حراك ألماني وبريطاني متواصل
تفاؤل وجهود دبلوماسية مكثّفة لتخفيف أزمة أوكرانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: ساد التفاؤل حيال إمكانية نجاح الجهود الرامية لمنع أي غزو روسي لأوكرانيا، فيما تكثّف قوى غربية حراكها الدبلوماسي الخميس عبر لقاء مرتقب بين المستشار الألماني أولاف شولتس وقادة دول البلطيق في برلين بينما يتوجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى مقر الحلف الأطلسي وبولندا.
في الأثناء، انطلقت في بيلاروس مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الروسي والبيلاروسي "بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي"، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس، فيما لم يكشف عدد الجنود المشاركين فيها.
وفي مواجهة أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، أجرى القادة الغربيون جولات مكوكية في أنحاء القارة على أمل نزع فتيل الأزمة.
وقبيل لقائه المرتقب مع قادة دول البلطيق الثلاث، أكد شولتس أنه يرى "تقدّما" على الصعيد الدبلوماسي.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريدريكسن الأربعاء "تتمثّل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أن ذلك سيتم تحقيقه".
ومن المقرر أن يتوجّه المستشار الألماني الجديد الذي اتُّهم باتّخاذ موقف فاتر حيال الأزمة، إلى كييف وموسكو الأسبوع المقبل لعقد محادثات منفصلة مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين، علما أن اجتماعه مع الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما.
وفي مؤشر أقل تفاؤلا، أعلنت بريطانيا الأربعاء أنها على استعداد لنشر ألف جندي إضافي للتعامل مع أي أزمة إنسانية على صلة بأوكرانيا.
وفي تصريحات أدلت بها من موسكو قبل لقاء نظيرها الروسي سيرغي لافروف، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن على الكرملين اختيار المسار السلمي حيال أوكرانيا وإلا فسيواجه "عواقب هائلة" ناجمة عن عقوبات غربية.
بدوره، يلتقي جونسون الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل الخميس، قبل عقد لقاء آخر مع الرئيس البولندي أندريه دودا.
وفيما يتّهم الغرب روسيا بحشد أكثر من مئة ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية تحضيرا لعملية اجتياح، نفت موسكو أي خطط لغزو جارتها واتّهمت دول الحلف الأطلسي باستخدام خطاب عدائي.
وبعد حراك دبلوماسي قام به خلال الأيام الأخيرة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بوتين أبلغه بأن موسكو "لن تكون مصدر تصعيد".
وفي هذه الأثناء رأى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن الجهود "الدبلوماسية تواصل تخفيف التوتر".
لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي حذّر من أن بوتين يواصل إرسال جنود إلى الحدود.
وقال للصحافيين الأربعاء "شهدنا خلال الساعات الـ24 الأخيرة تواصل تدفق إمكانيات إضافية من مناطق أخرى في روسيا إلى هذه الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس".
وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار أنّ القوات الروسية المحتشدة على حدود بلادها ليست جاهزة لاجتياح وشيك، لكنّها تستخدم من أجل "ضغط سياسي وابتزاز" يمارسه الكرملين.
وقبل مرور أقل من 24 ساعة على زيارته إلى واشنطن، أعلن شولتس إلى جانب الرئيس البولندي وماكرون في وقت متأخر الثلاثاء أن الأوروبيين يقفون صفا واحدا لتحقيق هدفهم المتمثل بتجنّب الحرب.
وأكّد بوتين، الذي طالب الحلف الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات أمنية واسعة، بعد محادثاته مع ماكرون أن موسكو "ستقوم بكل ما يمكن للتوصل إلى تسويات تناسب الجميع".
وبينما أرسل معدات عسكرية إلى الحدود الأوكرانية، قدم بوتين مطالب اعتبرها الغرب غير مقبولة، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف الأطلسي وسحب قوات الحلف في شرق أوروبا.
ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون قدّم مقترحات من طرفه إلى موسكو تشمل تعهّد الطرفين عدم القيام بأي تحرّكات عسكرية جديدة وإطلاق حوار استراتيجي وبذل جهود لإعادة إحياء عملية السلام في النزاع الأوكراني.
كما تحدّثت عن اتفاق يضمن انسحاب حوالى 30 ألف جندي روسي من بيلاروس في ختام التدريبات العسكرية المشتركة التي بدأت الخميس في بيلاروس وستستمر عشرة أيام.
وشدد الكرملين على أنه لم يكن يخطط لإبقاء قوات في بيلاروس بشكل دائم.
ويواجه الغرب مهمة صعبة تقضي بمحاولة إقناع زيلينسكي بالقبول بأي تنازلات.
وحدّدت كييف ثلاثة "خطوط حمر" تقول إنها لن تتجاوزها من أجل التوصل إلى حل وهي: عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة الأراضي الأوكرانية وعدم الخوض في أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين وعدم السماح بأي تدخل في سياستها الخارجية.