في ظل تخوّف من تداعيات المشروع على أمنها المائي
مصر تطالب باتفاق قانوني ملزم حول ملء سد النهضة وتشغيله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: جدّدت مصر المطالبة بإبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، مشدّدة على أهمية استئناف المفاوضات بين أديس أبابا التي بنت السدّ وبين القاهرة والخرطوم اللتين تتخوّفان من تداعيات هذا المشروع على أمنهما المائي.
وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في بيان إنّ "مصر تؤكّد حرصها على التوصّل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونياً لاتفاق سدّ النهضة يحقّق المصالح المشتركة".
وأضاف أنّ "مصر تبدي اهتماماً باستئناف المفاوضات في أقرب وقت بهدف الإسراع في حلّ النقاط الخلافية الفنية والقانونية وصولاً لاتفاق عادل ومتوازن ومنصف".
وذكّر مدبولي في بيانه بـ"ما تعانيه مصر من ندرة المياه واعتمادها بشكل رئيسي على مياه النيل، التي يُعدّ مصدرها الأساسي من النيل الأزرق" الذي ينبع من الهضبة الأثيوبية ويلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم حيث يشكّلان نهر النيل.
ويأتي بيان مدبولي بعيد أيام من بيان أصدره نظيره الإثيوبي أبيي أحمد وقال فيه إنّ "إثيوبيا تعتقد أنّ مياه النيل يمكن تطويرها بشكل معقول ومنصف لصالح جميع شعوب الدول المتشاطئة، دون التسبّب بضرر كبير".
وأضاف أبيي أنّ سدّ النهضة يُعدّ "مثالاً جيداً على مبدأ التعاون (..) ويحمل فوائد عديدة لدولتي المصبّ، السودان ومصر، وكذلك منطقة شرق أفريقيا".
مفاوضات مع إثيوبيا
وتطمح إثيوبيا لتحقيق نهضة اقتصادية كبيرة بفضل سدّ النهضة الذي تبلغ تكلفة بنائه أكثر من أربعة مليارات دولار والمتوقّع أن يصبح عندما يبدأ بإنتاج الكهرباء أكبر سدّ للطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة إنتاج تبلغ 6500 ميغاواط.
وفي بيانه قال رئيس الوزراء الأثيوبي إنّه "بدون الكهرباء ما من دولة تمكنت من هزيمة الفقر، وتحقيق النمو الشامل".
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيل، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.
ورغم أنّ مصر والسودان حضّتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في تمّوز/يوليو الماضي أنّها أنجزت المرحلة الثانية من ملء خزّان السدّ الذي نبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.
استئناف المفاوضات
وفي أيلول/سبتمبر الماضي دعت مصر والسودان لاستئناف المفاوضات حول أزمة سد النهضة الإثيوبي بوساطة الاتحاد الإفريقي، بعد توصية صدرت عن مجلس الأمن الدولي بهذا المعنى.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وعلى هامش منتدى الشباب العالمي بمنتجع شرم الشيخ في مصر، علّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تطورات ملف سد النهضة خلال جلسته مع مراسلي الإعلام الأجنبي، قائلاً "حرصنا منذ أن توليت السلطة على أن يكون الحوار هو الحل وليس الانفعال أو التشنج حتى نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سدّ النهضة يراعي كل شواغلنا".
وأضاف السيسي "في مصر وصلنا مرحلة الفقر المائي باستهلاك ما بين 500 و600 متر مكعب (من المياه) للفرد سنوياً (...) وننظر لإثيوبيا بإيجابية ومستعدّون للتعاون مع كلّ الأشقاء في ما يخصّ مياه نهر النيل".