بعد اجتماع واشطن بـ40 دولة من حلفائها في ألمانيا
كوليبا يكشف نقل أسلحة من الناتو إلى القوات الأوكرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قاعدة رامشتين الجوية (ألمانيا): أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مستهل اجتماع أمني بمشاركة نحو 40 دولة في ألمانيا الثلاثاء لتعزيز قدرات كييف العسكرية، أن الولايات المتحدة عازمة على "بذل كل ما هو ممكن" في حين تبدو موسكو مصممة على استخدام سلاح تعليق شحنات الغاز.
وقررت مجموعة غازبروم الروسية تعليق شحناتها من الغاز إلى بلغاريا وبولندا اعتبارا من الأربعاء، كما أعلن هذان البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء، مؤكّدين استعدادهما لهذا السيناريو من خلال الحصول على كمية الغاز الناقصة من مصادر أخرى.
وقال أوستن في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين في غرب ألمانيا "أوكرانيا تعتقد بوضوح أنها قادرة على الانتصار وكذلك الجميع هنا". ويهدف الاجتماع إلى تسريع تزويد اوكرانيا عتادا عسكريا تطالب به كييف لصد الغزو الروسي الذي بوشر في 24 شباط/فبراير.
وأكد وزير الدفاع الأميركي الذي زار كييف الأحد مع وزير الخارجية انتوني بلينكن حيث التقيا الرئيس فولوديمير زيلينسكي "سنستمر في بذل كل ما هو ممكن لتلبية" طلبات اوكرانيا.
فاجأ الأوكرانيون العالم بأسره في آذار/مارس عندما صدوا هجوما روسيا على كييف لكنهم يواجهون عمليات قصف متواصلة وتقدما بطيئا للجيش الروسي في الشرق في منطقة دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على جزء منها منذ 2014، وفي جنوب البلاد. ويؤكد الروس نيتهم السيطرة على كامل هاتين المنطقتين.
نقل أسلحة
من جانبه، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على فيسبوك "أستطيع أن أقول شيئا واحد: الجيش الأوكراني سيكون لديه شيء يقاتل من أجله... لقد دخلنا مرحلة جديدة لم يكن أحد يفكر فيها قبل شهرين. تجري عملية نقل أسلحة إلى القوات الأوكرانية من حلف شمال الأطلسي وفقا لمعايير الناتو".
وبعدما تحفظت أولا عن تزويد أوكرانيا أسلحة هجومية، أقدمت الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا على هذه الخطوة. حتى المانيا أعلنت أنها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز غيبارد Guepard إلى كييف في ما يعد نقطة تحول رئيسية في السياسة الحذرة التي اتبعتها برلين حتى الآن في دعمها العسكري لأوكرانيا.
وأكدت الحكومة الهولندية من جانبها أن هولندا ستزود مدافع هاوتزر مدرّعة من طراز Panzerhaubitze 2000 لكييف.
وقال مايك جاكبسون الخبير المدني بالمدفعية إن الدول الغربية تريد السماح للأوكرانيين بالرد على عمليات القصف الروسية الطويلة المدى التي تهدف إلى حمل القوات الأوكرانية على التراجع لإرسال بعد ذلك الدبابات والجنود لاحتلال الأرض.
وقال اوستن الاثنين "نريد انهاك روسيا إلى درجة لا تتمكن فيها من الاقدام على خطوات مثل غزو أوكرانيا".
لكن على جبهة دونباس الوضع معقد و"على صعيد المعنويات الوضع ليس إيجابيا" على ما قالت إيرينا ريباكوفا المسؤولة الإعلامية في الكتيبة الأوكرانية 93 لوكالة فرانس برس.
وبحسب مستشار لوزير الداخلية الأوكراني فإن القوات الروسية تقصف الجسور والسكك الحديد لإبطاء شحنات الأسلحة الغربية.
من جانبه، أكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه نفذ ضربات صاروخية عالية الدقة على 32 هدفا عسكريا أوكرانيا بما فيها 20 منطقة تتركز فيها القوات والمعدات وأربعة مستودعات ذخيرة قرب بلدتي سلافيانسك ودروجكوفكا في منطقة دونيتسك.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر تلغرام الثلاثاء إنه في منطقتي دونباس وجنوب البلاد "ينفذ العدو ضربات على مواقع قواتنا على امتداد خط الجبهة بواسطة قذائف هاون ومدفعية وقاذفات صواريخ متعددة".
وفي الجنوب سقط قتيل وجريح بعدما أصاب صاروخان روسيان صباح الثلاثاء في مدينة زابوريجيا شركة لم تحدد طبيعتها على ما أفادت السلطات المحلية.
واستقبلت زابوريجيا التي تعد مركزا صناعيا كبيرا على نهر دنيبر في الأسابيع الأخيرة مدنيين اوكرانيين فروا من حصار ماريوبول ومدن أخرى تتعرض للقصف في دونباس. وتضم المنطقة أكبر محطة نووية في أوروبا.
وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء ان المدينة تستعد الآن لهجوم للقوات الروسية مصدره الساحل.
وتقع زابوريجيا على مقربة من أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا والتي تراقب وضعها عن كثب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وطمأن مديرها العام رافايل غروسي الثلاثاء خلال زيارة إلى محطة تشيرنوبل الأوكرانية حيث وقعت في 1986 أسوأ كارثة نووية في العالم، إلى أنّ المستوى الإشعاعي في الموقع الذي سيطرت عليه القوات الروسية لبضعة أسابيع ثم انسحبت منه "هو ضمن الحدود الطبيعية".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إنّ سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في المرحلة الأولى من غزوها لأوكرانيا دفعت العالم نحو "شفير كارثة".
وصرّح زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع غروسي "كان العالم مجدّداً على شفير كارثة" لأن روسيا تعاملت مع منطقة تشيرنوبل "كأنّها ساحة معركة عادية، منطقة لم تحاول فيها القوات الروسية حتّى إيلاء اهتمام بالأمن النووي".
في مدينة ماريبول الساحلية الاستراتيجية في أقصى جنوب دونباس التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل وحيث لا يزال بحسب كييف نحو مئة ألف مدني عالقين، بدا الوضع في طريق مسدود.
وتواصل القوات الروسية قصف مجمع ازوفستال لصناعات الفولاذ الذي يتحصن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو ألف مدني على ما يقولون، على ما أكد القائد العسكري الأوكراني لمنطقة دونتيسك بافلو كيريلينكو عبر فيسبوك.
وأوضح "عمليات القصف مستمرة بالمدفعية الثقيلة والطيران. نعتمد فقط على قوتنا الخاصة".
واتهمت موسكو كييف بمنع المدنيين من مغادرة أزوفستال لكن اوكرانيا أكدت أنها لم تبرم مع روسيا أي اتفاق حول إقامة ممرات إنسانية يسمح لهم بالخروج.
وفي مقابلة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أصر بوتين الثلاثاء على أن "حكومة كييف يجب أن تتحمل مسؤولياتها السياسية وتصدر أمرا للمقاتلين بإلقاء أسلحتهم" بحسب الكرملين.
وفي ظل هذه الأجواء التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في موسكو الثلاثاء المسؤولين الروس في أول زيارة له لروسيا منذ بدء النزاع الذي زعزع التوازنات العالمية الكبرى وأتى على كل تعاون بين موسكو والدول الغربية.
ودعا غوتيريش من موسكو للتحقيق في "جرائم حرب ممكنة" في أوكرانيا. وأكد "ما يهمنا خصوصا هو إيجاد السبل لتوفير الظروف المناسبة لحوار فاعل ولوقف إطلاق النار في أقرب الآجال".
وأضاف أنه رغم تعقيدات الوضع في أوكرانيا "مع تفسيرات مختلفة لما يحصل" فيها، من الممكن إقامة "حوار جدي حول سبل العمل لتخفيف معاناة السكان".
وقال بوتين لغوتيريش في موسكو الثلاثاء إنّه ما زال لديه "أمل" في المحادثات مع أوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين.
وأضاف "رغم حقيقة أنّ العملية العسكرية مستمرة، ما زلنا نأمل في أن نتمكّن من التوصّل إلى نتيجة إيجابية" من المفاوضات.
لكنّ المحادثات الروسية-الأوكرانية تبدو كأنها وصلت إلى طريق مسدود. ففي حين اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ب"التظاهر" بالتفاوض، قال نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إن فلاديمير بوتين لم يُظهر "أي جدية" في نيته التفاوض.
وما زال التهديد بتمدد الصراع قائما. وفي الوقت الراهن، يتصاعد القلق في مولدافيا الواقعة جنوب أوكرانيا بعد سلسلة من الانفجارات يومَي الاثنين والثلاثاء في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية التي تدعمها موسكو.
ودعت رئيسة مولدافيا مايا ساندو الثلاثاء إلى "الهدوء" وقالت في ختام اجتماع لمجلس الأمن القومي ""إنّها محاولة لزيادة التوترات (...) ندعو إخواننا المواطنين إلى التزام الهدوء والشعور بالأمان"، معلنة تشديد إجراءات المراقبة في وسائل النقل العام وتعزيز الدوريات الحدودية".
وفي كييف قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في تغريدة على تويتر إنّ "روسيا تسعى لزعزعة استقرار منطقة ترانسدنيستريا، ما يعني أنّ على مولدافيا أن تتوقع وصول 'زوّار'"، في إشارة إلى القوات الروسية التي بدأت اجتياح بلاده في 24 شباط/فبراير الماضي.
وقال الجنرال الروسي رستم مينيكاييف الأسبوع الماضي إن السيطرة على جنوب أوكرانيا سيسمح للروس بالوصول مباشرة إلى هذه المنطقة.
من جانيه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمام صحافيين "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء أيّ محاولة محتملة لتصعيد التوتر"، من دون تحميل موسكو المسؤولية عن التفجيرات كما فعلت كييف.