أخبار

تعزّز مواقعها في الشرق بانتظار هجوم روسي وشيك.

أوكرانيا تستعدّ لسقوط ماريوبول ولهجوم روسي على الشرق

يدان في مقبرة جماعية في بوتشا قرب كييف في 9 أبريل 2022
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراماتورسك (أوكرانيا): أعلنت القوات الأوكرانية الاثنين أنها تستعدّ لسقوط ماريوبول، الميناء الاستراتيجي المدمّر الواقع في جنوب شرق البلاد والذي يحاصره الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يومًا، في حين تعزّز مواقعها في الشرق بانتظار هجوم روسي وشيك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك "بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبا جدا".

على الصعيد الدبلوماسي، يزور المستشار النمسوي كارل نيهامر موسكو ليكون بذلك أول زعيم دولة غربية يقدم على هذه الخطوة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ويُتوقع أن يحاول خلال النهار التفاهم على إقامة ممرات إنسانية، في وقت يناقش الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ فرض حزمة سادسة من العقوبات.

وأكد موتوزيانيك "نتوقع حصول معارك كثيفة في هذه الأراضي (الشرق) في مستقبل قريب"، مضيفًا "لا يمكننا توقع متى سيحصل ذلك (بالتحديد)، هذه معلومات من مصادر غربية". وتابع أن "الجيش الأوكراني مستعدّ".

وكتب الفوج السادس والثلاثون في البحرية الوطنية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على فيسبوك الاثنين "اليوم ستكون على الأرجح المعركة الأخيرة" في ماريوبول "لأن ذخائرنا تنفد".

منذ أسابيع، يحاصر الروس مدينة ماريوبول التي ستتيح السيطرة عليها تعزيز مكاسبهم الميدانية على طول ساحل بحر آزوف، عبر ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إليها عام 2014.

وتابع الفوج متوجها إلى الأوكرانيين "سيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر. لا نعلم ما الذي سيحصل لكننا نطلب منكم حقا أن تتذكرونا بكلمة طيبة".

وجاء في البيان أيضًا "طوال أكثر من شهر، حاربنا بدون إمدادات جديدة بالذخائر، بدون طعام ولا ماء ... (بذلنا) ما هو ممكن وغير ممكن".. ولفت البيان إلى أن نحو نصف عناصر هذا الفوج مصاب بجروح.

ومساء الأحد، قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسيي أريستوفيتش في مقطع فيديو نُشر على منصة يوتيوب، "بات الآن مستحيلًا كسر حصار ماريوبول بالوسائل العسكرية".

وأضاف "أنا أول من تجرّأ على القول والآن أكرر، إنه لا يمكن تحرير ماريوبول بالوسائل العسكرية. القوات (الأوكرانية) لن تدخلها". وأكد أنه "ليس لدينا ما يكفي من القوة والوسائل الآن" مضيفًا أن "أعمالا إنسانية وسياسية" لا تزال تُجرى فيها.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية عبر الفيديو، أنها "كانت مدينة تعد نصف مليون نسمة ... الروس دمروا ماريوبول بالكامل"، وقال إنه يخشى أن يكون قد قُتل فيها "عشرات آلاف الأشخاص".

وأضاف "كانت مدينة تعدّ نصف مليون نسمة. حاصرها المحتلّون ولم يسمحوا حتى بتوصيل المياه والطعام إليها. لقد حوّلها الروس (...) إلى رماد".

واتّهم روسيا بالرغبة في جعل من هذه المدينة "مثالًا"، داعيًا كوريا الجنوبية إلى مساعدة بلاده عبر تزويدها بالمعدّات العسكرية "من الطائرات إلى الدبابات".

وواصلت القوات الأوكرانية في نهاية الأسبوع الماضي تعزيز مواقعها في الشرق، حول دونباس وفي هذه المنطقة، التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.

وبعدما عدلت خططها وسحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا أولويتها السيطرة الكاملة على منطقة دونباس.

يرى محللون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصارا في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في 9 أيار/مايو بمناسبة ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية.

وحذّر زيلينسكي مساء الأحد من أن "الأسبوع المقبل... ستنتقل القوات الروسية إلى عمليات أكبر في شرق بلادنا".

من جانبه، توقع حاكم منطقة لوغانسك في دونباس سيرغيي غايداي عبر فيسبوك أن "تستمر المعركة للسيطرة على دونباس أياما عدة وخلال تلك الأيام قد تتعرض مدننا لدمار كامل"، داعيًا المدنيين إلى إخلاء المدينة عبر الممرات الإنسانية الخمسة المحددة لذلك. وحذر من أن "يتكرر سيناريو ماريوبول في منطقة لوغانسك".

