، مثل إيتامبي وكانافيراس وماسكوت وكانديدو سيلز، لا تزال مهددة بفيضانات جديدة وتم إجلاء سكانها احترازيا.
يراقب رجال الإطفاء في باهيا عن كثب عشرات السدود التي تشارف على الانهيار والأنهار المهددة بالفيضان. وتضرر في الإجمال أكثر من 40 طريقا.
وقّع الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو الثلاثاء مرسوما يسمح بقرض استثنائي بقيمة 200 مليون ريال (حوالي 21 مليون يورو) لإصلاح البنية التحتية في خمس ولايات تضررت من الأمطار، 80 مليونا منها مخصصة لباهيا.
لكن حاكم ولاية باهيا روي كوستا قال الثلاثاء إن هذه الأموال "غير كافية".
وأضاف المسؤول المنتمي إلى حزب العمال اليساري الذي يقوده الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا المرشح الأوفر حظا لانتخابات الرئاسة عام 2022، أن "حجم الدمار هائل، كما لو أن حربا وقعت. ما زلنا نقيّم الضرر، ومن السابق لأوانه إعطاء رقم محدد".
انتقادات لبولسونارو
ووصف روي كوستا الإثنين الفيضانات في ولايته بأنها "أسوأ كارثة في تاريخ باهيا".
تعرض بولسونارو لانتقادات حادة بسبب عدم تفقده للمناطق المتضررة، فيما عاين الثلاثاء عدد من وزرائه المناطق المنكوبة من الجو بينما كان الرئيس يستجم بدراجة مائية على شاطئ في ولاية سانتا كاتارينا جنوب البلاد.
وبحسب الموقع الإخباري المحلي "سانتا كاتارينا إن دي مايس"، قال رئيس الدولة لمؤيديه "آمل ألا أضطر إلى قطع إجازتي القصيرة".
وقال النائب اليساري مارسيلو فريكسو عبر تويتر الأربعاء إن "الأمر ليس مجرد عدم مسؤولية، بل كذلك افتقار للتعاطف. لقد تضرر نحو 500 ألف شخص من الفيضانات في باهيا وأين رئيس الجمهورية؟".
تحرّك العديد من المشاهير للدعوة إلى التبرع لمساعدة الضحايا، ولا سيما المطربان جيلبرتو جيل وكايتانو فيلوسو من باهيا.