الرئيس الحالي يطرح نفسه "ضامناً للاستقرار"
الصرب يدلون بأصواتهم الأحد في ظل الحرب في أوكرانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بلغراد: يدلي الصرب بأصواتهم الأحد في انتخابات يأمل من خلالها الرئيس الشعبوي ألسكندر فوتشيتش تمديد حكمه المتواصل منذ عشر سنوات طارحاً نفسه ضامناً للاستقرار في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وسيختار الناخبون رئيساً و250 نائباً في البرلمان إلى جانب انتخابات في عدد من البلديات.
وتفيد نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب التقدم الصربي (وسط يمين) بزعامة فوتشيتش، سيؤكد هيمنته على البرلمان فيما الرئيس هو الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة.
غير أن بدء الحرب في أوكرانيا في نهاية شباط/فبراير غيرت مسار الحملة في حين توقع مراقبون في وقت سابق أن يكون التركيز على مواضيع مثل البيئة والفساد والحقوق.
واستغل فوتشيتش غزو أوكرانيا لمصلحته مثيراً الهواجس إزاء احتمالات حدوث عدم استقرار ومقدماً في الوقت نفسه ضمانات بأنه وحده قادر على الحؤول دون وقوع بلاده في أزمة مماثلة.
ورفع في منتصف الحملة شعاراً جديداً هو "سلام. استقرار. فوتشيتش".
وقال في تجمع انتخابي "هذه الأزمات ضربت اقتصادات أقوى بكثير من اقتصادنا إلا أننا نتمتع باستقرار تام ونواجه التحديات بنجاح" واعداً بمتوسط أجور قدره ألف يورو في مقابل 600 راهناً.
هواجس وعدم يقين
وفي بلد كان يعد منبوذاً في مرحلة ما، لا تزال ذكرى الحروب الدامية في تسعينات القرن الماضي خلال تفكك يوغوسلافيا والعقوبات الاقتصادية ماثلة في أذهان كثيرين.
ويقول زوران ستويليكوفيتش، المسؤول النقابي واستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد إنه في الزمن الصعب يفضل الناس زعيماً يعدهم بالاستقرار بدلاً من المجازفة بالتغيير.
ويوضح لوكالة فرانس برس "الأزمات الكبيرة، أقله في المدى القريب، تصب دائماً في مصلحة من هم في السلطة. إنها تولد عدم اليقين والهواجس وتوقعات أن النظام سيضمن أدنى مستويات الأمن على الأقل".
وقبل أشهر قليلة فقط بدت المعارضة وكأنها تتمتع بالزخم في هذا البلد البالغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة.
ففي كانون الثاني/يناير تراجع فوتشيتش عن مشروع لتعدين الليثيوم أثار الجدل، في أعقاب تظاهرات عارمة في أنحاء البلاد نزل خلالها الآلاف إلى الشارع. وكان ذلك بمثابة هزيمة غير عادية لفوتشيتش الذي نادراً ما اضطر للتراجع عن قرارات طيلة فترة توليه السلطة.
وفيما لا يزال يعد الأوفر حظاً وفق الاستطلاعات، تأمل المعارضة في نسبة مشاركة كبيرة في الاقتراع تحتم إجراء دورة ثانية.
وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن المنافس الرئيسي لفوتشيتش سيكون قائد الجيش السابق زدرافكو بونوش، الجنرال المتقاعد الذي جاء ترشحه مفاجئاً والمدعوم من معسكر المعارضة المؤيد للاتحاد الأوروبي.
وقال بونوش لوكالة فرانس برس "المسألة لا تتعلق بما إذا كانت المعارضة ستكسب بضعة مقاعد إضافية، ولكن بما إذا كانت صربيا ستكون موجودة كبلد ديموقراطي وأوروبي إذا بقي (فوتشيتش) في السلطة للسنوات الخمس المقبلة".
غير أن المحللين لا يرون فرصة تذكر أمام المعارضة لإزاحة فوتشيتش.
تضرر المعارضة
ويقول رئيس المرصد المستقل للانتخابات CESID بويان كلاتشار لوكالة فرانس برس "ليست صدفة" أن يتبنى الحزب الحاكم خطاباً جديداً لأن الحرب "غيرت أولويات الناخبين".
ويضيف "بتغيّر نقطة التركيز الرئيسية للحملة، تضررت المعارضة أكثر مقارنة بالحزب الحاكم" و"يبدو أنهم لم يكونوا جاهزين للتكيف مع الظروف الجديدة".
ولا تزال صربيا بعيدة في مواقفها عن أوروبا إذ تدعم شرائح كبيرة من السكان الغزو الروسي لأوكرانيا.
وامتنعت نسبة كبيرة من المعارضة عن انتقاد الموقف الحكومي إزاء النزاع، وفق ستويليكوفيتش، ما سمح لفوتشيتش بالتحكم بالخطاب.
ويخوض فوتشيتش الانتخابات مع نقاط أخرى لصالحه.
فخلال حكمه الطويل، أحكم قبضته على آليات السلطة في صربيا ومن بينها السيطرة الفعلية على المؤسسات وغالبية وسائل الإعلام.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش وينتظر صدور النتائج غير الرسمية مساء.