أخبار

استهدف هذا الأسبوع مواقع حكومية

أوكرانيا تكررّ اتهام روسيا بالهجوم الالكتروني وتؤكّد أن لديها "أدلة"

صورة مؤرّخة في 29 حزيران/يونيو 2017 لعنصر من الشرطة السيبرانية الأوكرانية في كييف
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كييف: أكدت أوكرانيا الأحد أن لديها "أدلة" على تورّط موسكو في الهجوم الالكتروني الواسع النطاق الذي استهدف هذا الأسبوع مواقع إلكترونية حكومية أوكرانية عدة، في سياق من التوترات الشديدة بين كييف وموسكو.

وقالت وزارة التحوّل الرقمي في بيان "حتى اليوم، كل الأدلة تشير إلى أن روسيا تقف خلف الهجوم الإلكتروني".

وكان الهجوم الإلكتروني قد وقع ليل الخميس الجمعة واستهدف مواقع وزارات أوكرانية عدة بقيت لساعات خارج الخدمة.

وأكدت الوزارة أن عملية التخريب هذه تشكّل دليلا على "الحرب الهجينة التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ العام 2014"، أي منذ بدأ شرق البلاد يشهد حربًا بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا يُتّهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا.

وأشارت إلى أن الهدف "لا يقتصر على ترهيب" المجتمع بل يتعدّاه إلى "زعزعة الاستقرار في أوكرانيا" عبر "تقويض ثقة الأوكرانيين بسلطاتهم".

وحصل الهجوم في سياق من التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، إذ تتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بحشد قوات عند حدودها بهدف اجتياح أراضيها.

ويرى البعض أن الهجوم المعلوماتي الواسع النطاق الذي طاول بنى تحتية أساسية في أوكرانيا بهدف زعزعة الاستقرار، هو مؤشّر ينذر بغزو عسكري وشيك.

وفي ظلّ التوترات القائمة، قد تُسبّب عودة الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشنكو (2019-2014) إلى البلاد بعد غياب استمر شهرًا، أزمة سياسية. وتتهم كييف بوروشنكو، المنافس الأبرز للرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي، بـ"الخيانة العظمى" لتعاطيه مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

وفشلت عدة محادثات هذا الأسبوع بين روسيا والدول الغربية في تهدئة التوترات.

واعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة بثتها شبكة "سي ان ان" الأحد أن مواقف الدول الغربية وروسيا لا تزال "متباينة بالكامل" حول مسألة الأمن في شرق أوروبا، وقال "لا نعلم ما ستكون النتيجة. أجرينا ثلاث جولات من المحادثات، هناك بعض التفاهمات بيننا. ولكن بشكل عام، مبدئيًا، يمكننا أن نقول الآن إن مواقفنا متباينة، متباينة بالكامل. وهذا ليس أمرا جيدا، إنه مقلق".

وتُعلن الولايات المتحدة في بداية الأسبوع خطواتها التالية في المواجهة مع روسيا بعد الجمود الملحوظ في نهاية سلسلة المحادثات.

وصرّح مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة "سي بي إس" الأحد "نتشاور من كثب" مع حلفاء واشنطن و"سنكشف المزيد عن الخطوات الدبلوماسية التالية مطلع الأسبوع المقبل".

وأضاف سوليفان "لكن المهم أننا مستعدون لكل الاحتمالات... إذا أرادت روسيا الاستمرار في المسار الدبلوماسي، فنحن مستعدون تماما لذلك، جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا. وإذا اختارت روسيا طريق الغزو والتصعيد، فنحن مستعدون لذلك أيضا برد حازم".

ومن جهته، أضاف بيسكوف ل"سي ان ان" ردا على سؤال عن هجوم روسي محتمل في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، "لا أحد يهدد أحدا بشن عمل عسكري، سيكون ذلك جنونا. لكننا سنكون مستعدين للرد" إذا لم يُلبّ حلف الأطلسي المطالب الروسية، من دون أن يحدد ماهية هذا الرد.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ للقناة الرسمية الكندية "سي بي سي" "يجب أن نفهم أن المُعتدي هو روسيا" مضيفًا "على روسيا أن تبدأ بوقف التصعيد"، ولكن يجب أيضًا "توجيه رسالة إلى روسيا مفادها أننا مستعدون للحوار وللإصغاء لمخاوفها".

واتّهمت الولايات المتحدة الجمعة روسيا بإرسال عناصر إلى أوكرانيا لتنفيذ عمليات "تخريب" تهدف إلى ايجاد "ذريعة" لعملية غزو، الأمر الذي نفته موسكو.

وتمارس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ضغوطا على روسيا لسحب حشود قواتها من الحدود مع أوكرانيا في حين تريد موسكو من الغرب الموافقة على سلسلة طويلة من المطالب تقدمها على أنها ضمانات أمنية، بينها التزام حلف شمال الأطلسي بعدم قبول كييف كعضو فيه.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت الجمعة عن امتلاكها "مؤشّرات" الى تورّط موسكو في الهجوم الالكتروني.

ونفى بيسكوف في مقابلته مع "سي أن أن" أي تورّط لبلاده في الهجوم.

وبحسب بيان صادر عن جهاز الأمن (اس بي يو)، استهدفت الهجمات التي نُفذت ليل الخميس الجمعة 70 موقعًا إلكترونيًا حكوميًا.

عشرة من هذه المواقع تعرضت "لتدخل غير مصرح به"، وفق الجهاز الذي أكد أن "محتواها لم يتم تغييره ولم يحدث أي تسريب للبيانات الشخصية".

ورغم التصريحات المطمئنة، حذّرت شركة مايكروسوفت الأحد من أن هذا الهجوم المعلوماتي الضخم قد يجعل البنى التحتية المعلوماتية للحكومة الأوكرانية غير صالحة للاستخدام.

رغم كون البرنامج المرصود يُشبه برامج الفدية التي تمنع عادةً الدخول إلى جهاز الكمبيوتر من طريق المطالبة بدفع فدية، إلّا أنه يهدف في الواقع إلى "تدمير المواقع المستهدفة وجعلها غير قابلة للتشغيل، وليس جمع فدية"، بحسب ما قالت مجموعة مايكروسوفت الاميركية على موقعها.

وبالنسبة لمايكروسوفت، يبدو أن الهجوم استهدف كيانات أكثر ممّا كان معتقدًا في بادئ الأمر.

وأضافت الشركة "وجدنا هذا البرنامج الضارّ على عشرات الأنظمة التابعة للحكومة، ولمنظمات غير حكومية ومنظمات تكنولوجيا المعلومات أيضًا، تقع كل مقارها في اوكرانيا. في هذه المرحلة، لا يمكننا تحديد الدورة التشغيلية لهذه الهجوم أو عدد المنظمات الأخرى التي قد تكون ضحية له".

وأشارت إلى أنها لم تتمكن حتى اللحظة من تحديد مصدر هذه الهجمات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف