اقتصاد

تجاوز سعر برميل خام برنت 115 دولاراً

السعودية تحذر من "تهديد" هجمات الحوثيين لإمدادات النفط العالمية

السعودية لن تتحمل مسؤولية النقص في إمدادات البترول العالمية في ظل هجمات الحوثيين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: حذّرت السعودية أكبر مصدّر للبترول في العالم الإثنين من أنّ هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن التي تستهدف منشآتها النفطية تشكّل "تهديدا" لإمدادات النفط في الأسواق العالمية، فيما بلغ سعر برميل خام برنت أكثر من 115 دولارا.

ويأتي تحذير المملكة الخليجية غداة إعلانها عن تسبّب هجوم شنّه الحوثيون على جنوب السعودية بخفض انتاج مصفاة نفط تابعة لشركة أرامكو بعد هجمات متعددة استهدفت منشآتها النفطية ليل السبت الأحد، في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنّ "السعودية تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".

واعتبر أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية".

أقفل برميل خام برنت بحر الشمال تسليم أيار/مايو على ارتفاع قوي الاثنين بلغت نسبته 7,12 % مسجلا 115,62 دولارا وهو أعلى مستوى له منذ عشرة أيام بدفع من إمكان فرض حظر أوروبي على البترول الروسي.

أما برميل غرب تكساس الوسيط الأميركي المرجعي تسليم نيسان/أبريل فقد أقفل على ارتفاع نسبته 7,08 % مسجلا 112,12 دولارا ليتجاوز عتبة 110 دولارات للمرة الأولى منذ أسبوعين تقريبا.

وحضّ المصدر السعودي المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها".

وفي بروكسل، دان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي "بشدة هجوم أنصار الله (الحوثية) بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية الأحد".

واعتبر في بيان أنّ"مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف".

وحضّ الاتحاد الأوروبي "جميع أطراف النزاع في اليمن على المشاركة بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل"، مشيرا إلى أنه "يبقى هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه الحرب".

وشنّ المتمردون الحوثيون هجمات متعددة بطائرات مسيّرة استهدفت محطة توزيع منتجات بترولية في جنوب المملكة مساء السبت ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في ينبع في غرب المملكة فجر الأحد، ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو في جدة في غرب السعودية مساء الأحد.

وأدّى الهجوم على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) في غرب المملكة إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية الأحد.

وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون" من دون أنّ تحدّد كمية الانتاج التي تسبب الهجوم في توقفها، علما أنّ طاقة المصفاة التكريرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا.

ويشنّ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على المنشآت النفطية ومرافق البنى التحتية في السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014.

وأدت الحرب إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الامم المتحدة.

والسعودية أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وتقود مع روسيا تحالف "اوبك بلاس" الذي يضم مجموعة البلدان المصدرة ودولا من خارجها ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق. وقد رفضت ضغوطات أميركية لزيادة الانتاج بهدف خفض الأسعار.

والقرار السعودي نابع من رغبة المملكة في المحافظة على التحالف النفطي مع روسيا، لكنه يعود أيضا إلى خلافات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خصوصا مع رفض واشنطن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف