أخبار

الغزو الروسي لأوكرانيا:

بعد خيرسون... القوات الروسية تحاصر مدناً أخرى

Getty Images خدمات الطوارئ في أعقاب غارة على برج تلفزيوني في كييف الثلاثاء أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأربعاء بعد قصف أحياء سكنية ومحاصرة مدن رئيسية.

وادعى الجيش الروسي أنه يسيطر على خيرسون، وهي مدينة ساحلية ذات أهمية استراتيجية بالقرب من شبه جزيرة القرم.

وبدا أن القوات الروسية تحيط بالمدن الرئيسية في أوكرانيا بما في ذلك خاركيف، وماريوبول الساحلية.

ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، شعبه بأنه "رمز للبطولة لا يقهر".

وقال سيرغي أورلوف، نائب رئيس بلدية ماريوبول، لبي بي سي إن منطقة ماريوبول الواقعة في الجنوب الشرقي تعرضت لقصف متواصل الأربعاء.

وأضاف: "الوضع في ماريوبول مروع، نحن نقترب من حدوث كارثة إنسانية. تعرضنا لأكثر من 15 ساعة من القصف المستمر دون توقف".

وقال إن "الجيش الروسي يستخدم كل أسلحته هنا - المدفعية، وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، والطائرات، والصواريخ التكتيكية. إنهم يحاولون تدمير المدينة".

وأشار أورلوف إلى أن القوات الروسية على بعد عدة كيلومترات من المدينة من جميع الجوانب، وأن الضربات على البنية التحتية الرئيسية قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن أجزاء من المدينة. وقال إن منطقة سكنية مكتظة بالسكان على الضفة اليسرى للمدينة "دمرت بالكامل تقريبا".

وقال "لا يمكننا إحصاء عدد الضحايا هناك، لكننا نعتقد أن مئات الأشخاص على الأقل لقوا حتفهم. ولا يمكننا الدخول لاستعادة الجثث. والدي يعيش هناك، ولا أستطيع الوصول إليه، ولا أعرف إن كان حيا أم ميتا".

وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية إن أكثر من 2000 مدني قتلوا حتى الآن خلال الغزو الروسي، رغم أن بي بي سي لم تتمكن من التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل.

وقال زيلينسكي الأربعاء إن روسيا تحاول "محو" بلاده.

كيف يمكن لغزو روسي لأوكرانيا أن يمتد إلى أوروبا؟هل تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الغزو الروسي لأوكرانيا؟ما هي العقوبات المفروضة على روسيا؟Getty Images تضرر مكتب محافظ خاركيف في أعقاب هجوم صاروخي روسي الثلاثاء

وقالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إن قواتها تسيطر بشكل كامل على مدينة خيرسون، التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة، شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. وقالت السلطات المحلية إن خيرسون لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.

وقالت لاريسا بافلوفسكا، المسعفة البالغة من العمر 58 عاما في خيرسون، إن الجزء الذي تعيش فيه من المدينة كان هادئا يوم الأربعاء، لكن اشتعلت النيران في أجزاء أخرى بعد قصف مكثف ليلا و"قصف" بعض الأحياء السكنية.

وأضافت: "يقول السكان المحليون إنهم يستطيعون رؤية المركبات المدرعة الروسية وهي تتحرك في المدينة، كما يتحدث الناس عن 50 وحدة...لقد تم رصدها من قبل مبنى الإدارة الإقليمية للدولة".

وتظهر لقطات فيديو تحققت منها بي بي سي على ما يبدو القوات الروسية في وسط خيرسون.

التحقيق في جرائم الحرب

وتتصاعد الاتهامات لروسيا بارتكاب جرائم حرب، مع مطالبة من جانب الرئيس الأوكراني ومسؤولي الحكومة المحلية ومنظمة العفو الدولية بوجوب التحقيق في الهجمات.

وكانت روسيا قد نفت في السابق استهداف المناطق السكنية، لكن المحكمة الجنائية الدولية- التي تبحث في جرائم الحرب- تعتزم فتح تحقيق في الأمر.

ولا يزال المدعي العام في المحكمة الدولية كريم خان بحاجة إلى موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية من أجل مباشرة العمل، لكن في الوقت الراهن طلب من فريقه البدء في جمع الأدلة على الانتهاكات، كالهجمات على المدنيين.

وقال خان إن التحقيق سينظر في الجرائم المزعومة الناشئة عن القتال، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يعود تاريخ ارتكابها إلى الغزو الروسي الأول في 2014. لكن أي مواطنين روس يوجه إليهم الاتهام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو جرائم إبادة في أوكرانيا، سيتعين تسليمهم من قبل الكريملين للمثول للمحاكمة في لاهاي.

وفر أكثر من 600 ألف شخص من منازلهم في عموم أوكرانيا هرباً من القتال، بحسب الأمم المتحدة، وقتل أكثر من 130 شخصاً من المدنيين في أوكرانيا منذ الخميس، بينهم 13 طفلاً.

وكان وفدان من روسيا وأوكرانيا قد عقدا الاثنين محادثات عند الحدود البيلاروسية، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق غير الالتزام بالالتقاء مرة أخرى في الأيام القليلة المقبلة.

وتواجه روسيا مقاطعة دبلوماسية جديدةبانسحاب العشرات من مندوبي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة من ندوة حول حقوق الإنسان عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف مع بدء خطاب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر اتصال بالفيديو عن بعد.

وقدم لافروف في خطابه سلسلة طويلة من المظالم، بدءاً من المزاعم بقمع اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذوكسية، وانتهاء بالاتهامات لأوروبا بأنها منخرطة في ما وصفه بـ "جنون الخوف من روسيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف