بعد غارات شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على غزة
تجدد الصدامات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: تجدّدت الصدامات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة صباح الخميس بعيد ساعات على غارات شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على غزة ردّاً على صواريخ أطلقت من القطاع على جنوب الدولة العبرية، في تصعيد غير مسبوق منذ أشهر.
وفجر الخميس أُطلقت أربعة صواريخ من غزة على جنوب الدولة العبرية إثر شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارات على القطاع الفلسطيني ردّاً على صاروخ أطلق من القطاع ليل الأربعاء وسقط في حديقة منزل في بلدة سديروت.
غارات
ولم يسفر القصف من غزة ولا الغارات الإسرائيلية عن سقوط إصابات بشرية، بحسب ما أفادت السلطات الإسرائيلية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان في القطاع ومصدر أمي فلسطيني وكالة فرانس برس أنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت بعيد منتصف ليل الأربعاء الخميس مواقع عسكرية لحركة حماس في جنوب شرق مدينة غزة وفي وسط القطاع.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت موقعاً عسكرياً وأنفاقا "تحتوي على مواد كيميائية أولية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ".
وإثر هذه الغارات، أُطلقت أربعة صواريخ من القطاع المحاصر باتجاه الدولة العبرية نجحت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" في اعتراضها كلّها، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ويأتي تبادل إطلاق النار هذا، وهو الثاني هذا الأسبوع والأعنف منذ انتهاء الحرب الخاطفة بين إسرائيل وحماس في أيار/مايو 2021، وسط توترات لا تنفكّ تشتدّ حدّتها منذ أيام بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.
وأشعلت شرارة هذه التوترات "زيارات" يقوم بها يهود، بينهم مستوطنون، لباحات المسجد الأقصى تتمّ في أوقات محدّدة وضمن شروط.
ويعتبر الفلسطينيون الذين يتوافدون بكثافة لأداء الصلوات في المسجد خلال شهر رمضان "زيارات" اليهود للموقع الذي يطلقون عليه "جبل الهيكل" عمليات "اقتحام".
وتترافق زيارات اليهود هذه بحماية أمنية مشدّدة فيما تم تقييد وصول الفلسطينيين إلى الموقع خلال عطلة عيد الفصح اليهودي على نحو خاص.
وتزامن التصعيد مع عيد الفصح اليهودي وأعياد الفصح عند المسيحيين وصيام شهر رمضان لدى المسلمين، الامر الذي زاد المخاوف من تجدّد سيناريو العام الماضي حين تطوّرت تظاهرات وصدامات في محيط المسجد إلى تصعيد دامٍ مع قطاع غزة استمر 11 يوماً.
وقالت الشرطة الإسرائيلية صباح الخميس إنّ "عشرات من مثيري الشغب ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة من المسجد الأقصى" على عناصرها.
وأضافت في بيان أنّ "مجموعة صغيرة عنيفة تمنع المصلّين المسلمين من دخول المسجد وتضرّ بالمكان"، مشيرة إلى أنّها اعتقلت سبعة فلسطينيين من سكان القدس الشرقية للاشتباه بمشاركتهم في "حوادث عنف" شهدتها باحة الحرم القدسي الأربعاء.
والخميس قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ "اعتداءات قوات الإحتلال الإسرائيلي تتصاعد على المصلّين في الحرم القدسي الشريف وباحاته" إذ تحاول "إخراجهم بالقوة من بعض أجزائه، وبخاصة المسجد القبلي، باستخدام الرصاص المعدني المغلّف بالمطاط والهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع ورش غاز الفلفل في أماكن مغلقة".
وأكّد البيان أنّ هذه الممارسات "أدّت الى أصابة العشرات يومياً، حيث تعاملت الجمعية لوحدها مع 202 إصابة، بينها 6 مسعفين".
من جهته حذّر اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة، في بيان من أنّ "ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الاستراتيجية للصراع للواجهة"، معتبراً أنّ "ما يتمّ في الأقصى من عربدة سوف يقصّر من عمر المحتلّ".
وأضاف "كما ألحقنا الهزيمة بما يسمّى مسيرة الأعلام (الإسرائيلية) سوف نهزم سياسة الاقتحام، وما زلنا في بداية المعركة".
ومنعت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء مئات المتظاهرين اليهود القوميين من الاقتراب من باب العمود، المدخل الرئيسي للفلسطينيين المقدسيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك لتجنّب وقوع اشتباكات.
وكانت منظمات قومية يهودية متطرفة دعت إلى مسيرة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية "استفزازاً".
وفي عمّان، دان اجتماع وزاري عربي طارئ عُقد في العاصمة الأردنية الخميس لبحث التصعيد في القدس "الاعتدءات والانتهاكات" الإسرائيلية، مؤكّداً ضرورة احترام اسرائيل الوضع القائم والعودة الى ما كان عليه قبل عام 2000.
وشدّد الاجتماع الوزاري في بيان على وجوب أن تحترم إسرائيل "حقيقة أنّ المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، بمساحته 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية".
وفي إسرائيل التقى وزير الخارجية يائير لبيد الخميس كلاً من مساعدة وزير الخارجية الأميركي يائيل لامبرت والمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو.
وقال لبيد إثر اللقاء إنّ الدولة العبرية وإذ تدعو إلى التهدئة "ستحترم الوضع الراهن في الاقصى، لكنّها لن تقبل بإطلاق الصواريخ من غزة على دولة إسرائيل".
وأضاف أنّه ينبغي "على حماس والعالم بأسره أن يعرفا أنّ إسرائيل ستتصرّف وستفعل كلّ ما هو ضروري للدفاع عن أمن مواطنيها".
ويلتقي الدبلوماسيان الأميركيان مساء الخميس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة مسؤولين فلسطينيين للبحث وإياهم في "آخر التطورات والتصعيد الحاصل في القدس والحرم الشريف تحديدا"، بحسب تغريدة نشرها حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.