أخبار

الطابع المسيحي للمدينة المقدسة مهدد

كنائس القدس تحتج على الاستيطان الإسرائيلي

كنيسة القيامة في القدس خلال عيد أرثوذكسي في الأول من مايو 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: تهاجم الكنائس "المتطرفين" اليهود الذين يستوطنون في الحي المسيحي في القدي ويهددون توازنا طائفيا هشا فيها، مؤكدة أن "الطابع المسيحي" للمدينة المقدسة "مهدد".

ويقول بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث صراحة في مقابلة مع وكالة فرانس برس في البلدة القديمة في القدس إن هؤلاء المستوطنون الإسرائيليون عازمون على "تخليص الأرض المقدسة من الدنس"، اي المسيحيين في نظرهم.

والبلدة القديمة مقسمة إلى أربعة أحياء تاريخية (حي المسيحي وحي يهودي وحي مسلم وحي ارمني).

وتخوض الكنيسة الارثودوكسية معركة قضائية عمرها 17 عاما اتخذت منحى جديدا في 27 آذار/مارس عندما دخل المستوطنون فندق البتراء الذي يديره الفلسطينيون عند باب الخليل احد بوابات القدس الشرقية للبلدة القديمة ويؤدي إلى الحي المسيحي.

ونددت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية "باقتحام" الفندق من قبل مستوطنين من منظمة عطيرت كوهانيم الاستيطانية المتطرفة التي تهدف وتعمل على "تهويد" مدينة القدس الشرقية المحتلة وخصوصا البلدة القديمة، عبر شراء عقارات بطريقة غامضة او ملتوية في كثير من الأحيان، معتبرين أنه لم تتم تسوية النزاع القضائي بعد.

وكانت الكنيسة ادعت على عطيرت كوهانيم أمام القضاء في 2005 بعد بيع ثلاثة عقارات بينها الفندق. وتقول الكنيسة إنهم حصلوا عليه بدون إذن منها وألقت باللوم على محام قالت إنه محتال أساء استغلال صلاحياته "لسرقة البطريركية".

يقول البطريرك ثيوفيلوس الثالث إنه يحظى بدعم دولة إسرائيل التي "وعدته" بالتصرف حتى يغادر المستوطنون المكان.

ولكن مر أكثر من أسبوعين وما زال المستوطنون هناك. لذلك يأسف الزعيم الديني للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية لأن الحكومة الإسرائيلية "لا يبدو أن لديها القوة أو الإرادة" لإحباط مخططات هؤلاء "المتطرفين" اليهود الذين" يهددون "الطابع المسيحي للقدس".

تؤكد حاجيت عفران من منظمة السلام الان المناهضة للاستيطان الإسرائيلي أنه إذا نجح المستوطنون في الاستيلاء بشكل قانوني على الممتلكات الثلاثة للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، فسيكون بمقدورهم توطين مئات الأشخاص هناك "ما سيغير تماما طبيعة الحي المسيحي" .

وأصبح الاستيلاء على هذه العقارات رمزا للاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبر غير شرعي بموجب القانون الدولي.

ومع زيادة وتيرة الاستيطان في القدس وكذلك أعمال التخريب أو الهجمات ضد المسيحيين رفعت الكنائسصوتها. لأن المدينة القديمة ليست الوحيدة الهدف.

ففي مكان قريب من البلدة القديمة على جبل الزيتون حيث يقع عدد كبير من الكنائس البارزة، تخطط إسرائيل لمشروع غير مسبوق لتوسيع حديقة قد يطال أراضي مملوكة للكنيسة ومواقع مقدسة مسيحية في القدس الشرقية.

واثار ذلك معارضة قادة الطوائف المسيحية الثلاثة المعنية (الروم الأرثوذكس والأرمن والفرنسيسكان).

وقد كتبوا رسالة تعبر عن غضبهم إلى السلطات في شباط/فبراير. وقالوا "في السنوات الأخيرة لم يسعنا إلا الشعور بأن كيانات مختلفة هدفها الوحيد الظاهر هو مصادرة وتأميم أحد أقدس المواقع المسيحية وتغيير طبيعته وتغيير أي سمة غير يهودية للمدينة المقدسة إن لم يكن القضاء عليها".

وأضافوا أنه "يعتقدون أن المشروع يخدم أيديولوجيا تحت غطاء حماية المساحات الخضراء" مشيرين بذلك الى جبل الزيتون الذي له مكانة خاصة لدى المسيحيين الذين يؤمنون بان أحداث جسيمة حدثت في حياة يسوع المسيح هناك.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي أثارت غضب اسرائيل تصريحات لكبير أساقفة كانتربري وزعيم الكنيسة الانغليكانية جاستن ويلبي الذي قال إن زيادة الهجمات وتخريب الأماكن المقدسة كان "محاولة منسقة" لطرد المسيحيين.

وانتقدت االخارجية الإسرائيلية الاتهامات وقالت"لا أساس لها من الصحة".

ترى حاجيت عفران أنه يمكن للحكومة أن تعمل بشكل أكبر لكنها تفعل الحد الأدنى، حتى "تحمي المستوطنين" من خلال قوات الشرطة التي لا تطردهم.

وتضيف حاجيت عفران أن إسرائيل "لن تطرد الكنائس لكنها تريد خلق بيئة يهودية مع جيوب مسيحية" وتعتبر اسرائيل القدس بأكملها و"غير القابلة للتقسيم" عاصمتها.

كما يأسف الأخ نيكوديموس شنابل الذي ينتمي إلى طائفة البينديكتيين على جبل صهيون قُرب الجُزء الجنوبي من السور المُحيط بالبلدة القديمة، لأن الدولة "تغلق أعينها".

وقد تعرضت كنيسته كنيسة نيّاحة العذراء أو "دير دورميتيون"، الذي أقيم في المكان الذي دخلت فيه مريم في سبات أبدي، حسب التقاليد المسيحية لأعمال تخريب نسبت إلى مستوطنين وتضاعفت في الأشهر الأخيرة.

وقال الأخ شنابل انه يجب عدم التقليل من شأن "كراهية المسيحيين" من قبل أقلية متطرفة في إسرائيل تشكل أساس الاسيطان.

واضاف "كم سيكون الأمر مملًا لو كانت القدس يهودية أو مسيحية أو مسلمة فقط!" قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيدي الفصح اليهودي والمسيحي ورمضان لدى الإسلام في وقت واحد، في حدث نادر.

ويعيش حوالي 300 مستوطن في الحي المسيحي من البلدة القديمة الواقعة في القدس الشرقية ،المدينة الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في 1967.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف