أخبار

حظر تجوّل في كييف

قنبلتان "خارقتان" على ماريوبول

الدخان متصاعد من مدينة كييف بعد سقوط قنبلتين روسيتين حارقتين فيها
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كييف: في اليوم السابع والعشرين للنزاع في أوكرانيا، أسقطت قنبلتان "خارقتان" على ماريوبول الثلاثاء، بحسب السلطات المحلية لهذه المدينة الساحلية التي ترزح تحت وطأة القصف الروسي ويُحاصر 200 ألف من سكانها فيما يختبئ سكان كييف الذين يخضعون لحظر تجوّل، في منازلهم.

ليلاً، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة أنه منفتح على "محاولة معالجة كل ما يزعج روسيا ويثير استياءها" مع نظيره فلاديمير بوتين "لوقف الحرب"، إذا وافق الأخير على التفاوض مباشرة معه.

ميدانيًا، استمر القصف على مدن عدة مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف وتشرنيهيف...

في الجنوب، أشارت بلدية ماريوبول إلى أن المدينة تعرضت للقصف الثلاثاء ب"قنبلتين خارقتين" دون تقديم تفاصيل حول حصيلة للقتلى أو الجرحى. وبحسب مجلس المدينة، فإن "المحتلين غير آبهين بالمدينة ...، يريدون تسويتها بالأرض".

وتحدث سكان فرّوا من المدينة المدمّرة لمنظمة هيومن رايتس ووتش عن "جحيم بارد وشوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة ... وآلاف الأشخاص المقطوعين عن العالم في مدينة محاصرة"، يختبئون في طوابق سفلية بدون مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا وسائل تواصل.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إرينا فيريشتشوك إنه يُفترض فتح ثلاثة ممرات إنسانية الثلاثاء بين ثلاث مدن قريبة من ماريوبول ومدينة زابوريجيا على مسافة 250 كيلومترا نحو الجهة الشمالية الشرقية.

ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن مساعد رئيس بلدية ماريوبول بترو أندريوشتشينكو أن أكثر من مئتي ألف شخص لا يزالون داخل المدينة. وقال إن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قُتلوا فيها منذ بدء المعارك، لكن الحصيلة المؤكدة ما زالت مجهولة.

تقع ماريوبول حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية، بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية (شرق) وتتعرض لقصف روسي منذ أسابيع. ورفضت الحكومة الأوكرانية إنذارا وجهته موسكو من أجل استسلام المدينة التي دخلت إليها دبابات روسية وتتواصل المعارك فيها.

وعرض وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس تسليم مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا شخصيا، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، إذا سمحت الجهات المتحاربة بذلك.

في كييف التي تخضع لحظر تجول جديد حتى الأربعاء، سمعت أصوات القصف والتفجيرات على فترات منتظمة طوال اليوم في العاصمة شبه المهجورة.

وقتل شخص على الأقل الثلاثاء في قصف مبنى الأكاديمية الوطنية للعلوم في شمال غرب المدينة بحسب وكالة فرانس برس. كذلك، أعلن عنصر من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مقتل ثلاثة أشخاص بقصف طائرات مسيّرة روسية.

وقال ماكسيم كوستيتسكي، وهو محام متطوع يبلغ 29 عاما "لا نعرف ما إذا كان الروس سيواصلون جهودهم لتطويق المدينة، لكننا أكثر ثقة، الروح المعنوية مرتفعة".

من جهته، قال حاكم المنطقة أولكسندر بافليوك إن القصف كان كثيفا الثلاثاء في العديد من المناطق المحيطة بالعاصمة، وكان القتال مستمرا في إيربين وغوستوميل، على مشارف كييف.

وتعرضت العاصمة لضربة روسية قوية مساء الأحد هي الأعنف حتى الآن استهدفت بحسب سكان ومسعفين مركزًا تجاريًا وأسفرت عن 8 قتلى.

وبحسب موسكو، فإن مركز ريتروفيل التجاري الضخم الذي كان "متوقفا عن العمل" كان يستخدم كمستودع أسلحة.

وأعلن الجيش الأوكراني على فيسبوك الثلاثاء أن الجيش الروسي الذي تكبد خسائر فادحة ويواجه مقاومة شرسة، "عزّز وجوده في المجال الجوي الأوكراني" الاثنين. وذكر أنه "إضافة إلى استخدام الطائرات المسيّرة، فإن العدو يستخدم قاذفات قنابل وطائرات هجومية وقتالية وصواريخ بالستية وصواريخ كروز".

وأفادت مصادر في الاستخبارات الأميركية وفق ما نقلت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" عن أكثر من سبعة آلاف قتيل في صفوف الجيش الروسي منذ بدء الحرب.

وأكد البنتاغون أن الجيش الأوكراني ينفذ هجمات مضادة أتاحت في الجنوب خصوصاً استعادة سيطرته على أراض من القوات الروسية التي تواجه صعوبات في الاتصال.

وأكد جون كيربي لقناة "سي إن إن" أن الجيش الأوكراني بات "الآن، في بعض المواقف، في حالة هجوم" مؤكدا أنه "يطارد الروس ويدفعهم إلى الخروج من المناطق التي كانوا موجودين فيها".

في الأثناء، تعمل الحكومة الروسية على تعزيز ترسانتها القانونية على كل الأصعدة لمنع أي انتقاد للسلطة. فقد أقرّ النواب الروس الثلاثاء قانونا ينصّ على فرض عقوبات قاسية على من ينشر "أخبارا مضللة" بشأن العمليات التي تجري في الخارج، وهو ما يشكل أداة قمع جديدة للتحكم بالمعلومات المتصلة بالهجوم على أوكرانيا.

وفتح الثلاثاء أول تحقيق جنائي ضد صحافي بتهمة نشر "معلومات كاذبة" عن عمليات الجيش الروسي في أوكرانيا.

في شمال شرق البلاد، أكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني الثلاثاء أن قرابة 300 جندي روسي انشقوا قرب أوختيركا في منطقة سومي.

في دونباس (شرق) التي تنشط فيها حركة انفصالية موالية لروسيا منذ 2014، قُتل 124 مدنيًا على الأقل في منطقة لوغانسك، وفق ما أفادت الإدارة المحلية على فيسبوك.

وتحدثت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء عن سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا على عشرات البلدات في دونباس.

واستهدف هجوم روسي مساء الاثنين مدينة أفدييفكا المحاذية لدونيتسك ما أسفر عن خمسة قتلى و19 جريحًا، وفق ما أفادت ليودميلا دينيسوفا المكلّفة شؤون حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني.

وفي ليسيتشانسك على مسافة 150 كيلومترا شمال شرق دونيتسك، تسببت غارة أخرى للجيش الروسي في مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام بثت ليل الاثنين الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني لأول مرة إنه منفتح على مناقشة مسألة دونباس والقرم مشيرا الى ان أوكرانيا "ستدمر" قبل الاستسلام.

إلا أن الكرملين اعتبر الثلاثاء أن المحادثات الجارية مع كييف ليست "جوهرية" بشكل كاف. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "هناك عملية ما تجري. نريد أن نرى (محادثات) أكثر نشاطا، وجوهرية بدرجة أكبر".

فر أكثر من 3,5 ملايين شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، من أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير بحسب الأمم المتحدة.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء روسيا إلى إنهاء هجومها على أوكرانيا فيما يتعين على الجمعية العامة التصويت هذا الأسبوع على قرار يدين موسكو لغزوها. وقال إنها حرب "عبثية" و"لا يمكن الفوز فيها".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الاثنين إن فلاديمير بوتين "يخطط لاستخدام" أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تشهد نهاية الأسبوع حركة دبلوماسية مكثفة إذ يشارك بايدن الخميس في بروكسل في قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي واجتماع لمجموعة السبع وقمة للاتحاد الأوروبي قبل أن يزور الجمعة والسبت بولندا، الدولة التي تستقبل أكثر من نصف اللاجئين الأوكرانيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف