أخبار

بعد أشهر من إطاحة حكومة تدعمها أميركا

طالبان تعلن ذكرى انسحاب القوات السوفياتية عطلة رسمية

قوات سوفياتية في أفغانستان في أواسط ثمانينيات القرن الماضي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كابول: أعلنت طالبان الثلاثاء الخامس عشر من شباط/فبراير عطلة رسمية إحياء لذكرى انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان، بعد ستة أشهر على إطاحة الحركة بالحكومة في كابول التي حظيت بدعم الولايات المتحدة.

وبعدما غزا أفغانستان عشية عيد الميلاد عاد 1979، انسحب الجيش الأحمر بعد عقد وبعد خسارته حوالى 15 ألف جندي خلال القتال ضد جهاديين دعمهم الغرب، ليترك وراءه حربا أهلية صعدت على إثرها طالبان إلى السلطة في ولايتها الأولى من العام 1996 حتى 2001.

وباتت أفغانستان من بين أفقر دول العالم بعد نزاع استمر 40 عاما فيما زجّت عودة طالبان إلى السلطة في 15 آب/اغسطس بالبلاد في أتون أزمة إنسانية تقول الأمم المتحدة إنها تهدد أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليونا.

وتظاهر الآلاف في مدن أفغانية الثلاثاء احتجاجا على قرار أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي يسمح للولايات المتحدة بالتصرف بنصف الأصول الأفغانية المودعة في الخارج (حوالى 3,5 مليارات دولار) لتعويض ضحايا اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي نفّذها تنظيم القاعدة ودفعت واشنطن إلى غزو أفغانستان في العام نفسه.

وقال رئيس رابطة المتعاملين بفوريكس مير أفغان صافي لدى مشاركته في مسيرة في كابول "إذا كان هناك من يريد التعويض، فهم الأفغان".

وأضاف "دمّر برجاهما، لكن جميع أحيائنا وبلدنا دمّرت".

ووصفت طالبان، التي قالت إنها ترغب بعلاقات جيّدة مع واشنطن بعد الانسحاب الأميركي في آب/اغسطس، وضع اليد على الأصول بـ"السرقة".

ويتفق العديد من الأفغان، بمن فيهم أولئك الذين هربوا من البلاد خوفا من حكم طالبان المتشدد، مع هذا الموقف.

وهتف البعض ضمن الحشد "الموت لأميركا" و"الموت لجو بايدن".

وحذّرت طالبان في وقت متأخر الاثنين من إمكان إعادة النظر في سياستها حيال واشنطن في حال عدم الإفراج عن الأصول المجمّدة.

وقال نائب الناطق باسم الحركة في بيان "لم تكن هناك علاقة بين هجمات 11 أيلول/سبتمبر وأفغانستان".

ولم تتضح ماهية رد طالبان، لكن سبق للحركة أن أشارت إلى أنها ستسمح لآلاف الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة والقوى الغربية بمغادرة البلاد.

وأدخل السوفيات قوانين منحت النساء حقوق التعليم والعمل والزواج، استفاد منها بشكل أساسي سكان المدن. واتخذت الولايات المتحدة إجراءات مشابهة على مدى العقدين الماضيين، لكن هذه الحقوق تقلّصت كثيرا منذ عودة الحركة الإسلامية المتطرفة إلى السلطة.

ومُنعت النساء فعليا من معظم الوظائف الحكومية بينما أغلقت المدارس المخصصة لمراهقات في معظم أنحاء البلاد.

كما شنّت طالبان حملة أمنية ضد أي تظاهرات مناهضة لحكمها شملت اعتقال ناشطات، الأمر الذي أثار تنديدات شديدة من الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية.

وقال المحلل الأفغاني المقيم في المنفى أحمد سعيدي "لم يكن الانسحاب السوفياتي إنجازا، بل بداية أزمة".

واضاف لفرانس برس "تعيش أفغانستان مجددا على حافة الفشل فيما تزداد التحديات".

وتابع أن طالبان "أضاعت الكثير من الوقت" في الشهور الستة منذ تسلمها السلطة.

وقال ايضا "بسبب هذا الوضع، لم يتمكنوا من تشكيل حكومة جامعة. ويتوقع أن يفاقم ذلك الضغط عليهم داخل البلاد وخارجها".

وبينما تبدو آثار الاحتلال بقيادة واشنطن جلية في شوارع كابول -- من الأسلحة التي استولت عليها طالبان عندما وصلت إلى السلطة وصولا إلى الحواجز الإسمنتية التي وضعت في مواجهة تمرّدها الذي استمر 20 عاما، لا مخلّفات كثيرة تذكّر بالحقبة السوفياتية.

مع ذلك، يؤكد حياة الله أحمد زاي الذي قاتل مع "المجاهدين" ضد موسكو، أن طالبان هي النتيجة المباشرة للغزو السوفياتي.

وقال المقاتل السابق البالغ 74 عاما اليوم لفرانس برس إنه بعد مغادرة السوفيات، "سادت الفوضى، الامر الذي أدى الى ولادة طالبان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف