أخبار

الصدر والخزعلي يدعوان أنصارهما لوأد الفتنة

الشيعي العراقي يُعلِن مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية

الكاظمي خلال حضوره مجلس عزاء القاضي المغدور في محافظة ميسان الجنوبية احمد الساعدي الاربعاء 9 شباط فبراير 2022 ويظهر مع نجله ووالده (صورة من مكتبه الإعلامي)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: أعلن إطار القوى الشيعية العراقية الخميس عن مبادرة لانهاء الانسداد السياسي، معلناً أنها تأتي "لخدمة الوطن والمكون الاكبر".. فيما دعا الخصمان الصدر والخزعلي انصارهما الى الهدوء بعد تبادلهما عمليات اغتيال.

ودعا الاطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية في مبادرة تضمنت ثلاث نقاط حصلت "ايلاف" على نصها "كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية الى بدء مرحلة جديدة من التواصل والحوار لانجاز الاستحقاقات الدستورية واستكمال المواقع السيادية".


الكاظمي معزيا والدة القاضي المغدور احمد الساعدي خلال زيارته لمنزل العائلة في محافظة ميسان الجنوبيى (مكتبه)

واشار الاطار في النقطة الثانية الى انه "بعد التفسير الاخير الصادر عن المحكمة الاتحادية المتعلق بتوقيتات الكتلة النيابية الاكثر عدداً والذي اعطى مزيداً من الوقت الذي يجب استثماره للتفاهم والحوار وتغليب المصلحة العامة للبلاد وتفويت الفرصة على المشاريع التي تريد الاضرار بالاستقرار السياسي وامن البلد والسلم الاهلي، فاننا نمد ايدينا الى القوى السياسية المعنية بتشكيل الكتلة النيابية الاكثر عدداً ونخص بالذكر الاخوة في التيار الصدري والكيانات السياسية والشخصيات النيابية المستقلة الى الجلوس واللقاء والتحاور حول تشكيل الكتلة الاكثر عدداً بشكل جديد لخدمة الوطن والمكون الوطني الاكبر ونبتعد فيها عن منطق المحاصصة وتقسيم الغنائم ونعتمد معيار الكفاءة والاخلاص في الخدمة العامة".
ودعا الاطار في النقطة الثالثة من مبادرته الى"اتفاق الكتلة النيابية الاكثر عدداً على معايير اختيار رئيس وزراء قوي وكفوء وحكيم وقادر على عبور المرحلة، ومواصفات التشكيلة الحكومية وفق معايير النزاهة والكفاءة لتكون امينة على القرار السيادي الذي يحفظ امن العراق واستقلاله وتكون قادرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تنهض بواقع البلاد الخدمي".
وأكد الاطار الشيعي في الختام قائلا "نحن من ناحيتنا نعلن كامل استعدادنا للتفاعل بايجابية تامة مع كل الطروحات والافكار والرؤى التي ستقدم من شركائنا في الوطن والذين يجمعنا معهم مصير واحد وتقع علينا جميعا مسؤولية مشتركة في انهاء حالة الانسداد السياسي التي يعاني منها البلد".
وتأتي هذه المبادرة بعد سلسلة مباحثات ونقاشات اجراها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني على مدى الايام القليلة الماضية بشكل منفصل مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقادة الاطار الشيعي الذي يضم كلا من : نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري رئيس تحالف الفتح، وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر، وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة، وفالح الفياض رئيس حركة عطاء، وهمام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، فضلا عن شخصيات شيعية أخرى.
واشارت مصادر عراقية الى ان مباحثات قاآني مع الصدر قد فشلت في اقناعه عن التخلي عن مطالبه بتشكيل حكومة اغلبية وابعاد نوري المالكي عن التشكيلة الحكومية المقبلة.

الصدر والخزعلي يدعوان انصارهما لوأد الفتنة
وفي تصاعد خطير لعمليات الاغتيال المتبادلة بين مليشيا عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي ومليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر فقد اغتيل في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) احد مقاتلي السرايا مساء الاربعاء واصابوا زوجته بجروح خطيرة. ويدعى الضحية كرار ابو رغيف وهو مقاتل في سرايا السلام وابن شقيق القيادي في السرايا عديل أبو رغيف.
وجاءت عملية الاغتيال بعد ايام من اغتيال الرائد في الشرطة العراقية المقرب من مليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وهو حسام العلياوي وهوشقيق ابو جعفر العلياوي القيادي في العصـائـب الذي قتل داخل سيارة للاسعاف في المحافظة نفسها حيث وجهت العصائب اصابع الاتهام الى فصيل سرايا السلام التابع للصدر بالمسؤولية عن مقتله.

تغريدة قائد مليشيا العصائب عن عمليات الاغتيال المتبادلة بين انصاره وانصار الصدر (تويتر)

كما ان الرائد العلياوي هو شقيق وسام العلياوي الذي قتل خلال تظاهرات الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت اواخر عام 2019 في العاصمة العراقية وتسع محافظات اخرى في الوسط والجنوب بعد قيامه بأطلاق النار على المتظاهرين من امام مقر العصائب في المحافظة.
يشار ان هناك عداء بين التيار الصدري وعصائب اهل الحق الموالية لايران التي كانت قد انشقت عن جيش المهدي الذي كان تابعا للتيار قبل حله لاحقا وهي جماعة سياسية لها مليشيا مسلحة وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.
وبعد اغتيال القيادي في سرايا السلام التابعة للصدر فقد وجه هذا الاخير مساء امس نداء الى قيادات السرايا والعصائب بضرورة التحلي بالهدوء.
وأشار الصدر الى ان التصعيد في محافظة ميسان هو على مستويين:
"الأول: التصعيد العشائري، وقد بعثنا لهم من يعينهم على حل مشاكلهم بما يرضي الله، فشكراً لتعاونهم ونأمل منهم التحلي بمزيد من الحكمة والحنكة".
وأوضح أن "المستوى الثاني، هو بين (العصائب) و (التيار) فواعجبي.. أتفرقنا السياسة.. كلا وألف كلا.. فأنتم اخوة وإن اختلفنا معهم سياسياً ولم نرضَ بالتحالف معهم.. فنهيب بالأخوة في التيار وفي العصائب التحلي بالهدوء، فتصالحوا بعيداً عن القيادات، فانتم من اب واحد، ومرجع واحد.. ولا زلت أأمل بالبعض منهم حقن الدماء، فلسنا من يقدم المصالح السياسية على المصالح الدينية، والعقائدية".
واضاف أنه "حتى وإن كان استهدافهم (محافظة ميسان الحبيبة) والتصعيد فيها تصعيداً سياسياً من أجل تسقيط محافظها أو من أجل الضغط من أجل التحالفات .. فكل ذلك لا يحلل الدم العراقي، فإياكم والتعدي على الدين والشرع والقانون".
وعلى الفور رد الخزعلي على الصدر محذرا مما اسماه مشروع فتنة في محافظة ميسان موجها دعوة للعشائر والقوات الامنية بالتبرء من كلّ مَن يثبت تورّطه بالدم العراقيّ، ويُريد إيقاع الفتنة.
وكتب الخزعلي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" قائلا "ندعو جميع أهالي محافظة ميسان الحبيبة، إلى الحذر من مشروع الفتنة، الذي يُراد إيقاعه بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة". وشدد على ضرورة تَبرُّء عشائر ميسان من كلّ مَن يثبت تورّطه بالدم العراقيّ، ويُريد إيقاع الفتنة".
وطالب الأجهزة الأمنية بالاحتكام للقانون، وأن تقوم بواجبها كاملاً، مناشدا القوى السياسية كافة بدعمها في ذلك. وثمن خطابات التهدئة التي تدعو الى تفويت الفرصة على مُريدي إشعال الفتنة، محذرا من "خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من بعضنا إلى البعض الآخر لأن في هذا مصلحة أعداء العراق، وإسرائيل في مقدّمتهم" على حسب قوله.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من قيام رئيس الوزراء العراقي بتفقد الاوضاع الامنية في محافظة ميسان أمس اثر اغتيال قاضي التحقيق في قضايا المخدرات هناك أحمد الساعدي حيث اشاد خلال زيارته لعائلته هناك بشجاعة القاضي وتصديه للجريمة المنظمة، ودوره الكبير في ملاحقة عصابات المخدرات داخل المحافظة.
وأكد أن دم المغدور لن يذهب سدى وتجري الآن متابعة خيوط الجريمة البشعة من قبل الأجهزة الأمنية وتعهّد بالوصول إلى المنفذين وإنزال أشد القصاص بهم.
ووجه الكاظمي بفتح تحقيق فوري في عمليات الاغتيال الأخيرة ومحاسبة المقصرين من القادة الامنيين ممن يثبت تماهلهم في متابعة حركة المجرمين والمشتبه بهم وعدم أداء واجباتهم أو تقاعسهم عن تنفيذ أوامر القبض ضدهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف