مع سماحه للقوات الروسية بغزو أوكرانيا من شمال بلاده
لوكاشنكو يقامر بسيادة بيلاروسيا في علاقاته بالكرملين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: بينما تمضي روسيا قدما باجتياح أوكرانيا، تتصاعد المخاوف من أن تواجه بيلاروس أيضا خطر خسارة سيادتها تدريجيا، وإن لم يكن من خلال استهداف عسكري مباشر.
وسمح رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود، للقوات الروسية باستخدام أراضي بلاده لغزو أوكرانيا من الشمال.
وحشدت روسيا حوالى 30 ألف جندي في بيلاروس في إطار ما زعمت أنها تدريبات عسكرية خلال الأسابيع الأخيرة. وكان من المقرر أن تغادر في وقت سابق هذا الشهر، لكن تم تمديد تواجدها إلى أجل غير مسمى.
استفتاء
والأحد، ستنظّم بيلاروسيا استفتاء نددت به المعارضة باعتباره غير شرعي ويشكل محاولة من لوكاشنكو لتمديد بقائه في السلطة وترتيب انتقال لاحق.
وتشمل التعديلات التي اقترحها النظام تحوّل بيلاروس عن وضع الحياد الذي استقرت عليه بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهو ما سيسمح للدولة باستضافة أسلحة نووية وقوات روسية على أساس دائم.
ويأتي ذلك في ظل مناخ سياسي محتقن أساسا في البلاد منذ انتخابات آب/اغسطس 2020 التي يعتقد الغرب أنها زُوّرت لضمان إعادة انتخاب لوكاشنكو.
ويقبع أكثر من ألف معارض لنظامه في السجون، بحسب ناشطين، بينما تعيش المرشّحة التي اعتبرها الغرب الفائز الفعلي في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا في المنفى.
دعم الكرملين لوكاشنكو بعد الانتخابات، ما ترك الأخير "معتمدا" على بوتين من أجل البقاء في السلطة، بحسب أولغا دريندوفا من مركز أبحاث دراسات شرق أوروبا لدى جامعة بريمن.
وقالت لفرانس برس "لا تحتاج موسكو لجعل بيلاروس رسميا جزءا من روسيا، وهو أمر سيثير امتعاضا شعبيا ومقاومة.. بوجود دبابات روسية في بيلاروس، يمكن للوكاشنكو أن يبقى واجهة النظام فيما تكمن السلطة الفعلية في مكان آخر".
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الجمعة على أن بيلاروس وشعبها يستحقان مصيرا أفضل من أن يصبحا "شركاء وتوابع" لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن الحرب.
وقال إن "تواطؤ نظام ألكسندر لوكاشنكو في غزو روسيا لأوكرانيا - في تجاهل تام للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة - يمثّل مرحلة جديدة وخطيرة للغاية في عملية خضوع لوكاشنكو إلى روسيا".
شمال الأطلسي
وأوضح لودريان أنه سيتعين على الحلف الأطلسي "استخلاص نتائج" الاستفتاء في تحديد موقفه الدفاعي.
وتشارك بيلاروس حدودا مع أعضاء الحلف: لاتفيا وليتوانيا وبولندا بالإضافة إلى أوكرانيا وروسيا.
وفي مقابلة مع فرانس برس هذا الأسبوع، قالت تيخانوفسكايا إن لوكاشنكو مستعد للتضحية بسيادة البلاد لأنه "ممتن" لدعم الكرملين في أعقاب انتخابات 2020.
وقالت خلال زيارتها إلى باريس حيث أجرت محادثات مع لودريان "نريد أن نكون أصدقاء مع جيراننا لكننا لا نريد أن نكون ملحقا لبلد آخر".
ولطالما غرد لوكاشنكو، الذي تعتبره واشنطن آخر دكتاتور في أوروبا، خارج السرب، عبر ارتدائه زيا عسكريا وإطلاق تصريحات سوقية وفظة.
ومع ارتفاع منسوب التوتر قبيل الغزو الروسي، قال إنه "إذا لزم الأمر، فإن أولئك الذين منا ويرتدون شرائط رفيعة على زينا العسكري سيكونون أول من يدافع عن الوطن".
لكن ذلك يكشف كم يدين بالفضل للكرملين، الذي يعتقد المحللون أنه كان بإمكانه استبداله برئيس آخر جراء تداعيات انتخابات 2020.
وتؤكد تيخانوفسكايا إن لوكاشنكو كان على الأرجح على علم بأن وجود القوات الروسية يمثل تهديدا لحكمه.
وقالت لفرانس برس "إنه ضعيف ولربما يعتقد أيضا أنه في يوم من الأيام يمكن للكرملين التخلص منه عندما لا يعود في حاجة اليه".
بدورها، تشير دريندوفا إلى أنه من المرجح أن السلطات البيلاروسية لم تتخيل في البداية أن الجنود الروس سيبقون طويلا ويستخدمون البلاد كنقطة انطلاق ضد أوكرانيا.
وقالت "لا أشعر بأن لوكاشنكو كان يؤيد هذا الخيار. لكنه لم يعد قويا بما يكفي ليقول لا لبوتين".