أخبار

استخدمها هتلر ذريعة لغزو بولندا

روسيا وأوكرانيا: ما هي حيلة "الراية الزائفة" وما أبرز الأمثلة عليها؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
Reuters تصاعدت المواجهات في شرق اوكرانيا ووقعت حوادث مريبة مؤخراً

مع اشتداد التوتر وتزايد احتمالات غزو روسيا لأوكرانيا، ترجح بريطانيا والولايات المتحدة احتمال لجوء روسيا لهجمات "الراية الزائفة" واستخدامها كذريعة لغزو جارتها.

واتهم الانفصاليون المدعومون من روسيا الجيش الأوكراني بشن سلسلة من الهجمات المشكوك فيها للغاية وطالبوا المدنيين في المناطق التي يحتلونها بالرحيل.

ما هي حيلة "الراية الزائفة"؟

يشير مصطلح "الراية الزائفة" إلى كل عمل سياسي أو عسكري يتم تنفيذه بقصد إلقاء اللوم على الخصم. ولطالما لجأت الدول إلى هذه الحيلة من خلال شن هجوم حقيقي أو وهمي على قواتها أو مواقعها واتهام الطرف الآخر بالقيام بذلك وبالتالي استخدام ذلك كذريعة لخوض الحرب.

تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في القرن السادس عشر لوصف كيفية قيام القراصنة برفع راية دولة صديقة لخداع السفن التجارية كي يتمكنوا من بالاقتراب منها ومباغتهها والهجوم عليها ونهبها.

وفيما يلي أبرز الأمثلة على استخدام هذه الحيلة عبر التاريخ.

الغزو الألماني لبولندا عام 1939

في الليلة التي سبقت غزو ألمانيا لبولندا، تظاهر سبعة جنود ألمان من القوات الخاصة بأنهم جنود بولنديون وقاموا باقتحام محطة راديو في غلايفتز على الجانب الألماني من الحدود مع بولندا. وبثوا رسالة قصيرة تفيد بأن المحطة أصبحت الآن في أيدي بولندا.

كما ترك الجنود وراءهم جثة مدني ألبسوه ثياب جندي بولندي ليبدو كما لو أنه قُتل في الهجوم.

ألقى أدولف هتلر خطاباً في اليوم التالي أشار فيه إلى الهجوم على المحطة وحوادث أخرى مماثلة دبرها الألمان لتبرير غزو بولندا.

الحرب الروسية الفنلندية 1939

Reuters دعا الانفصاليون الموالون لروسيا المدنيين إلى ترك منطقة دونستك التي يسيطرون عليها

وفي نفس العام تعرضت قرية ماينيلا الروسية لقصف بقذائف المدفعية. كانت القرية قريبة من الحدود الفنلندية، واستخدم الاتحاد السوفيتي الهجوم المزعوم لخرق اتفاقية عدم اعتداء مع فنلندا وشن ما يسمى بحرب الشتاء.

توصل المؤرخون الآن إلى أن قصف القرية لم ينفذ من قبل الجيش الفنلندي، بل كان من تدبير أجهزة الأمن السوفيتية.

واعترف بوريس يلتسين، أول رئيس للاتحاد الروسي في عام 1994 بأن حرب الشتاء كانت عدواناً على فنلندا.

حادثة خليج تونكين عام 1964

في 2 أغسطس/ آب 1964 جرت معركة بحرية بين مدمرة أمريكية وزوارق طوربيد فيتنامية شمالية في خليج تونكين قبالة الساحل الفيتنامي.

لحقت أضرار بسفن كلا الطرفين وفقد الفيتناميون الشماليون أربعة رجال وأصيب ستة آخرون

وزعمت وكالة الأمن القومي الأمريكي أنه بعد يومين وقعت معركة أخرى مماثلة.

لكن يرجح الآن أن الهجوم الثاني الذي اتهمت الولايات المتحدة الفيتناميين الشماليين بشنه لم يحدث بتاتاً.

وأفاد قبطان مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية في البداية بأن قوارب الطوربيد المعادية تحاصره وتفتح النار على المدمرة، لكنه قال لاحقا إنه بسبب سوء الأحوال الجوية وضعف الرؤية لا يمكنه تأكيد روايته الأولى.

وتشير الوثائق التي تم رفع السرية عنها في عام 2005 إلى أن البحرية الفيتنامية الشمالية لم تكن تهاجم السفينة الأمريكية ولكنها كانت تحاول إنقاذ اثنين من القوارب التي تضررت في المعركة الأولى.

ورغم ذلك قرر الرئيس الأمريكي ليندون جونسون وإدارته تصديق الرواية الأولية للأحداث وقدموا الحادثان إلى الكونغرس على أنهما هجومان غير مبرران على القوات الأمريكية من قبل فيتنام الشمالية.

أدى ذلك إلى صدور "قرار خليج تونكين" الذي سمح للرئيس جونسون بشن غارات جوية على فيتنام الشمالية وزيادة التدخل العسكري الأمريكي في حرب فيتنام بشكل كبير.

"الرجال الخضر الصغار" في القرم 2014

Reuters "الرجال الخضر الصغار" ظهروا في شوارع شبه جزيرة القرم الأوكرانية قبل سيطرة روسيا عليها عام 2014 بأيام

قبل أيام معدودة من ضم روسيا شبه جزيرة القرم بدأ يظهر في الشوارع أناس يرتدون زي الجيش الروسي ويحملون أسلحته لكن دون وجود شارات روسية على زيهم.

أصرت روسيا على أن هؤلاء هم أعضاء في "مجموعات الدفاع الذاتي" المحلية التي تريد إعادة الأراضي إلى روسيا وإنهاء السيطرة الأوكرانية عليها.

وادعت أن هؤلاء الرجال اشتروا ملابسهم وأسلحتهم من المتاجر.

اعتاد الصحفيون الروس على تسمية هؤلاء بـ "الرجال المهذبين" ، بينما وصفهم السكان المحليون في القرم بـ "الرجال الخضر الصغار" في إشارة إلى لون زيهم الرسمي الموحد وأصولهم غير المؤكدة.

كشمير 2020 NurPhoto via Getty Images تتبادل الهند وباكستان الاتهامات بتدبير هجمات تبدو وكأن الطرف الآخر هو المسؤول عنها

لطالما تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بش هجمات زائفة على طول حدود إقليم كشمير المتنازع عليه من أجل إثارة صراع عسكري.

في عام 2020 اتهمت وزارة الخارجية الباكستانية القوات الهندية بإطلاق النار على مركبة تقل مراقبين تابعين للأمم المتحدة على الجانب الباكستاني من الحدود على أمل أن تعتقد الأمم المتحدة أن القوات الباكستانية هي المسؤولة.

وقالت الوزارة إن الهند تحاول إثارة خلاف بين باكستان والمجتمع الدولي ووصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الخطوة بأنها "طائشة".

ونفت الهند الاتهام وألقت باللوم على باكستان في فشلها في الحفاظ على أمن جانبها من الحدود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف