أخبار

يركز على أوضاع العالم أكثر من الوضع الداخلي

أوكرانيا في صلب أول خطاب لبايدن حول "حال الاتحاد"

الرئيس الأميركي جو بايدن
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء في أول خطاب له حول حال الاتحاد أمام الكونغرس إلى طمأنة بلاد تعيش قلقا بالغا من جراء الحرب في أوكرانيا، في كلمة سينصب التركيز فيها على الأوضاع في العالم أكثر مما ستتمحور حول الوضع في الولايات المتحدة.

وكان بايدن قد وجّه كلمة أمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في نيسان/أبريل 2021، لكنّ ذاك الخطاب لم يكن حول "حال الاتحاد"، المحطة البارزة على الساحة السياسية الأميركية.

وفي الخطاب المعد بدقة متناهية، يقدّم الرئيس تقريرا سنويا حول إنجازاته للسلطة التشريعية.

وعادة ما تطغى على الخطاب الاعتبارات الوطنية، لكن الوضع هذا العام سيكون مختلفا.

أظهر استطلاع أجرته شبكة "سي.بي.اس" أن 73 بالمئة من الأميركيين يريدون أن يتطرّق الرئيس إلى غزو روسيا لأوكرانيا، قبل أي حديث عن الاقتصاد أو عن جائحة كوفيد-19.

وقد أيقن بايدن ذلك جيدا، وهو أكد الإثنين أن الولايات المتحدة القلقة يجب ألا تخشى اندلاع نزاع نووي.

ويعطي غزو أوكرانيا الرئيس الأميركي فرصة لامتداح نهجه الدبلوماسي، وهو كان قد تعهّد لدى تسلّمه السلطة تشكيل تحالف واسع مع قوى ديموقراطية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.

لكن في المقابل يمنعه هذا الغزو من التركيز على الطبقة الوسطى الأميركية والصين، وهما عنوانان كان يعتزم صب جهوده في إطارهما لدى توليه سدة الرئاسة.

لكن على الرغم من كل شيء سيؤكد الرئيس الديموقراطي البالغ 79 عاما للأميركيين أن البلاد بأيد أمينة في عهده، علما بأن آخر الاستطلاعات يفيد بأن نسبة الأميركيين المقتنعين بذلك أقل من 40 بالمئة.

وفي مؤشر إضافي إلى أن جائحة كوفيد-19 بدأت تنحسر، سيكون وضع الكمامة خلال خطاب الرئيس في مبنى الكابيتول اختياريا.

وتسجل الولايات المتحدة نموا كبيرا وتراجعا للبطالة. والمحكمة العليا ستضم قريبا أول أميركية متحدرة من أصول إفريقية هي كيتانجي براون جاكسون التي اختارها بايدن للمنصب منفّذا بذلك تعهّدا كان قد قطعه.

لكن شيئا من ذلك لا يفيد إلى الآن بايدن والديموقراطيين المتخوّفين من نكسة في الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف.

وفي عام ونيّف لم ينجح بايدن الذي يقدّم نفسه على أنه دائم التفاؤل، في رفع معنويات الأميركيين المحبطين للغاية، حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأظهر استطلاع نشره في نهاية كانون الثاني/يناير معهد غالوب أن 85 بالمئة من الأميركيين يبدون رضاهم عن معيشتهم، لكن 17 بالمئة منهم فقط يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.

على الصعيد الاقتصادي، يثير التضخّم المتسارع قلق الأسر الأميركية.

وحول المسائل الاجتماعية الكبرى سواء تشريع الإجهاض أو تنظيم قطاع الأسلحة النارية أو مكافحة العنصرية، الانقسامات بين الحزبين أكثر حدة من أي وقت مضى.

وبهدف تهدئة المخاوف السائدة في البلاد، سعى بايدن بادئ الأمر إلى تمرير تشريعات تحولية كبرى، لكن استراتيجيته لم تثمر.

وفي حين نجح في تمرير خطته الكبرى للاستثمار في البنى التحتية، اضطر في نهاية المطاف إلى التخلي عن مشروعه للإنفاق الاجتماعي وخطّته لتعزيز حق التصويت، بسبب عدم توفر الغالبية البرلمانية المطلوبة.

ويسعى البيت الأبيض إلى تغيير التوجه. ومن المتوقع أن يطلق الرئيس الأميركي الثلاثاء أمام الكونغرس مواقف محدّدة الأهداف وملموسة وتوافقية إذا أمكن، بشأن الهواجس اليومية للأميركيين.

فهو، على سبيل المثال، سيتعهّد إيلاء اهتمام أكبر لمشاكل الصحة الذهنية في الولايات المتحدة، والتي تفاقمت منذ أن بدأت جائحة كوفيد-19.

والثلاثاء اعتبر البيت الأبيض أن "بلادنا تواجه أزمة غير مسبوقة على صعيد الصحة الذهنية، لدى مختلف الفئات العمرية"، مشيرا إلى دراسات إحصائية تفيد بأن أعدادهم كبيرة.

وتظهر مقارنة تخلّلتها واحدة من هذه الدراسات أن نسبة المراهقين الذين تم نقلهم إلى أقسام الطوارئ بسبب محاولتهم الانتحار في الولايات المتحدة ارتفعت 51 بالمئة في مطلع العام 2021 عمّا كانت عليه في مطلع العام 2019.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف