أخبار

تعيد خلط الأوراق في أزمة تيغراي

ماذا نعرف عن الهجمات بطائرات مسيّرة في إثيوبيا ومن الذي يرسلها؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
Reuters إحدى ضحايا هجوم ديديبيت تعالج في المستشفى

شهدت الأشهر الماضية مقتل العشرات في غارات جوية استهدفت منطقة تيغراي في شمالي إثيوبيا.

ونُفذت بعض تلك الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة هجومية، وتزايدت المخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين.

وتقول الحكومة، التي تقاتل المتمردين منذ أكثر من عام، إن لها الحق في استخدام أي أسلحة تراها مناسبة، لكنها تنفي في ذات الوقت استهداف مدنيين.

8 يناير/كانون الثاني: هجوم استهدف مخيما للنازحين

أسفر هجوم جوي استهدف مخيما للنازحين في منطقة ديديبيت في تيغراي يوم 8 يناير/كانون الثاني عن مقتل ما يزيد على 50 شخصا وإصابة ما يزيد على مئة آخرين.

ودفعت الصور التي نُشرت في أعقاب الهجوم، والتي قدمها عمال الإغاثة إلى منظمة "بوليتيكو" الإخبارية السياسية، محققين إلى الاعتقاد بأن أحد الأسلحة المستخدمة في هذا الهجوم ربما كان صاروخا أُطلق من طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز "بيرقدار تي بي 2".

الصراع في إثيوبيا: غارات جوية على عاصمة إقليم تيغرايGetty Images بقايا دبابة دمرت في هجوم بطائرة مسيرة على الأرجح

ويبدو أن الشظايا، بما في ذلك قطع الأجنحة، تتطابق مع النوع المناسب لهذه الطائرات المسيّرة، وفقا لباحثين من مجموعة السلام ومقرها هولندا ومنظمة العفو الدولية.

وكشف ويم زويجنينبورغ، وهو محقق يعمل لدى مؤسسة "باكس"، عن وجود طائرات مسيّرة تركية في إثيوبيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسلط الضوء على صور التقطتها الأقمار الصناعية تظهر طائرات مسيرّة تركية تقف في قاعدة جوية حكومية جنوب منطقة تيغراي.

وأمكن تحديدها من خلال مقارنة الأبعاد، بما في ذلك جناحيها وطولها.

New @planet satellite imagery from mid December 2021 reveals that Turkish TB-2 drones are now also based at Bahir Dar, an Ethiopian air force base. This puts them within range of the recent reported drone strikes in Tsebri, #Tigray that killed 17 civilians. pic.twitter.com/eYhD1jB7Hb

— Wim Zwijnenburg (@wammezz) January 21, 2022

ولا يُعرف بعد ما إذا كانت هذه الطائرات المسيّرة استخدمت في هذا الهجوم أم لا، كما لم تؤكد الحكومة الإثيوبية استخدامها.

وكانت تركيا قد وقعت اتفاقية تعاون دفاعي مع إثيوبيا العام الماضي، على الرغم من عدم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق.

وقالت وكالة رويترز للأنباء في ديسمبر/كانون الأول إن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها للحكومة التركية بشأن مبيعات الطائرات المسيّرة لإثيوبيا.

6 يناير/كانون الثاني: هجوم استهدف متمردي الأورومو

نُفذ الهجوم في أوائل يناير/كانون الثاني واستهدف المتمردين في منطقة أوروميا، الذين انضموا إلى قضية مشتركة مع المتمردين في تيغراي.

ولم يُعرف سوى القليل من التفاصيل، وليس من الواضح إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا.

وعلى الرغم من ذلك فإن الغارة الجوية التي نُفذت في منطقة غيدامي خلفت بعض الأدلة، شظايا صاروخية، تشير وفقا لتحقيق إلى استخدام ذخائر إيرانية.

الصراع في تيغراي: كيف باتت إثيوبيا على حافة حرب أهلية؟BBC

وكشفت صور الأقمار الصناعية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وجود طائرة مسيّرة إيرانية في مطار هرار ميدا، وتحددت أبعادها وخصائصها الأخرى.

وحدد محقق خبير في تتبع الرحلات الجوية نحو 15 رحلة شحن من إيران إلى مطاري هرار ميدا وبولي في أغسطس/آب 2021، بيد أن ما كانت تحمله من شحنات بات غير معروف.

وعلى الرغم من ذلك أدانت السلطات الأمريكية إيران علنا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب صادراتها من الطائرات المسيّرة، ووصفت إثيوبيا بأنها واحدة من الدول التي تحصل على تكنولوجيا الطائرات المسيّرة الإيرانية.