من جهتها اتهمت وزارة الدفاع الروسية الأحد الأوكرانيين والغربيين بارتكاب استفزازات "مريعة ولا رحمة فيها" وعمليات قتل مدنيين في لوغانسك.

وأسفرت ضربة صاروخية أمام محطة كراماتورسك في شرق أوكرانيا الجمعة عن سقوط 57 قتيلا بينهم خمسة اطفال على الأقل.

وفي حين يسعى السكان إلى الفرار من مناطق شرق أوكرانيا هربا من المعركة المتوقعة، تواصلت الضربات الجوية وعمليات القصف وأوقعت الأحد ما لا يقل عن 11 قتيلًا بينهم سبعة أطفال، و14 جريحًا في خاركيف (شرق)، ثاني مدن البلاد، وفي ضاحيتها، وفق ما أفادت السلطات المحلية.

دبلوماسيًا، بدأ اجتماع مغلق بعد ظهر الاثنين بين الرئيس الروسي والمستشار النمسوي في موسكو، وفق ما أفاد متحدث باسم المستشارية لوكالة فرانس برس. وقال المتحدث "هما مجتمعان حاليًا في مقرّ إقامة بوتين" في موسكو.

وصرّح وزير الخارجية النمسوي ألكسندر شالنبرغ صباحًا قبل اجتماع مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، "علينا اغتنام كل الفرص لإنهاء الجحيم الإنساني في أوكرانيا".

وأوضح شالنبرغ أن نيهامر "ليس لديه تفويض اوروبي" وهو يزور موسكو "بمبادرة شخصية" كما أنه سيطلب من بوتين إقامة "ممرات إنسانية". وأضاف "نريد أن تتمكن المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بعملها".

وختم بالقول إن "أي صوت يجعل الرئيس بوتين يفهم ما هو الواقع خارج جدران الكرملين، ليس صوتًا مفقودًا". إلا أنه أقرّ بأن "أحدًا لا ينتظر معجزةً".

وسبق أن أشار نيهامر الأحد إلى أنه ينوي التطرق في الكرملين إلى "جرائم الحرب" في بوتشا الواقعة شمال غرب كييف وقد أصبحت رمزًا لفظائع الحرب في اوكرانيا.

وقد عُثر فيها بعد انسحاب القوات الروسية منها على نحو 300 جثة في مقابر جماعية وفق حصيلة اصدرتها في الثاني من نيسان/أبريل السلطات الأوكرانية التي تتهم الروسي بارتكاب مجازر وهو ما تنفيه موسكو بشكل قاطع مندّدًا بـ"تلاعب".

في لوكسمبورغ، يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع الاثنين دفعة سادسة من العقوبات على موسكو لكنها لن تشمل واردات النفط والغاز.

وعبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن نيته الاثنين اطلاق النقاش حول فرض حظر نفطي "لكن ليس هناك اقتراح رسمي مطروح" على ما أفاد موظف أوروبي كبير.

دعا زيلينسكي الدول الغربية إلى أن "تحذو حذو بريطانيا" التي أجرى رئيس وزرائها بوريس جونسون زيارة مفاجئة إلى أوكرانيا السبت، وأن تفرض "حظرًا كاملًا على المحروقات الروسية".

وانضمّت مجموعة "سوسييتيه جنرال" الفرنسية الاثنين إلى لائحة الشركات الغربية التي أعلنت وقف عملياتها في روسيا منذ عزو هذه الأخيرة لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

بعد بضع ساعات، أعلنت شركة إريكسون السويدية للاتصالات تعليق نشاطاتها إلى أجل غير مسمى في روسيا حيث تزود اثنين من كبار مشغلي شبكات الهاتف المحمول. وتمثل روسيا وأوكرانيا ما لا يقل عن 2% من إيرادات المجموعة.

وفي المناطق المحيطة بكييف حيث انتشر الجيش الروسي على مدى أسابيع عدة، تتواصل عمليات البحث عن جثث.

وأوضحت المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا لمحطة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية الأحد "لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها".

ولم تحدد ما إذا كانت الجثث التي عثر عليها تعود حصرا لمدنيين لكنها أشارت إلى فتح 5600 تحقيق في جرائم حرب منذ بدء الغزو الروسي.

وندّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأحد في مقابلة مع محطة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية بالفظائع التي يرتكبها الروس إلا أنه أعرب عن استعداده للتفاوض مع موسكو، إذا كان ذلك " يساعد على تجنب مجزرة واحدة على الأقل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف