أخبار

بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية

بايدن يعد بأن يواصل مطاردة الجهاديين

أشخاص يعاينون المنزل المدمر في أعقاب غارة ليلية شنتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية ضد جهاديين مشتبه بهم في أطمة، سوريا، خلفت 13 قتيلاً على الأقل، بينهم ثلاثة مدنيين، في 3 فبراير 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستواصل مطاردة الجهاديين في العالم بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو ابراهيم الهاشمي القرشي الذي فجّر نفسه خلال عملية إنزال نفّذتها وحدة كوماندوس أميركية فجر الخميس على منزل في سوريا كان يقيم فيه مع عائلته.

وقال بايدن في خطاب متلفز من البيت الأبيض إنّ الولايات المتّحدة "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً في العالم" بهذه العملية التي نفّذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية في بلدة أطمة بمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا وشكّلت أكبر انتكاسة للتنظيم الجهادي منذ مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019 في عملية أميركية مماثلة في منطقة إدلب أيضاً.

ووعد بايدن بأن تظل الولايات المتحدة ملتزمة الحرب الدولية ضد الإرهاب، رغم الانسحاب من أفغانستان في آب/أغسطس الماضي. وقال إن "هذه العملية دليل على أن أميركا لديها الوسائل والقدرة على القضاء على التهديدات الإرهابية أينما كانت في العالم".

وأضاف الرئيس الأميركي أنّه "بينما كان جنودنا يتقدّمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أيّ مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه... عوضاً عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها".

وقال إنّ القرشي بتفجير نفسه "أخذ معه العديد من أفراد عائلته مثلما فعل سلفه".

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ مقتل القرشي يوجه رسالة قوية إلى قادة التنظيمات الجهادية حول العالم مفادها "سنلاحقكم ونجدكم".

وتابع "أحاول حماية الشعب الأميركي من التهديدات الإرهابية، وسأتخذ إجراءات حاسمة لحماية هذا البلد"، متعهّداً أن تظلّ القوات الأميركية "يقظة" ومستعدّة.

وشدّد بايدن على أنّ قرار إرسال وحدة كوماندوس لتنفيذ العملية ضدّ زعيم التنظيم الجهادي عوضاً عن تصفيته بواسطة غارة جوية مردّه إلى أنّ واشنطن أرادت تجنّب سقوط ضحايا مدنيين.

وقال "لعلمنا أنّ هذا الإرهابي اختار أن يحيط نفسه بعائلات، بينها أطفال، اتّخذنا خيار تنفيذ غارة للقوات الخاصة مع كلّ ما لها من مخاطر أكبر بكثير على عناصرنا، بدلاً من استهدافه بضربة جوية".

وأضاف "اتّخذنا هذا الخيار لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

ضحايا الغارة

من جانبه قال مسؤول كبير لوكالة فرانس برس إنّ جميع القتلى الذين سقطوا خلال الغارة قضوا "بسبب أعمال إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية" وليس بنيران القوات الأميركية.

ولم يصب أي عنصر أميركي في الغارة، لكنّ إحدى المروحيات التي شاركت في العملية واجهت مشكلة فنّية استدعت تدميرها في مكانها.

وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال إنّه عند بدء عملية الإنزال "فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال".

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان من ناحيته مقتل 13 شخصاً على الأقلّ، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، خلال العملية التي بدأت بإنزال جوّي بعيد منتصف ليل الأربعاء-الخميس، واستمرت أكثر من ساعتين وتخلّلها اطلاق رصاص واشتباكات.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت صباح الخميس أنّ وحدة من "من القوات الأميركية الخاصة بإمرة القيادة المركزية الأميركية نفّذت مهمّة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا"، مؤكّدة أنّ "المهمّة كانت ناجحة ولم تسجّل خسائر" في صفوف الوحدة.

خليفة البغدادي

ومنذ تسلّمه مهامه خلفاً للبغدادي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019، لم يظهر القرشي علناً أو في أيّ من إصدارات التنظيم المتطرف ولا يُعرف الكثير عنه أو عن تنقّلاته.

ولم يَعنِ اسمه حينها شيئاً للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية. حتى إنّ بعضهم طرح إمكان أن يكون شخصية وهمية، وقال عنه مسؤول أميركي رفيع حينها إنّه "مجهول تماماً".

بعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت رصدت في آب/أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قيادياً في التنظيم الجهادي لكنّه مع ذلك كان "خليفة محتملاً" للبغدادي.

وضاعفت المكافأة في حزيران/يونيو 2020 الى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

وبحسب موقع "المكافآت من أجل العدالة" التابع للحكومة الأميركية فإنّ المولى، الذي "يعرف أيضاً باسم حجي عبد الله" كان "باحثاً دينياً في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولّى دوراً قيادياً كبيراً" في التنظيم.

الموقع المستهدف

واستهدفت العملية الأميركية وفق مراسلي فرانس برس مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وتضرّر الطابق العلوي من المبنى بشدة وغطى الدخان الأسود سقفه الذي انهار جزء منه. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.

وتداول سكان ليلاً تسجيلات صوتية خلال العملية، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء المكان المستهدف.

وقال أبو علي وهو نازح يقيم في مكان قريب من الموقع المستهدف لفرانس برس "بدأنا سماع صوت انفجارات خفيفة وبعدها دوّت أصوات قوية".

وأضاف أنهم سمعوا عبر مكبرات الصوت نداءات "لا تخافوا. جئنا من أجل هذا المنزل فقط.. لنخلّصكم من الإرهابيين".

وقال أبو أحمد، وهو مالك المنزل الذي أقام فيه القرشي، لفرانس برس "سكن هذا الرجل (المنزل) منذ 11 شهراً. لم نلاحظ أي أمر غريب.. كان يعطيني بدل الإيجار ويغادر".

وأضاف "لديه زوجة وثلاثة أولاد"، موضحاً أنّ شقيقته كانت تقطن مع ابنتها الشابة في الطابق العلوي.

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، انطلقت المروحيات الأميركية من قاعدة عسكرية في مدينة كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية. وشارك عناصر من القوات الخاصة، المدربة أميركياً والتابعة لقوات سوريا الديموقراطية، في العملية في إدلب.

وقال عبد الرحمن إنّ الهجوم هو الأكبر في سوريا منذ العملية التي أدّت إلى مقتل البغدادي.

ويأتي القضاء على زعيم التنظيم الجهادي بعيد أيام على إعلان قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، إعادة سيطرتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، حيث خاض التنظيم هجوماً منسقاً على السجن، شارك فيه مقاتلون من الخارج وسجناء من الداخل.

وعقب الهجوم اشتباكات استمرت أياماً وأوقعت مئات القتلى من الطرفين.

مقر للجهاديين

وتضمّ بلدة أطمة الكثير من مخيمات النازحين المكتظّة. ويقول خبراء إنّ قياديين جهاديين يتّخذون منها مقراً يتوارون فيه.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى أقلّ نفوذاً على نحو نصف مساحة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة. وينشط في المنطقة فصيل حراس الدين المتشدد والمرتبط بتنظيم القاعدة. وتؤوي منطقة سيطرة الفصائل ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نازحون.

وتتعرّض هذه الفصائل لغارات جوية متكررة يشنّها النظام السوري وحليفته روسيا، فضلاً عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتثير الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة في سوريا والعراق المجاور بين حين وآخر انتقادات واسعة، لتسبّبها في مقتل وإصابة مدنيين.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً متشعّب الأطراف، تسبّب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فجروه بعد ان انتهت مهمته ،،
عدنان احسان- امريكا -

هذا مصير كل من يتحالف مع الشيطان الاكبر