"دموي ووحشي"
القوات الروسية تقصف ميدان الحرية ودار الأوبرا في مدينة خاركيف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قصفت القوات الروسية بالصواريخ والقذائف القلب الثقافي لثاني أكبر مدينة في أوكرانيا في هجوم وصفه مسؤولون أوكرانيون بأنه "دموي ووحشي".
فقد تعرضت دار أوبرا وقاعة للحفلات الموسيقية ومكاتب حكومية للقصف في ميدان الحرية، في وسط مدينة خاركيف، الواقعة شمال شرقي البلاد.
وقال مسؤولون محليون إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 35 جراء القصف.
جاء هذا الهجوم في وقت قال فيه الرئيس الأوكراني إن روسيا ترتكب جرائم حرب.
وقال الرئيس فلوديمير زيلينسكي: "هذا هو ثمن الحرية". وأضاف قائلاً إن "هذا إرهاب ضد أوكرانيا. فلم تكن هناك أهداف عسكرية في الميدان- وليس هناك أهداف كهذه في الأحياء السكنية من مدينة خاركيف التي تعرضت لنيران المدفعية".
وأظهرت لقطة مصورة صاروخاً يضرب مبنى الإدارة الحكومية المحلي وينفجر، محدثاً كرة هائلة من اللهب. وأدت قوة الانفجار إلى تحطيم نوافذ المباني المجاورة. وميدان الحرية هو ثاني أكبر ميدان في وسط المدن في أوروبا ومعلماً بارزاً من معالم المدينة.
روسيا وأوكرانيا: لماذا دخلت القوات الروسية إلى أراضي جارتها الأوكرانية، وماذا يريد بوتين؟روسيا وأوكرانيا: ما سبب الأزمة بين البلدين؟روسيا وأوكرانيا: خمسة جوانب محورية لفهم الأزمة بين البلدينروسيا وأوكرانيا: ما المخاطر التي تحملها الأزمة بين البلدين للدول العربية، وهل من فرص يمكن استثمارها؟تغطية مباشرة من بي بي سي نيوز عربيوتعرضت خاركيف لقصف عنيف طوال أيام، وقتل 16 شخصاً قبل هجوم الثلاثاء كما قال زيلينسكي، الذي تتهم حكومته روسيا بمحاولة فرض حصار على خاركيف ومدن أخرى، بما في ذلك العاصمة كييف، التي يقترب منها رتل عسكري ضخم من المدرعات الروسية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إنه يتعين على العالم فعل المزيد من أجل معاقبة روسيا على الهجوم "البربري" على ميدان الحرية والأحياء السكنية، متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "المزيد من جرائم الحرب الناجمة عن الحقد، بقتله المدنيين الأبرياء".
وشهد اليوم السادس من الغزو الروسي لأوكرانيا تواصل الهجمات على جبهات عديدة، لكن التقدم الروسي تباطأ بفعل المقاومة الأوكرانية.
ويقول السكان في مدينة "خيرسون" الجنوبية إن المدينة الآن محاصرة، ويقول عمدة مدينة "ماريوبول"، التي يوجد بها أحد مواني أوكرانيا، جنوب غربي البلاد، إن المدينة صمدت في وجه قصف لا هوادة فيه طوال الليل.
وفي هذه الأثناء، أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية رتلاً عسكرياً روسيا بطول 64 كيلومتراً يشق طريقه نحو العاصمة كييف، التي انطلقت فيها صفارات الإنذار مجدداً الثلاثاء.
ويضم الرتل العسكري- الذي يبدو بأنه تباطأ في تقدمه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية- عربات مدرعة ودبابات ومدفعية ومركبات للتموين اللوجستي. وتفيد الأنباء بأنه يبعد أقل من 30 كيلومتراً عن كييف.
واتهم ينس ستولتنبيرغ، أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الثلاثاء الرئيس بوتين بـ "تحطيم السلام في أوروبا"، بينما اتهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون روسيا بارتكاب "ممارسات بربرية وعشوائية في إرساله الصواريخ إلى الأبراج السكنية من أجل قتل الأطفال".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في حديثه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن الانتهاكات الروسية لحقوق الإنسان "تتصاعد بمرور الوقت"، مضيفاً أنه يتعين تجريد موسكو من عضويتها في المجلس.
وقالت ماريا أفديفا، وهي خبيرة في الأمن الدولي تعيش حالياً في مدينة خاركيف: "بالأمس كان هناك قصف عنيف على المناطق السكنية".