16 ديسمبر/كانون الأول: هجوم استهدف سوق ألاماتا

أسفرت سلسلة من الهجمات الجوية، في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2021، عن مقتل 28 مدنيا في سوق في ألاماتا جنوبي تيغراي.

وانحت جبهة تحرير شعب تيغراي، بمسؤولية الهجوم على الطائرات الحكومية والطائرات المسيّرة.

الصراع في إثيوبيا: كيف تفوق مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي على الجيش الإثيوبي؟BBC بقايا أنبوب عادم لصاروخ عُثر عليه بعد الهجوم في ألاماتا نقلا على قناة تيغراي التلفزيونية

كما عُرض مقطع فيديو على قناة تيغراي التلفزيونية، يظهر بقايا صاروخ قيل إنه استُخدم في هذا الهجوم.

وأمكن التعرف من اللقطات على أنبوب عادم محرك الصاروخ، والذي يميل إلى مقاومة الاصطدام.

وخلص تحقيق مفتوح، بالاستعانة بمعلومات متاحة لدى الجمهور في مسعى لتحديد ما حدث بالضبط، إلى أنه بناء على هذه الصور، بدت الشظايا متطابقة مع صاروخ "بلو أرو 7" صيني الصنع الذي يمكن تركيبه على طائرة مسيّرة.

وكشفت صور الأقمار الصناعية أن طائرات مسيّرة صينية الصنع من طراز "وينغ لونغ" كانت تقف في قاعدة هرار ميدا الجوية العسكرية في إثيوبيا في 15 ديسمبر/كانون الأول، في اليوم السابق للهجوم في ألاماتا.

ويعتقد محققون أن الصين كانت المصدر الأصلي لطائرات "وينغ لونغ" المسيّرة في إثيوبيا، والتي كانت مخصصة في البداية للاستخدام في عمليات المراقبة.

وتُظهر البيانات الواردة من تطبيقات تتبع رحلات شحن البضائع وجود عمليات شحن من مدينة تشنغدو الصينية، التي يقع بها مقر شركة "تشينغدو آيركرافت" لصناعة الطائرات المسيّرة المملوكة للدولة، إلى إثيوبيا في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد "يتوجه إلى جبهة القتال" لقيادة قواته في مواجهة المتمردين

بيد أنه ثمة دولة أخرى لديها طائرات مسيّرة من طراز "وينغ لونغ" وصواريخ "بلو أرو" وكانت أرسلت أيضا إمدادات إلى إثيوبيا، إنها الإمارات.

وتشير قاعدة بيانات الأسلحة، بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إلى امتلاك الإمارات كل من طائرات "وينغ لونغ" المسيّرة وصواريخ "بلو أرو".

وتظهر أبحاث بيانات الرحلات تسجيل 119 رحلة شحن خلال خمسة أشهر العام الماضي من المطارات العسكرية الإماراتية إلى قاعدة هرار ميدا الجوية (جنوب شرقي العاصمة أديس أبابا) وبولي، المطار الدولي الرئيسي في العاصمة، وأيضا لا نستطيع تأكيد ماذا كانت تحمله هذه الرحلات.

الصراع في تيغراي بإثيوبيا: دول غربية تنصح رعاياها بمغاردة البلادGetty Images طائرة مسيّرة طراز "وينغ لونغ 2" أثناء عرضها في معرض جوي في الصين عام 2021 ماذا تقول إثيوبيا؟

رفض ليغيس تولو، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، الحديث عن تفاصيل الهجمات المذكورة.

وقال لبي بي سي: "لن أقول أين، لكن الحكومة استخدمتها (الطائرة المسيّرة) في أوقات وأماكن مختلفة"، وأصر على أنها لم تستهدف مدنيين.

ولا نعرف على وجه اليقين توقيت توريد هذه الطائرات المسيّرة.

واتصلت بي بي سي بالحكومات المعنية بشأن التقارير التي تفيد باستخدام طائرات مسيّرة هجومية من دول أخرى في إثيوبيا، لكنها لم ترد.

كما تواصلنا أيضا مع شركة الدفاع التركية التي تصنع طائرة "بيرقدار" المسيّرة، لكننا لم نحصل على رد.

ولا يوجد حظر أسلحة على إثيوبيا في الوقت الراهن، ولم يحسم حتى الآن تصدير الطائرات المسيّرة الهجومية في الأنظمة والمعاهدات الدولية.

ويبدو أن استخدام الطائرات المسيّرة يتزايد في مناطق الصراع في شتى أرجاء العالم.

ويعتقد ويم زويجنينبورغ، من مؤسسة "باكس"، أن مثال إثيوبيا "يثير تساؤلات جدية، مع الأخذ بنظر الاعتبار الادعاءات الكثيرة بشأن حدوث انتهاكات للقانون الدولي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف