الكاظمي لمواطنيه: لنصبُر بمواجهة التحديات ونبني العراق سويةً

ايلاف من لندن: دعا الكاظمي العراقيين الثلاثاء الى الصبر في مواجهة تحديات الفساد والخدمات وارتفاع الاسعار .. فيما دعت الامم المتحدة الى توسيع المشاركة السياسية للعراقيات.

ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي احياه العراق فقد زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي معمل السجّاد اليدوي في الكاظمية ببغداد حيث التقى العاملات فيه قائلا "نزوركن اليوم لنكون معكن في يومكن، يوم المرأة العالمي".

تجارب مفرحة وأخرى مؤلمة

وخاطب الكاظمي العاملات بالقول "نفتخر بكن، بجهودكن وتضحياتكن وتفانيكن وإخلاصكن للقضايا الخاصّة والعامة فلكل واحدةٍ منكن قصة أو تجربة قد تكون مفرحة وقد تكون مؤلمة، لكن المشترك في كل التجارب هو أمر كبير جداً يا أخواتي وسيداتي.. إن المشترك هو العراق وأنتنّ".
وأكد بالقول "ادرك ان العراق في قلوبكن وضمائركن، ونحن نمرّ بتحديات كبيرة، والسبب هو الفساد وسوء الإدارة لكن لنتذكر أن البناء يستغرق سنوات إلّا أن الخراب يأتي بلحظات".

الكاظمي متفقدا الثلاثاء 8 آذار مارس 2022 لمناسبة اليوم العالمي للمرأة أوضاع العاملات بمعمل السجاد في بغداد (مكتبه)

الصبر إزاء التحديات

وشدد على الحاجة لبناء العراق سويةً "وأن نكون صبورين إزاء التحديات اليومية، التحديات بشأن الأسعار أو الخدمات".
وأشار الكاظمي الى ان حكومته "جاءت في ظروف صعبة ومعقدة جداً، وسجلنا فيها نقاط نجاح مهمة". وقال للعاملات "كلّ واحدة منكن حملت العراق في قلبها، وحملت قضيّة المرأة عالياً وكافحت لأجلها. نتعلّم منكنّ، من كفاحكن ونضالكن في سبيل حبّ الوطن والإنسان والعائلة والمجتمع. نتعلّم منكنّ الكفاح بصمت وبجدّ، والعمل بإخلاص وتفانٍ، وأن نتحمل المسؤولية ولا نتعب".
وأضاف "المرأة العراقية العاملة هنا، وعلى امتداد عراقنا الغالي هناك الملايين مثلكنّ، ماذا نقول لهن؟ إننا صدقاً نخجل أمامكن.. أنتنّ العاملات هنا، وأمام الأمهات والأخوات في بيوتكنّ.. أنتنّ ركن يُلجأ إليه، وأنتنّ الدافع للجميع من أجل العمل والتقدم وبناء الوطن والإنسان والمجتمع".

آمال وتطلعات العاملات

وقال الكاظمي للعاملات "نتاجكن هنا أكثر من رائع ويدعو للفخر والاعتزاز.. عاشت أيدكن وعشتن.. وسنبقى نفتخر بالمرأة العراقية ومنجزاتها، ونأمل أن نكون على قدر آمالكن وتطلعاتكن. والسلام عليكن في عيدكن البهي".
يشار الى ان العراق عرف منذ القدم بتميزه في صناعة السجاد اليدوي التي مرت عبر العصور بمراحل تطور مختلفة لتصبح صناعة معترف بها رسميا حيث تأسست في بغداد عام 1993 الدار العراقية للسجاد كمؤسسة تابعة الى وزارة الصناعة والمعادن ثم تحولت بعدها الى منشأة عامة في عام 1997 لتستقر في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية كشركة عامة للسجاد اليدوي .

توسيع المشاركة السياسية للنساء

وفي اليوم العالمي للمرأة فقد دعت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" الى توسيع المشاركة السياسية للعراقيات بعد ان حققن تقدما بارزا في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.
وقالت العثة في تقرير لها تابعته "ايلاف" أن "المرشحات العراقيات كن قادرات على التقدم بمفردهن والفوز بمقاعد نيابية بما يفوق الكوتا الخاصة بهنّ والبالغة 25 بالمائة من عدد النواب البالغ 329 نائبا على الرغم من عقباتٍ مثل الصور النمطية الجنسانية والتحديات الأمنية وعدم كفاية الدعم السياسي ومحدودية الخبرة في الحملات الانتخابية لبعض المرشحات.
واعتبرت البعثة أداء المرأة العراقية في انتخابات تشرين الأول اكتوبر العام الماضي "تحسّناً كبيراً مقارنةً بانتخاباتِ عام 2018 حيث بلغت نسبة تمثيلها 29 في المئة بعد أن كانت 25 في المئة".

وأشارت الى ان فوز 57 امرأة في 16 محافظة من أصل 95 مرشحة فائزة من خارج الكوتا يظهر قدرة النساء العراقيات على الفوز بالاعتماد كلياً على مؤهلاتهن".
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية إنغيبيورغ سولرون غيشلادوتير "لقد أثبتت النساء العراقيات أنه إذا ما أتيحت لهنّ الفرصة لدخول السياسة فإنهن يتفوقن. وشددت على ضرورة أخذ المرأة المكانة التي تستحقها في السياسة وفي جميع عمليات صنع القرار في المجتمع وأن يترجم الأداء النموذجي للمرأة في انتخابات تشرين الأول إلى تقدم في مجالات أُخرى".

وأوصت البعثة بإجراءات لتحقيق التزام العراق بالمعايير الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والتي هو طرف فيها من أجل إنهاء التمييز القائم على النوع الاجتماعي في السياسة وخلق بيئة مواتية أكثر للمشاركة السياسية للمرأة وتمثيلها انتخابياً.
كما دعت الى دعم مالي للمرشحات في الانتخابات وتنفيذ برامج التدريب المصممة للمرشحات وتدقيق منظور النوع الاجتماعي ضمن الأحزاب السياسية والتوظيف المستهدف، وبرامج التوعية والمزيد من الأمن.

وشددت العثة الاممية على ضرورة أن تكون الانتخابات المستقبلية أكثر استجابةً لمنظور النوع الاجتماعي وقيام المفوضية العليا للانتخابات بمكافأة الأحزاب السياسية التي تعزز المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء وإصدار تشريعات للتصدي للعنف ضد المرأة في السياسة بالإضافة إلى مواصلة جهود بناء القدرات للمرأة العراقية التي تطمح في الترشح للمناصب.