وقالت لبرنامج "نيوزداي" في بي بي سي: "في الحقيقة، كانت تلك هي المرة الأولى التي تستهدف فيها روسيا عمداً منازل مأهولة بالسكان".
وأضافت أفديفا، وهي مديرة للدراسات في جمعية الخبراء الأوروبية: "نحن نعاني بالفعل من النقص...ما يزال لدينا مياه جارية في البيت. لكن قد تقوم روسيا في أي لحظة بضرب منشآت البنية التحتية الأساسية. هناك نقص في الغذاء بالفعل. ولهذا أعتقد أنه لم يبق شيء في المحال التجارية".
محاصرة خيرسونوقال عمدة مدينة خيرسون إن القوات الروسية أقامت نقاط تفتيش في محيط المدينة، التي تضم حوالي 300 ألف نسمة، وتقع في الجنوب، بالقرب من شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو.
وتظهر بعض اللقطات المصورة التي لا يمكن التحقق من صحتها والتي بثتها وسائل إعلام روسية ما يبدو إنه دبابات روسية وهي تعبر شوارع في المدينة. لكن عمدة المدينة إيغور كوليخاييف قال بتحد على حسابه في موقع فيسبوك إن المدينة "كانت وستبقى أوكرانية".
وقالت صحفية في المدينة تدعى ألينا بانينا لقناة "24" التلفزيونية الأوكرانية إن "المدينة محاصرة بالفعل، فهناك الكثير من الجنود والمعدات العسكرية الروسية من جميع الجهات".
وقالت بانينا إن الكهرباء والماء والتدفئة لا تزال متوفرة في خيرسون، لكن صار من الصعب إدخال المواد الغذائية إلى المدينة لأنها مخزنة في مستودعات تقع في ضواحيها.
ماريوبول تتعرض لقصف عنيفوفي الجنوب أيضاً، خرجت تصريحات قوية من عمدة مدينة ماريوبول ذات الموقع الاستراتيجي، الذي قال إن المدينة تتعرض لقصف متواصل.
وقال فاديم بويشنكو لقناة 24 الإخبارية الأوكرانية إن "النازيين الروس يسعون إلى إبادة الأمة الأوكرانية. سنقاتل حتى آخر رصاصة... وإذا نفدت الرصاصات، سنستخدم أسناننا ضد العدو الذي يتحرك نحو ماريوبول."
وأفادت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الحكومية الروسية بأن الزعيم الانفصالي المدعوم من روسيا، دينيس بوشيلين، قال إن قواته ستسعى الثلاثاء إلى تطويق ماريوبول.
التحقيق في جرائم الحربوتتصاعد الاتهامات لروسيا بارتكاب جرائم حرب، مع مطالبة من جانب الرئيس الأوكراني ومسؤولي الحكومة المحلية ومنظمة العفو الدولية بوجوب التحقيق في الهجمات.
وكانت روسيا قد نفت في السابق استهداف المناطق السكنية، لكن المحكمة الجنائية الدولية- التي تبحث في جرائم الحرب- تعتزم فتح تحقيق في الأمر.
ولا يزال المدعي العام في المحكمة الدولية كريم خان بحاجة إلى موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية من أجل مباشرة العمل، لكن في الوقت الراهن طلب من فريقه البدء في جمع الأدلة على الانتهاكات، كالهجمات على المدنيين.
وقال خان إن التحقيق سينظر في الجرائم المزعومة الناشئة عن القتال، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يعود تاريخ ارتكابها إلى الغزو الروسي الأول في 2014. لكن أي مواطنين روس يوجه إليهم الاتهام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو جرائم إبادة في أوكرانيا، سيتعين تسليمهم من قبل الكرملين للمثول للمحاكمة في لاهاي.
وفر أكثر من 600 ألف شخص من منازلهم في عموم أوكرانيا هرباً من القتال، بحسب الأمم المتحدة، وقتل أكثر من 130 شخصاً من المدنيين في أوكرانيا منذ الخميس، بينهم 13 طفلاً.
وكان وفدان من روسيا وأوكرانيا قد عقدا الاثنين محادثات عند الحدود البيلاروسية، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق غير الالتزام بالالتقاء مرة أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
وتواجه روسيا مقاطعة دبلوماسية جديدةبانسحاب العشرات من مندوبي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة من ندوة حول حقوق الإنسان عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف مع بدء خطاب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر اتصال بالفيديو عن بعد.
وقدم لافروف في خطابه سلسلة طويلة من المظالم، بدءاً من المزاعم بقمع اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذوكسية، وانتهاء بالاتهامات لأوروبا بأنها منخرطة في ما وصفه بـ "جنون الخوف من روسيا".